تتبعت تدخل السيدة عائشة الشنا رئيسة جمعية التضامن النسوي في برنامج “قضايا وآراء" الذي بثته الأولى مؤخرا، في موضوع الاغتصاب. واستغربت لتحامل المرأة على الآباء و الرجال وتحميلهم مسؤولية كل جرائم التحرش والاغتصاب ضد المرأة، في حين أن الموضع هو اغتصاب القاصرين من قبل بعض المجرمين. حتى أنها شككت في وجود “رجال" في المغرب، مُصرحة أن الغالبية العظمى منهم مجرد “ذكور" وما هم برجال. فذكرت في البداية نسبة 20% قبل أن تستدرك وتؤكد أن الرجال في المغرب يُعدون على أصابع اليد (يعني خمسة أو أقل!!). في البداية لا بد من التأكيد أن رسالة ماما الشنا أو " تريزا" المغرب، كما يحلو للبعض، هي رسالة إنسانية نبيلة ومُهمة إصلاحية انتدبت نفسها لها ولا أحد يشك في أهميتها بالنسبة للمجتمع. فقد صرحت أن 153 طفل يولدون كل يوم خارج إطار الزواج في بلادنا و24 منهم يلقون يوميا في الشارع! و الحقيقة أن من يسكت عن هذه الكارثة نشُك في مروءته وفي وطنيته. لكن الغرابة في مقاربة السيدة الشنا الحاصلة على وسام رفيع من فرنسا و على مليون دولار من أمريكا، هي حصر المسؤولية في الرجل و تبرئة المرأة والفتاة من كل ما يقع. فلم تُدن الزنا ولا أسبابه ولم تستشهد بأي نص قرآني أو حديثي، ولم تتحدث عن انتشار “القرقوبي"، ونزَهت المرأة من أية مسؤولية في الاغتصاب. رغم أنه عمليا شبه مستحيل دون رغبة المرأة “المغتصبة". ويحق لنا أن نتساءل مع السيدة الشنا" إلى أي حد ساهمت كل المراكز التي بُنيت في المغرب لإيواء “الأمهات العازبات" في خفض نسبة جرائم الاغتصاب والتحرش ورمي “اللقطاء" في القمامات؟؟ واغتنمت المُتحدثة الفرصة للمطالبة بإعطاء دروس في التربية الجنسية للأبناء (دون تحديد المقصود بذلك). والمفارقة أن بعض النساء يُطالبن بالحرية الجنسية وحق الفتاة في “المصاحبة" وممارسة “الحب" كما يحلو لهن، وحين يقع الحمل يُسمينه اغتصابا وظلما من الرجال “الوحوش"!! وأغلب الجمعيات النسائية تحارب التعدد الشرعي وتعتبره ظلما للنساء. و هذا لعمري تمييز واضح ضد الرجل، وقد يتساءل المشاهد البسيط مثلي عن الأسباب الذاتية أو الموضوعية من وراء هذه النظرة المفتقدة للتوازن المطلوب في دراسة ظاهرة اجتماعية من هذا الحجم. وما قول السيدة الشنا في نساء يُشرفن على بعض دور الدعارة (باترونات، بالعامية) ويستقطبن عددا من الفتيات لاستعمالهن في تصيد الرجال والإيقاع بهم . ومؤخرا تم اعتقال نساء بتهمة التحريض على الفساد بوجدة. وماذا عن تحرش التلميذات بالتلاميذ؟ والنساء بالرجال؟ هل كل الأمهات العازبات كن ضحية لظلم الرجال، عفوا “الذكورة"؟ و ماذا عن دعارة الطالبات أو الدعارة الراقية والخيانة الزوجية والمثقفات الرافضات للزواج رغبة منهن في ممارسة الحرية الفردية/الجنسية؟ وماذا عن المطالبة بإلغاء الفصل 490 من القانون الجنائي الذي يجرم الزنا؟ “يجب اقتلاع الداء من أساسه"، يرُد أحد المعلقين على كلام “الشنا" و الحل القرآني هو الطهارة والعفة و عدم اقتراب الزنا ولا مقدماته وتطبيق الحد على الرجل والمرأة على حد سواء. وتلك هي الرجولة كما يُعرفها الإسلام. و بالرجوع إلى القرآن الكريم، سنفهم حقيقة هذه الرجولة الغائبة وهذه بعضُ صفاتها: 1- الطهارة بشقيها المادي والمعنوي: ﴿لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ﴾ )التوبة: 108). 2- الصدق مع الله: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ﴾ (الأحزاب: 32). 3- إيثار الآخرة على الدنيا: ﴿رِجَالٌ لاَ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ﴾(النور: 37). 4- القوامة وحسن التوجيه لبيوتهم وذويهم: ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾ (النساء: 34). 5- الإيجابية: والتحرك السريع لدرء الخطر وبذل النصيحة: ﴿وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ ﴾(القصص: 20). فهل لنا أن “نترجل" قليلا ونكن إيجابيين مثل هذا الرجل الصالح ولنقل بصوت واحد “لا للدعارة ولا للعري و لا للأمهات العازبات". ولنطالب الحكومة الحالية ذات المرجعية الإسلامية بحماية الأسرة وتطهير الإعلام والتعليم والقضاء والشارع، و في المقابل تطبيق حد الزنا وتفعيل عقوبة الإعدام ضد مغتصبي الأطفال. ذ.محمد السباعي تدخل السيدة الشنا: أشكال التمييز ضد الرجل في خطاب “ماما الشنا" http://youtu.be/BSWx05VbS4o iframe width="420" height="315" src="http://www.youtube.com/embed/BSWx05VbS4o" frameborder="0" allowfullscreen/iframe