الاتحاد الاشتراكي تحتفي بالزميلين عبد القادر الحيمر وهادن الصغير شهد يوم الجمعة 28 يونيو2013 حدث تكريم الزميلين هادن الصغير وعبد القادر الحيمر،بمناسبة إحالتهما على التقاعد.وحضرهذا الاحتفاء صحافيو وإداريو ومستخدمو جريدتي الاتحاد الاشتراكي وليبيراسيون، ليوقعوا شهادة تقدير وامتنان على ما قدمه هذان الزميلان من جهود في سبيل تطويل العمل الصحافي. وقد ألقى بهذه المناسبة مدير تحرير الجريدة، عبد الحميد جماهري، كلمة مؤثرة ومعبرة، أشاد فيها بخلال وتفاني كل من الزميلين في عملهما طيلة عقود من الزمن. وذكر جماهري بأن الصحافة الاتحادية لم تنفصل في يوم من الأيام عن طابعها النضالي، حيث صقلتها أنامل صحافيين مناضلين من طينة هدن الصغير وعبد القادر الحيمر. مناضلون عرفت على أيديهما الصحافة الاتحادية طفرة نوعية زادت من مكانتها ورفعتها. صغير غير هادن «لكل من اسمه نصيب»، هذه العبارة المأثورة لا تنطبق إلا جزئيا على زميلنا هادن الصغير، فمنذ أن عرفته ذات يوم من صيف 1876 بثانوية المعتمد بن عباد بسطات إلى أن ودعته يوم أمس متقاعدا، لم ألمس فيه هدوءا كما يدل على ذلك اسمه (الهادن أو الهادئ)، بل على العكس، لم أر فيه سوى الشغب والصخب والضجيج. ذلك الشغب الجميل الذي يرافقه مثل ظله أينما حل وارتحل، ذلك الصخب والضجيج الصادقان والنابعان من قلبه الشاب والصغير دوما. ماذا قلت؟ الصغير؟ حقا إن له من اسم نصيبا، فالهادن، زميلنا وصديقنا، كان دوما متواضعا (صغير الرأس)، وطفلا صغيرا حتى وهو يودعنا متقاعدا. فهنيئا لك أيها الصغير غير الهادئ، ومتنمياتنا أن نلحق بك متقاعدين، وأن نتمتع مثلك بصخبك المشاغب وبشبابك الطفولي الصغير. هنيئا لك بالتقاعد، هنيئا لك بالبداية حينما التحقت بجريدة «الاتحاد الاشتراكي» في أواخر ماي 1983، وجدت الزميل والصديق عبد القادر الحيمر واحدا من أعضاء هيئة التحرير القليلة آنذاك. وطيلة الثلاثين عاما الماضية ? آه كم يمر الزمن بسرعة ? ظللت رفيقا وأخيرا وصديقا وزميلا جديرا بالاحترام والتقدير، إلى أن أزفت ساعة التقاعد التي لا مفر منها. لكنك ? وهذا ما يثلج صدورنا جميعا ? تقعادت إداريا وقانونيا، ولم تتقاعد فعليا، إذ واصلت المشوار الذي أحببته وعشقته، مشوار الصحافة في صيغة أخرى. جبران خليل أرفض توديعكما .. أرفض تقاعدكما .. لم أكن أنوي في حقيقة الأمر، حضور الحفل الذي نظمه الزملاء في الجريدة على شرف الزميلين الهادن الصغير وعبدالقادر الحيمر. لم أكن أرغب في التوقيع على لحظة توديعهما ليلة سفر ورحلة نحو عوالم التقاعد.. لسبب بسيط ووحيد، إنني لم ولن أعترف بعالم يحال فيه الصحفي للتقاعد، ويحكم فيه عليه بالانفصال عن قلمه وكتاباته. حضرت في الأخير, ليس لتوديع (عريسي) الحفل، ولكن للاستماع إلى كلماتهما لرغبتي في النهل من فكرهما ونظرتهما للأمور.. وأنا الذي يا ما كنت أحس، وأنا أمامهما في قاعة التحرير أو في قاعة الاجتماعات، بتلك الحاجة إلى النهل من خبرتهما في ميدان كنت محظوظا وأنا ألجه عبر بوابة مدرسة الاتحاد الاشتراكي، التي تعج بالأساتذة الكبار في الصحافة، والتي لن تحتاج وأنت تتحرك بينهم ومعهم إلى أي مدرسة أو