شارك الشباب المغربي بكثافة في حملة وطنية للتبرع بالدم نظمت أخيراً، وأفادت وزارة الصحة بأن حصيلة الحملة التضامنية فاقت التوقعات بكثير إذ اجتذبت أكثر من 70 ألف شخص، أي ما يعادل نسبة 176 في المئة من ال 40 ألف متبرع المتوقعين. ونظمت الحملة برئاسة العاهل المغربي الملك محمد السادس. تحت شعار “كل تبرع بالدم يساهم في إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص» واستمرت 17 يوماً. ووصفتها وزارة الصحة في بيان بأنها «مكسب وطني يعكس قسم التضامن والتضحية عند الشعب المغربي». وجاءت الحملة بعدما أطلقت وزارة الشباب والرياضة برنامجاً وطنياً بعنوان «العمل التطوعي والخدمة المدنية في أوساط الشباب»، يكتسي أهمية في ترسيخ ثقافة التنمية ونشر قيم التماسك الاجتماعي بين المواطنين، عن طريق تعبئة الشباب للانخراط والمشاركة في الدينامية التنموية المحلية، وتقديم خدمات اجتماعية عبر تنظيم أنشطة متنوعة ومحددة وفق خريطة محلية متضمنة للكفاءات والفعاليات. وأكد وزير الشباب والرياضة محمد أوزين أن العمل التطوعي يشكل ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك بين أفراده. مشيراً إلى أن البرنامج يعد مدخلاً لإنجاز أهم أركان عمل الوزارة في مجال الشباب. وأبرز أوزين أنه سيتم. تفعيلاً للبرنامج. إحداث خلية مركزية لتدبير العمل التطوعي وتدبير «بنك التطوع» عبر شبكة الإنترنت. وإحداث 76 شبكة لتعزيز العمل التطوعي على صعيد نيابات الوزارة. إضافة إلى إحداث نقاط للتطوع عبر 560 مؤسسة للشباب تضع مخططات محلية لورش العمل وفق جداول زمنية معينة. وعلى ضوء ذلك تعتبر عملية إنشاء فضاءات للخدمة المجتمعية والتطوع داخل مؤسسات الشباب، الوعاء التنظيمي الذي تتوخاه هذه المبادرة، وهي فضاءات تحض الشباب على الانخراط والمشاركة أكثر في تلبية حاجات مجتمعه. كما ستعمل الشبكات الإقليمية التي سيتم إحداثها على تنسيق العمل التطوعي في أوساط الشباب وتنسيق العلاقة مع الهيئات المدنية. وتتمثل أبرز مجالات تدخل البرنامج في غرز قيم المواطنة ونشر الثقافة والتربية والرياضة والصحة والبيئة والتكوين والمجال الإنساني والاجتماعي. والأشغال العامة. وبحسب محمد الأنصاري أحد النشطاء المدنيين، فإن إشاعة روح التطوع بين الشباب تستلزم تعزيز فعالية المجتمع المدني في المغرب أولاً، وذلك بتطوير مستوى تدريب الموارد البشرية، وتحسين العلاقات مع السلطات، وتطوير التمويل وتشجيع انخراط المواطنين ومشاركتهم. ويتعين على منظمات المجتمع المدني من جهتها تعزيز الديموقراطية الداخلية، والحكامة والحرص على التطوير الدائم لهياكلها ذات الصلة بالإدارة، وتشجيع النقاش بشأن دور المجتمع المدني والمهام المنوطة به والقيم التي يسعى إلى ترسيخها. وينبغي أن تولى عناية خاصة في هذا الصدد لتعزيز العمل الجماعي والعمل في إطار شبكات. يأتي ذلك في وقت حظيت الجمعيات الخيرية أو ذات الصبغة الإنسانية بأعلى مستوى من ثقة المواطنين (74.4 في المئة) تليها المنظمات البيئية ومنظمات التنمية المحلية (71.6 في المئة) ثم منظمات النسائية (62.3 في المئة)، مقابل تدني الثقة في النقابات (41.8 في المئة)، والأحزاب السياسية (31.6 في المئة) والبرلمان (37.2 في المئة) وذلك بحسب بحث رسمي حول وضعية الفئات الاجتماعية داخل المجتمع المدني. ويظهر البحث الذي شمل عينة من 1297 شخصاً أن العمل التطوعي يشكل الركيزة الأساسية لعمل معظم المنظمات. ويبلغ متوسط المتطوعين 21.36 متطوعاً في كل منظمة. وبخصوص المظاهر التقليدية للمشاركة المدنية مثل التوقيع على العرائض، والمشاركة في حملات المقاطعة، أو التظاهرات، فإن نسبة كبيرة من الذين شملهم البحث تقول إنها فاعلة (بين 14,8 و 23,9 في المئة)، مقابل 30,7 في المئة أو ما يناهز ثلث المستطلعين لا تشارك بهذه النشاطات.