إتلاف سيارة أمن وحافلة نقل وإصابة أربعة عناصر من الأمن في وجدة تمكنت عناصر الأمن الولائي في وجدة من اعتقال عدد كبير من الأشخاص تورطوا في القيام ب«أعمال نهب وسرقة وتخريب» لممتلكات الغير خلال الحريق الذي أتى على دكاكين سوق مليلية بوجدة بكامله، ليلية/صباح يوم الجمعة 26 غشت الجاري، والتي فاق عددها 1068 رسمية وحوالي 400 عشوائية، حيث قدرت الخسائر بأكثر من 10 ملايير سنتيم. وبلغ عدد مرتكبي هذه الأعمال الذين ألقي عليهم القبض وهم في حالة تلبس58 متورطا، تم حجز كميات مهمة من البضائع والملابس كانت بحوزتهم وتمت إحالتهم على العدالة، صباح يوم السبت 27 غشت الجاري، ومازال البحث جاريا عن كلّ من ثبت تورطه. واستمرت عمليات النهب لما تبقى من السوق، الذي تحول إلى رماد، والتي تمثلت في الأبواب ولوحات الزنك والدعامات الحديدية، فقررت مصالح ولاية أمن وجدة، على إثر ذلك وللحد من تلك العمليات، وضع حواجز ونشر عناصر من وحدات قوات التدخل السريع وأفراد القوات المساعدة بمحيط السوق الذي يقع بساحة سيدي يحيى بمحاذاة ساحة سيدي عبد الوهاب في قلب مدينة وجدة التي تعرف أنشطة تجارية كثيفة ومتواصلة وحركة تبضع للمواطنين ليل نهار خاصة أننا في الأيام الأواخر من شهر رمضان وعيد الفطر على الأبواب . ومن جهة أخرى، شهدت الساحة عشية نفس اليوم حادثا مؤسفا تمثل في أعمال شغب واعتداء على عناصر الأمن التي كانت في الساحة، حيث قامت مجموعة من الأشخاص برشقهم بوابل من الحجارة، مما نتج عنه إصابة أربعة عناصر من قوات التدخل السريع إصابات في الرأس والأذرع نقلوا على إثرها إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الجامعي الفارابي بوجدة، وتخريب إحدى سياراتهم وحافلة للنقل الحضري وسيارة خاصة. كما خلق الوضع هلعا وذعرا كبيرين وسط المواطنين والتجار في الأسواق والقيساريات المجاورة، سوق القدس وسوق طنجة وسوق أنجاد وسوق الفلاح، دفعتهم إلى إغلاق متاجرهم خوفا من سرقتها والسطو على محتوياتها، وانتصبوا أمام أبوابها لحمياتها من عصابات اللصوص التي تشعل نار الفتنة وتستغل الوضع للقيام بما قامت به. وحسب مصادر أمنية ومن جمعية تجار السوق، تعود أسباب الحادث إلى خلاف نشب بين تاجرين في ما يخص المطالب التي تقدموا بها إلى ولاية الجهة الشرقية والجماعة الحضرية والاقتراحات التي تم تقديمها لهم في ما يتعلق بإعادة بناء السوق، وتحول الخلاف إلى تشابك اضطرت على إثره عناصر التدخل السريع إلى اقتياد الطرفين إلى سيارة الأمن في محاولة منها لفض النزاع وتهدئة الأعصاب، ليفاجؤوا بمجموعة من الأشخاص تمطرهم بوابل من الحجارة قد يكون أغلبهم من عناصر عصابات اللصوص هدفها خلق الفوضى وإثارة البلبلة لارتكاب أفعالها الإجرامية من النهب والسطو والسرقة. وتمكنت عناصر الأمن الولائي من السيطرة على الأوضاع الأمنية بالساحة وإعادة الهدوء حيث عاد التجار إلى محلاتهم التجارية والباعة المتجولين (الفراشة) إلى أمكنتهم والمواطنون إلى تبضعهم واستؤنفت الأنشطة التجارية. يذكر أن الجماعة الحضرية لمدينة وجدة خصصت مليار سنتيم بينما تساهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمبلغ 300 مليون سنتيم، لأجل إعادة بناء السوق الذي يمتد على مساحة 1.4 هكتار. واعتبر الخبراء والمهندسون بالمصالح البلدية إعادة تأهيل السوق، الذي يمثل مصدر دخل لحوالي 2000 عائلة، عملية شبه مستحيلة بسبب حجم الخسائر التي نتجت عن الحريق وأن أشغال إعادة البناء تتطلب أكثر من مليارين ونصف المليار من السنتيمات.