معهد أو أي تكوين آخر.. الهادن أو الحيمر، ومعهما أسماء كثيرة في جريدة الاتحاد الاشتراكي، وفي كل الأقسام، الأخبار، السياسة، الدولي، الوطني، الرياضي، الثقافي، كلها أسماء لأساتذة أعتبر نفسي مرضي الوالدين أن الظروف جعلت مني فردا من أسرة كبيرة اسمها الاتحاد الاشتراكي. تقديري لك أستاذي الحيمر.. مودتي ومحبتي لك أستاذي الهادن.. تلميذكما: عبدالعزيز بلبودالي عرفته ... وليتني ما عرفته أحيانا قد تتبادل حواسنا الأدوار، فتبتسم العين وتصافح القلوب وترى الأذن وأنا كان لي حظ أن أرى زميلنا هادن بأذني قبل |أن تلحظه عيناي. سمعت عن أنفته من الأصدقاء وعن صراحته القاسية من الأهل. لكن لم يكتب لي أن أصادف الطفل « الصغير» إلا داخل الجريدة. ومنذ الوهلة الأولى، وطيلة 15 سنة قضيتها اكتشفت أنه الرجل المناسب في الزمن اللامناسب، وأنه صدق من قال «من شب على شيء شاب عليه». كل من يعرفه يكاد يجزم أنه رجل الأربعة فصول في يوم واحد، يبكي ويضحك، ينصح، يحتد ويسامح.. هادئ بعد العاصفة، عاصف قبل الهدوء. «هادن» أبدا لا يهادن... كبير رغم أن اسمه «صغير» (وللاسم حكاية أخرى)، تأسفت على معرفتي به وقلت ليتني لم أعرفه لأنه يذكرني كلما رأيته بالزمن الجميل للقيم ، وفي نفس الوقت سررت لمعرفتي به لأنني يذكرني بأن بطن البلاد تحبل دوما بالتوائم ولو لم يكونوا بنفس الملامح ونفس الطباع. حقا هذا هو الهادن أو كما يقول مازحا « أنا زوين قالتها لي مي ، ولي دوا يرعف». حفيظة الفارسي هادن الصغير وحكم القاضي جمعتنا طريق الحياة، منذ 25 سنة. عبرنا معا دروبا مهنية وسياسية عدة، وبقي الهادن متميزا بصوته الصافي، الذي يصدح دوما برأيه عاليا. لا تهمه ردات الفعل، بقدر ما يهمه وصول فكرته كما يؤمن بها. لم يكن من الذين يمارسون الفعل (سياسيا) بمكر السياسة، كما يفرض ذلك تعقد علاقات المدينة، بل ظل وفيا لطراوة بداوته، تلك التي تشربها في مدينته سطات، المدينة التي كانت في مقدمة المواجهة مع وزير الدولة في الداخلية المغربي القوي ادريس البصري. وبقيت دوما أكبر فيه، أنه ما أغوته محاولات الإستقطاب من قبل الوزير القوي وجماعته في سطات، وبقي رقما صعبا على الإحتواء. وهذا أمر لم يكتب هو عنه قط. لنا صداقات مشتركة عدة، لكن أهمها ثلاث، لسياقات إنسانية خاصة ترتبط بها. صداقتنا المشتركة مع المناضل الإتحادي السطاتي الأمازيغي الكبير أبو إبراهيم، وهذا رجل علم لوحده هناك. الصديق الشاعر الراحل العربي الذهبي، الأستاذ بكلية الآداب ببني ملال والذي توفي في حادثة سير بين سطات وخريبكة، وبقي جرحا مشتركا بيننا. ثم الصديق القاص والشاعر الراحل سعيد اسماعلي، ابن البلد الذي ظل وفيا لطراوة الإنساني، بعزة نفس، حتى لقي ربه. وظل الهادن رسول مودات كثيرة بيننا. بالتالي، فمع الهادن الصغير تليق مقولة معرفة الناس من خلال نوع صداقاتهم (ألا يعلمنا المثل المغربي «معا من شفتك، معا من شبهتك»). الهادن الصغير، الطالب المغربي برومانيا وفرنسا، العضو سابقا في قيادة الشبيبة الإتحادية، اكتسب ملمحا آخر في رؤيتي إليه، صديقا وأخا، حين كنت سنة 2005 عند الكعبة الشريفة بمكة، وإلى جواري قاض مغربي، من كبار