في إطار تنفيذ مخطط عمله لسنة 2013 ، ينظم " مجلس شباب كفايت" التابع ل " جمعية كفايت للثقافة والتنمية " يوم 17 أبريل الجاري لقاء تواصليا جهويا للشباب حول موضوع " الشباب المغربي ورهانات العمل السياسي" ، بمشاركة ممثلين عن المجالس الشبابية بالجهة وعدد من الفاعلين والمتدخلين في الحقل السياسي الجهوي، وذلك بشراكة مع البرنامج التشاوري المغرب (PCM). وقد تضمنت الورقة التأطيرية لهذا اللقاء الشبابي مدخلا يعتبر الشباب عماد كل المجتمعات التي راهنت على تقدم بلدانها و الرقي بها إلى مصاف الأمم المنتمية إلى نادي المستقبل، على اعتبار أن هذه المرحلة العمرية تتميز باستكمال المقومات البيولوجية، وبلوغ مستوى من النضج الفكري والسيكولوجي، والرغبة الأكيدة في البحث عن الانتماءات الاجتماعية المختلفة ومنها المشاركة في الشأن السياسي. لذا فإن عملية الوعي بالأدوار الأساسية التي يمكن أن يقوم بها الشباب، جعلت مجموعة من الدول تبادر إلى إيلائهم أدوارا طلائعية، و تمكينهم من قيادة التغيير. والمغرب واحد من البلدان التي يتميز هرمها السكاني بفئات شبابية واسعة داخل مختلف المدن و القرى، لكن هذه الفئات لا تلعب - كما ينبغي- الأدوار المنوطة بها في حمل لواء الفعل السياسي، و قيادة مختلف التنظيمات المدنية و السياسية و الإدارية، و تدبير النسيج الاقتصادي. و يرجع المهتمون هذا النكوص الشبابي إلى عوامل التنشئة الاجتماعية الأبيسية، و إلى العوامل السياسية التي عاشها مغرب ما بعد الاستقلال، من صراعات بين مكونات القوى السياسية المغربية، اعتبر فيها الشباب "مهددا" لموازين القوى القائمة، فاستمر تهميش القوة الشبابية عبر توالي السياسات الحكومية، و ترسخت صور نمطية سلبية عن شبابنا، ساهمت فيها الثقافة الاحترازية والماضوية السائدة و وسائل الإعلام الموجهة إلى تعليب الفكر الشبابي وفق اختيارات محددة. إن البرنامج التشاوري المغرب الذي يجمع حوالي 100 جمعية فرنسية و مغربية، و منذ نسخته الثانية سنة 2006، رفع شعار" جميعا من أجل مواكبة الشباب ليكون فاعلا في تنمية متضامنة و مستدامة"، ساعيا إلى مرافقته عبر تقوية قدراته المؤسساتية، و دعم انخراطه في عدد من الواجهات السياسية والحقوقية والتنموية، و تسهيل عملية ولوجه إلى الشغل عبر المرافعة من أجل إدماج مطالبه في السياسات القطاعية وفي المجالات الترابية. ومن أجل ضمان استدامة هذه الدينامية، عمل البرنامج التشاوري المغرب، بشراكة مع النسيج الجمعوي المغربي، على إحداث مجالس الشباب على المستوى الترابي، لتشكل فضاءات للنقاش و التشاور والتربية الديمقراطية، وتتبع وتقييم السياسات العمومية المحلية المتعلقة بالشباب، وأيضا لتكون مجالس الشباب هذه قوة اقتراحيه إزاء الفاعلين المتعددين من أجل دعم انخراط الشباب في العمل السياسي و المدني، و فرز قيادات ونخب شبابية قادرة على تحمل مسؤولياتها في تدبير الشأن المحلي والوطني. وانسجاما مع استراتيجيته، يعمل "مجلس شباب كفايت" التابع ل"جمعية كفايت للثقافة والتنمية"،على تنفيذ مخطط عمله لسنة 2013، الرامي إلى المساهمة في إدماج الشباب في الدينامية التنموية المحلية،و مطارحة الأسئلة الجديرة بفتح نقاشات عمومية،تمكن من تبادل المعارف والخبرات والمهارات في أفق تشخيص الوضعيات والمشاركة في إيجاد الحلول للقضايا المطروحة . لذا فإن اللقاء الجهوي حول " الشباب المغربي و رهانات العمل السياسي" فرصة أساسية بين شباب الجهة من أجل وضع الأصبع على مكامن الخلل، في ظاهرة عزوف فئات واسعة منهم عن السياسة، و نأيهم عن الانخراط في التعبيرات السياسية، في ظل الأعطاب الداخلية في صناعة القرار الحزبي، وغياب برامج حزبية واضحة المعالم، و هيمنة "ديناصورات" الأحزاب على المشهد الحزبي، و غياب تداول النخب.. إنها إذن فرصة لتعبئة الشباب لنفسه بنفسه وإسماع صوته لمختلف الفاعلين في الحقل السياسي المغربي.