بعد وقفة الشموع، ضحايا السوق المحروق بتاوريرت يضعون ايديهم على الجرح النازف للمدينة نظم ضحايا إحراق السوق الأسبوعي بتاوريرت المتكتلين في التنسيقية المحلية لتجار و حرفيي السوق البلدي ، أمام مقر البلدية خلال يومين 28/29 ماي الجاري وقفتين احتجاجيتين رائعتين وناجحتين بامتياز لا من حيث التنظيم و الحضور نساءا ورجالا ، ولا من حيث نوعية الشعارات المرفوعة ضد عرابي الاستبداد والفساد ولا من حيث أشكال التعبير المتنوعة . حيث كانت التظاهرة الأولى بالشموع طالبوا من خلالها برحيل عامل الإقليم و باشا المدينة و رئيس المجلس البلدي و من يمثل الإقليم في الغرفتين ومحاسبة المفسدين وناهبي المال العام ... أما الوقفة الثانية ليلة الاربعاء 29 ماي 2013 فعبروا فيها عن معاناتهم ومشاكلهم المتفاقمة التي نفذ صبرهم أمامها بإقامة حفل تأبين رمزي ل"مدينة تاوريرت " بتابوت مكتوب عليه "" هذا قبر الفقيدة ‘ تاوريرت ‘ التي توفيت بعد صراع مرير مع داء ‘ عامل الاقليم وباشا المدينة ورئيس المجلس البلدي ومن معه .....تغمدها الله برحمته الواسعة """. ومن خلال هذا التعبير نجحوا في تمرير عدة رسائل سواء بالنسبة للسلطات القائمة علها تدرك استحالة تماديها في : الانحياز الفاضح إلى صف السماسرة والمفسدين و طمس وتزوير لوائح المتضررين من إحراق السوق . ولتدرك أيضا أن أية استفادة من ريع المضاربات العقارية ونهب الأراضي أصبحت تحت مجهر الحركات الاحتجاجية الاجتماعية ولا فكاك إلا عبر المساءلة والمحاسبة . وهم يمررون كذلك نفس الرسالة الى كل ساكنة تاوريرت عبر المواطنين/ات الذين حجوا لموقع التظاهر بكثافة للمؤازرة والتضامن مع الضحايا ، فيضعون الكل في الصورة، ويبرهنوا للقوى الحية في المجتمع بأن "الثور الأبيض " لا زال يقاوم .مطالبين بتكثيف الجهود وتظافرها والتضامن والتنسيق من أجل إنقاذ المدينة وانتزاعها من مخالب أخطبوط تحالف مافيا العقار والسلطة ، هذا الإخطبوط الذي فعل بتاوريرت ما يفعله العدو بعدوه. حيث التكالب على وعائها العقاري وكل ثرواتها وخلق هامش مُؤمَّن لمُراكمة الثروة والأرباح في غفلة من القانون .