قضاة المغرب، وقال لي جملة بليغة نافذة: «في قبيلة صحافتكم، هناك صحفي واحد فقط متخصص في العدالة نقف له احتراما، لنزاهته وكفاءته الأدبية والقانونية، إسمه الهادن الصغير». حكم القاضي. عبد القادر الحيمر، أحمق من يقف أمام السيل هو ربما لا يذكر ذلك. كان جالسا في منزل والدي عبد الله العسبي، سنة 1979، والجو جو إضرابات نقابية حامية بالمغرب، بمحفظته المعلقة على الكتف وآلة تسجيله وكاميراه الصغيرة. جاء ليجري لقاء مع والدي كعضو مؤسس للنقابة الوطنية للتجار الصغار والمتوسطين. كان يجلس حيث اعتاد الجلوس المرحوم عبد الله المستغفر، المناضل النقابي الصلب، الذي أذكر كيف اتصل بالجريدة وأنا لا أزال تلميذا، بعد أحداث 20 يونيو 1981، والشرطة تطوق بيته بعين الشق تبحث عنه، وسأله مكلمه بالجريدة: أين أنت؟. فأجابه جوابا لم أستسغه حينها: وعلاش كاتسول فين أنا شغلك؟. كان الرجل صلبا. هذه صورتي دوما عن الزميل عبد القادر الحيمر، تلك الصورة التي ترسخت في ذهن التلميذ الغض، الذي كان يجرب ذاته تنظيميا في نقابة التلاميذ حينها. سعيت للإنصات لما يدور بينه وبين والدي، لكن الوالد أبعدني عنهما بصرامة. مرت سنوات كثيرة، عشر سنوات تقريبا، قبل أن أصبح بالصدفة زميلا له في ذات الجريدة. وبقيت دوما أنظر إليه بصورتي البكر عنه. ورغم كل شغبنا المهني والإنساني، بقي الوقار حاضرا بيننا، من جهتي، ليس لأني بقيت أعتبر أنه يكبرني سنا، بل لأنه يكبرني تجربة وقيمة. فالرجل، من سلالة زمن الصحافة الحامية، التي تقود للسجون والمعتقلات، ولاحق لي في التطاول على سيرته. نعم، أصبحنا صديقين، وفي تواطؤات عدة، وبقينا إلى اليوم، أصحاب شغب خاص لا يعلمه غير القلائل جدا من الزملاء (حسن نجمي في مرحلة معينة. والعطار بوغالب وعماد عادل في مرحلة لاحقة). وما سأتذكره دوما عنه، أن الرجل انتصر على ذاته في تخصص الصحافة الإقتصادية، التي كان قد دفع إليها في البداية كورطة، لكنه كان في مستوى التحدي. وما بقيت أحترمه فيه وفاؤه لعائلته في إقليم الغرب بسيدي سليمان، فبقي ابن البلد هو أيضا، بأخلاق البدويين الطيبين (والنبهاء أيضا). عبد القادر الحيمر الغرباوي السليماني، في بحة صوته، ظلت عالقة إلى الأبد طراوة ماء نهر سبو، وظل مثله، كثيرا ما يعلو صبيبه، فيجرف الكثير من الزرع والضرع والغلال. لذلك حين يغضب الحيمر، لا مجال لأن تقف أمامه، فالأحمق وحده من يقف أمام السيل. لحسن العسبي نجمتان من سماء الرواد الحديث عن المؤسسين والرواد بالنسبة لي نوع من التطاول خاصة ونحن مازلنا نتلمس المهنة على خطاهم ومعرضين للانزلاق والخطأ ولو من باب من يعمل يخطئ. الأستاذ الحيمر ستبقى مقالاته في الاقتصاد وغيره منارة لكيفية معالجة المادة في الصحافة المغربية، أما الأخ الهادن ولن اقول الزميل أو أي وصف آخر فهو أخي الأكبر في السياسة والحياة ولقبه لدى أجيال النضال الشبابي هو ابن بطوطة الدي طاف «المغرب غير النافع» مؤطرا لأجيال من الشباب التواق للحرية إنه الرجل رأيناه أعطى بقلبه ودمه وجهده وماله ولم نره أبدا يدا سفلى ممتدة لتأخذ. فدمت وستدوم دوما كبيرا. محمد الطالبي رجلان لم تفسدهما الأرقام حين