ع.ر.ب:ذكر رئيس البرلمان الجزائري،الدكتور العربي ولد خليفة الذي كان في السابق يشغل رئاسة المجلس الأعلى للغة العربية،ويفترض أنه على دراية تامة بمعاني الكلمات التي يتلفظ بها،في معرض سرد أمثلة عن الدول الديمقراطية التي حققت فيها المرأة قفزة نوعية في مجال مشاركة المرأة سياسيا،بالحرف "دولة إسرائيل" بوصفها إحدى الدول الديمقراطية التي حققت نجاحا بارزا في هذا الموضوع، وهو الأمر الذي أثر غضب عدد كبير من النواب وخاصة الإسلاميين منهم،وجاء صادما للغاية لباقي المواطنين الذين لم يتوقعوا من الرجل الذي يحترمونه "سقطة كهذه". وكان مصدر الصدمة،أن الجزائر لا تعرف رسميا إلى الآن بإسرائيل كدولة،بل هي في الخطاب الرسمي والشعبي مجرد كيان مغتصب لأرض ليست له،والصدمة أيضا من توصيف هذه الدولة لا يضرب بها المثل إلا في كونها "المثل في التمييز العنصري وانتهاك حقوق الإنسان"،بأنها واحدة من ديمقراطيات العالم . وما إن تفجرت القضية الفضيحة،حتى تم حذف هذه الفقرة الخاصة بإسرائيل من خطاب الدكتور العربي ولد خليفة،في الموقع الخاص بالبرلمان الجزائري على شبكة الأنترنت،في محاولة لامتصاص الغضب الشعبي والسياسي،وتداعيات مع حدث على صورة البرلمان ورئيسه. من جانبهم،سارع العديد من نواب أحزاب المعارضة،على مطالبة رئيس البرلمان الجزائري بالاعتذار للشعب عن هذه الفضيحة،مؤكدين أن اعتذاره من عدمه،هو الذي سيحدد ما إذا كان الأمر يتعلق فعلا بزلة لسان،أم أن الأمر كان مقصودا لجس نبض الطبقة السياسية والشارع الجزائري،قبيل تطبيع مستقبلي يكون مخططا له.وفي كل الأحوال عدم الحذر في هذه الزلات يدل على قلة الحصانة وصورة من صور الاختراق النفسي". ولا تزال هذه القضية،تحظى باهتمام واسع لدى رواد صفحات التواصل الاجتماعي،حيث سيطرت على جل النقاشات،والتي أكدت في مجملها أن ما حصل في البرلمان الجزائري،ما هو إلا جزء من سيل الفساد المنتشر،والذي لم يتوقف عند حدود الفساد المالي،بل تعداه إلى الفساد السياسي والاجتماعي والقيمي،وإلا – تقول جل التعليقات- كيف تصل إلى سدة البرلمان في زمن فتح المجال للمشاركة السياسية للمرأة بفرض "كوطة" محددة،الحلاقات والراقصات وذوات السوابق الأخلاقية؟ إن كان هذا دليل على الديمقراطية في الجزائر وفي "دولة إسرائيل الشقيقة" فعلى الدنيا السلام. أما "حقيقة العلاقات الجزائرية الإسرائيلية" حسب د.عبد الرحمان مكاوي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الحسن الثاني ،ف"في سنة 1957،تعهدت جبهة التحرير الوطني الجزائرية على لسان فرحات عباس من منبر الأممالمتحدة عن مساندة الجبهة ليهود الجزائر بالهجرة إلى أرض الميعاد دون شروط أو عراقيل...وما سجله بعض المؤرخين في حرب الستة أيام سنة 1967، حيث لم تحرك الجزائر فيها ساكنا إلا بعد إعلان وقف إطلاق النار، و سكوت الجزائر في مذبحة أيلول الأسود بالأردن. الأمران الوحيدان اللذان يمكن ذكرهما في هذا الصدد هو أن التيار العروبي البعثي الذي حكم في الجزائر من 1965 إلى 1980 ميز بين المواقف السياسية و المصالح الاقتصادية في علاقاته الخارجية، فالعلاقات الغير المباشرة مع إسرائيل استمرت تحت نار هادئة عبر شركات إسرائيلية في كندا و أمريكا و أوروبا و قبرص و اليونان وتركيا. خلال هذه الفترة، كان الإسرائيليون يدخلون إلى الجزائر و يقيمون فيها بجوازات أ وروبية و أمريكية، حتى أن الشركة الكندية التي بنت مقام الشهيد في العاصمة هي في ملك اسرائليين و كنديين.إن الوزير الأول في مقاطعة كبيك في السبعينات و الصحافي أثناء الثورة روني ليفسك كان الوسيط بين اليهود الكنديين و الإسرائيليين من جهة و الجزائر من جهة أخرى... بعد الإطاحة بالشاذلي بن جديد من طرف المؤسسة العسكرية...تحول جنرالات الجزائر إلى شراء الأسلحة من إسرائيل عن طريق البوابات التركية و الجنوب الإفريقية و من خلال السوق السوداء التي يسيطر عليها العملاء الإسرائيليون التابعون للموساد...لقاء الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و وزير الدفاع الإسرائيلي الحالي أيهود براك في جنازة الملك الراحل الحسن الثاني في الرباط 25 يوليوز 1999 دشن سلسلة اللقاءات المباشرة بين الجزائر و إسرائيل، فاللقاءات الإسرائيلية الجزائرية أصبحت تمر في هدوء و في ظلام دامس، آخرها توج بزيارة وفد إعلامي جزائري إلى إسرائيل دون أن تحرك السلطات الجزائرية و الشعبية ساكنا، كما أن العلاقات التجارية تواصلت دون انقطاع بين البلدين عبر شركات أروبية يملكها إسرائيليون إلى درجة أصبحت الجزائر تستهلك أكتر من 5 مليار دولار سنويا من المنتوجات الصناعية و الفلاحية و الطبية الإسرائيلية...".