نظرا للتحول الملموس الذي عرفته مدينة وجدة على صعيد البنيات التحتية، أو في التأهيل الحضري الذي مس العديد من الأحياء المهمشة، أو في جانب الأنشطة الاجتماعية المتمثلة في المراكز الاجتماعية والثقافة التي شيدت تقريبا في كل الأحياء، بفضل العناية العناية المولوية الدالة على الاهتمام الملكي بالمواطنين والالتصاق بهمومهم في هذه الربوع التي كانت منسية ومشلولة ، فلا يخفى على الجميع أن جلالة الملك محمد السادس أعطى أوامره لترميم وإصلاح كل القطاعات المستهدفة. وللتذكير، كان لا بد من الإشارة إلى قطاع التجارة والأسواق التي هيئت وتم إصلاحها وفق معايير عصرية وراقية تتماشى وفلسفة النهوض بالنشاط المتنوع، وهو ما سجلناه في الأسواق النموذجية التي خرجت إلى النور، وكان أهمها أسواق ساحة النخيل وطنجة ... والمطاعم الشعبية. ويعد السوق الجديد الذي سينتقل إليه عما قريب تجار ساحة النخيل وطنجة " والحماسة " الذين تسلموا مفاتيحهم بصيغة التمليك وبثمن في متناول الجميع، وهو ما يعد مكسبا فريدا من نوعه في وجدة والجهة الشرقية فيما يخص تنظيم حركة التجارة وتسويق المنتوج الوطني التجاري والسياحي. ومن هذا المنبر نطالب الجميع لتكثيف الجهود للحفاظ على هذه المعلمة التاريخية التي تعد مفخرة لوجدة وللوجدين، وعلى السلطات المحلية - من جهتها - أن تتابع عملية التنظيم والمراقبة ومحاربة الفوضى وكل ما من شأنه أن يعيدنا إلى المربع المتمثل في الفراشة والأسرة المتنقلة والكرتون والزنك ...، وقطع الطريق على أولئك الذين ألفوا أن يتعايشوا مع الفوضى وانعدام الضبط والربط. وعلى التجار من جهتهم أن ينسجموا مع هذا التحول وهذا الحدث والحلم الذي راود التجار والمتسوقين على حد سواء، ويقيموا بجد هذا التحول التاريخي وأن يحتفظوا على هذه المكاسب حتى يحافظ هذا السوق على رونقه وجاذبيته وجماليته ونظافته، بما أن أموالا باهظة أنفقت في هذا الميدان وهذا القطاع، كما نطالب بتوفر الأمن باستمرار حتى يجد المواطن راحته وسكينته وهو يتبضع ويجول في جوانب هذا المركب التجاري الضخم في بيئة نظيفة وسليمة وآمنة، ولن يتحقق هذا إلا بتغيير عقليات التجار البالية الذين كانوا يسيئون لحركة التجارة والسير باستغلالهم للملك العمومي واللبيب بالإشارة يفهم .