عرفته أول مرة، في بداية التسعينات، كان هادن الصغير شديدا كخطى الجنود الذاهبين إلى الحرب. كنت شابا طالبا أحلم بوطن شاسع لا يأكل قلوب الأطفال بمهارة وحش، ولا يتحكم فيه لاعب شطرنج واحد.. وكان الهادن أيامها، حين يتحدث في أي لقاء «شبابي» (الشبيبة الاتحادية)، تشعر بأن لحمه يتمزق.. كان يقول كلاما خطيرا، ولا يترك أي مساحة للشك في «القيود» التي كان يكسرها بحماسه الواثق، كأن الثورة ستولد غدا.. وحين التحقت بالجريدة بعد سنوات، اكتشفت أن وراء ذاك الجريء الشجاع قلب كبير لطفل يحلم كثيرا بوطن ناصع البياض لا تدوس عليه أقدام العسكر.. يشتعل بقوة، ويهمد بقوة.. وقد يبكي بصدق، ويضحك بفرح.. ووراء كل ذلك، قدر لا يستهان به من المرح الجميل.. شكرا صديقي على الأوقات الطيبة التي أمضيناها معا، شكرا على وجودك الرائع بيننا.. وشكرا على الضحك الوفير الذي تقاسمناه.. أما الزميل عبد الحيمر، فما أتذكره عنه- وهذا ما لا يعرفه الكثيرون- هو أنه كان قارئا نهما للرواية باللغتين، العربية والفرنسية.. وكان يتحين الفرص ليهتبل روائع الأدب التي تقع بين يديه، وكان يبدو أكثر سعادة كلما انتهى من لذة، واتجه نحو لذة أخرى.. حقا، لم تفسده الأرقام، ولم ينل منه الاقتصاد، ولم تدحض السياسة ذلك الجزء المضئ الذي يجعله يلتقي بنفسه كلما اختلى إلى كتاب.. سعيد منتسب الهادن اللامهادن تعرفت على الهادن الصغير مطلع التسعينات، وذلك في صفوف الشبيبة الاتحادية حيث كان عضوا بالمكتب الوطني وأنا باللجنة المركزية ، وفي إطار مهامه الشبيبية قام الهادن بعدة زيارات إلى آسفي واليوسفية لإلقاء عروض، وهو ما مثل بالنسبة لي فرصة للتعرف عن قرب عن الرجل الآن وبعد مرور أزيد من عشرين سنة على أول لقاء بيننا يمكن لي أن أؤكد أن الهادن الذي عرفته آنذاك بقي هو هو ...لم يتغير في شيء ، حتى في الشكل، فملامح الهادن لم تتغير إلا قليلا وكأنه مصر على أن يبقى نفس الشخص رغم توالي السنين والمتغيرات وهذه الصورة التي رسمتها عن الهادن منذ ذلك الوقت يمكن تلخيصها في كلمتين : البساطة واللامهادنة، فالهادن بسيط في كل شيء في ملبسه تصرفاته سلوكه، لم أشاهده مرة يحاول أن يأتي بسلوك يناقض الطبيعة التي فطر عليها، كما أنه يجاهر برأيه بغض النظر عن الظروف والمناسبات والأشخاص المعنيين بذلك الرأي وغالبا ما كان يصدم من حوله ، لذلك ونحن الذين أصبحنا نعرف الهادن عن قرب ،لم نكن نفاجأ بخرجاته هذه تحت أي مبرر وبأية دواعي ويبقى أن الهادن قبل كل هذا إنسان طيب المعشر ولا شك أنه سيترك فراغا في هيئة التحرير كما تركه عدد من الذين إما تقاعدوا أو انتقلوا إلى دار البقاء ، فتحية صادقة إلى الرجل ولا تبخل علينا بإطلالاتك بين الحين والآخر. عزيز الساطوري أصوات إعلامية نادرة لما ننطق باسماء الزميلين الهادن الصغير وعبد القادر الحيمر، مباشرة نستحضر سنوات من مسار الصحافة الاتحادية مهنيا ونضاليا وانسانيا واخلاقيا. فمع الهادن ، الذي كان من الأوائل الذين فتح باب العدالة وقضاياها على الصحافة المغربية ، تعلمنا منه الاخلاق الاتحادية ، وأدبيات الشبيبة ، وما معنى أن يقول الاتحادي «لا».. مع الحيمر، تأسست ثقافة