كما كان متوقعا،حلت قافلة السلام بوجدة والتي انطلقت من نيوزيلندا،يوم 2 أكتوبر 2009،لتبدأ رحلة طويلة انتهت في مدينة العيون بالصحراء المغربية وفق ما كان مبرمجا لها في المرحلة المغربية. أما الهدف الرئيسي من استقبال هذه القافلة عندنا فكان إطلاع المشاركين الأجانب والذين جلهم ناشطون في جمعيات أهلية ولهم تأثير قوي على مراكز القرار في أوطانهم، وكذا ملاحظين ومتتبعين آخرين (...) على مقترح الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كخيار سياسي وسلمي يفيد في تثبيت عملية السلام في شمال أفريقيا. وقد شاركت عدة جمعيات مدنية وجدية في هذه المسرة العالمية، لكن ومع الأسف فإن مشاركة بعض "القافزين الجمعويين " شابتها عدة خروقات وسلوكات انتهازية، بما أن النية الغالبة صبت في منحى كيفية الحصول على الأموال من خلال التحايل والتواطؤ مع "وكالات شبه رسمية " منوط بها دعم التنمية المحلية والعمل على تقوية الشعور والتمسك بالمواطنة الحقة. لأنه عندما يتعلق الأمر بالتركيز على ضرورة الحرص على تقوية الدفاع على الوحدة الوطنية خاصة عبر توظيف المجتمع المدني الذي ظهر أنه أكثر أهمية من الدبلوماسية الرسمية، وهو ما انتبهت إليه الجزائر مبكرا، فإن بعض المتنطعين مازالوا يتغافلون على هذه الوظيفة، بل أن الكثير منهم تحول إلى "طابور خامس " في خدمة أعداء وحدتنا الترابية. وحسب مصدر موثوق، حصلت جمعية مشاركة (...) في هذه المسيرة على 160 ألف درهما لدفع نفقات تنقل المشاركين الوجديين والأجانب ...، لكن صاحب الجمعية المحظوظة انكب على إرضاء ومحاباة المشاركين الأجانب، وأهمل المغاربة طوال الرحلة من وجدة إلى عيون الصحراء المغربية، بل دفع به الأمر إلى مطالبة المشاركين المغاربة ( في محطة طانطان) بعدم رفع الأعلام المغربية، لأن هذا من شأنه أن يتسبب في استفزاز شعور الانفصاليين المندسين وسط المستقبلين هناك، و كذلك في إحراج أصحاب المسيرة الأجانب على أساس أنهم محايد ون وهو ما رفضه المشاركون المغاربة الذين رفعوا عاليا العلم المغربي وصاحوا بالوحدة الوطنية!!! كما كان قد رتب لقاء خاصا مع " عضو حزبي هام" في مرحلة مكناس ، وهو ما تصدت له الجمعيات المشاركة الأخرى بما أنه لا قيمة مضافة سوف تكون كم وراء هذا اللقاء، وأن المسيرة لا صلة لها بالنشاط الحزبي والسياسي الملتوي، هذا من جهة، بل أن هناك من اشتم رائحة نتنة لها صلة بالنزعة الانفصالية البربرية تم الإعداد لها لإيصال الإشارة إلى أصحاب هذه القافلة المتعددة الأعراق والمتشابكة الأهداف. ومباشرة بعد عودتهم من هذه الرحلة، طالبت جمعيات شاركت في هذه المسيرة العالمية بلقاء مع المسؤولين المحليين (ولا زالت تنتظر) لإطلاعهم على ما جرى من تجاوزات واحتقار للعمل الجمعوي الوطني الهادف في هذه الرحلة الشاقة .