الشأن الاقتصادي بالصحافة الاتحادية ، بعدما كان حضورها فقط من خلال الدراسات.. معهما.. عشنا سنوات مهنية تعلمنا منها الكثير.. اليوم، بعد كل هذه السنوات ودخول مرحلة التقاعد.. لا أرى الهادن أو الحيمر ، إلا طاقة مهنية ستفتقدها الساحة الاعلامية المغربية.. أكيد نحن محتاجون إلى الانصات لصوتها. إدريس البعقيلي قارورة عطر يصعب العثور على الكلمات المناسبة لتوصيف صداقة دامت أزيد من 16 عاما، كما تستحيل لملمة شتات الذكريات في قارورة عطر.. و لعلني كنت محظوظا بشكل ما أكثر من زملائي، حين تقاطعت مسيرتي المهنية ذات يوم من 1997 ، وأنا حينها «صحفي مبتدئ» ، بقيدوم صحافة الاتحاد عبد القادر الحيمر الذي آمن بي منذ أول يوم اشتغلت معه في القسم الاقتصادي ، ولم يبخل علي منذ ذلك الحين بالرعاية والتوجيه والتشجيع ..وحيث لن تفي كل عبارات الشكر بالمبتغى ، أقول وأنا أرنو إلى مكتبه الفارغ إلا من بقايا أوراق نسي أن يجمعها.. «لكم افتقدناك سي الحيمر» عماد عادل اسم في زنقة الأمير عبد القادر ليس سهلا، تحت ظلال الوداع، أن نرسم اسم صديق عزيز بكلمات قليلة وبشهادة تختزل عمرا. الأخ عبد القادر الحيمر، وهو من الصحفيين الأوائل، حتى أضحى قيدوما لهيأة التحرير، خاض معارك طاحنة من أجل الكرامة أولا. ما زلت أتذكر تلك الصفحة الأسبوعية التي كان زميلنا عبد القادر ينجزها وهي خاصة بمدينة الدارالبيضاء. أتذكر أيضا تلك الصور التي كان يلتقطها بحس صحفي. اليوم وقد خطا عمرا كاملا بين السطور والمقالات، هاهو يستريح من عناء المتابعة اليومية والقلق المستمر. هنيئا لزميلنا عبد القادر ونشكره على كل ما قدمه من سطور في زنقة الأمير عبد القادر. عبد الرزاق مصباح هادن : سريرة نظيفة، ضمير حي وعمل دؤوب يحضر الأخ هادن الصغير،قاعة التحرير يوم الجمعة 28 يونيو2013،ويجدنا على استعداد تام لتتويجه ومباركة جهوده .لكن هذا الحدث- برغم أهميته- لم يؤثر فيه أو يفزعه أو يفرحه.تعامل معه بشكل طبيعي،كسنة من سنن الحياة. حضرهادن وبيده مقالة في «جولة في المحاكم»..هي التي أخرته. وذكرني هذا الموقف العجيب، بقوله صلى الله عليه وسلم: ((إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها، فليفعل)). لايتأفف هادن من استقبال المواطنين الذين يفدون على الجريدة..يستمع إلى شكاويهم،يستلم وثائقهم القانونية. في عهده عرفت الصحافة القانونية بجريدة الاتحاد الاشتراكي،طفرة نوعية،تعلمت على يديه أجيال. كان له ملحق قضايا وقانون.كما له -ولحد الساعة- أعمدة وأركان:»جولة في المحاكم»و»مع المتقاضين» و»قضية الأسبوع» و»عين على المحكمة».. هادن الصغير،فعلا، أخ لم تلده لك أمك.عندما غادرنا البعض إلى دار البقاء،كنا نجد هادن الصغير يقوم بوضع لائحة مساعدة وتكافل بين أيدينا،عندما توزع علينا لائحة مساندة لبعض الزملاء الصحافيين بجرائد أخرى،تراه أول المساهمين والحاثين على ذلك.ومن النبل انه يتقدم هو الاخر بمساهمة مادية مرصودة لصحفيين إخوة لنا بالبيان، أداها وهو يجمع مستنداته ووثائقه من الجريدة بعد يوم من تقاعده. هادن الصغير،سنفتقد فيه الأخ والزميل والصديق،لمكانته بيننا،فهو خدوم وذو مصداقية.