أقام منتصف الشهر الجاري،مركز الفنون البصرية بالدوحة القطرية ندوة حول معرض الفن المغربي المعاصر قدمتها منسقة المعرض كريمة بن عمران،وحضرها عبدالله دسمال الكواري ومحمد أبو النجا وحسن الملا وعدد من الفنانين.في البداية أكدت بن عمران أنه في إطار التعاون المثمر بينها كمنسقة لمعرض الفن المغربي المعاصر وبين قسم الفنون البصرية بوزارة الثقافة والتراث يطرح المعرض رؤية فنانين هامين بالمشهد الفني المغربي والذي بدأ منذ سنة بمحاضرة عن الفن المغربي المعاصر، وأضافت "يشرفني أن أواصل هذا التعاون الفني من خلال هذا العرض الهام لإبداعات حسن حجاج وصفاء الرواس الذي تعتبر أعمالهم الفنية من أهم إبداعات الفن المغربي المعاصر لجيل الوسط بالمغرب حيث تنوعت إبداعاتهم بين الفوتوغرافيا التعبيرية المرتبطة بالبيئة المغربية والتهكمية عند حسن حجاج وبين المشاعر الإنسانية والأنثوية الخالصة بتقنيات غاية في الحداثة عند صفاء الرواس"،وأوضحت أن المعرض يتيح رصد الخصائص الإبداعية للوقوف على انتماء الفنانين لعالم الفن المعاصر العالمي بسماته المتميزة، إذ يجسّد المعرض تجربتين متنوّعتين.وقامت بن عمران بتقديم نظرة سريعة عن رؤية وعالم الفنان حسن حجاج فقالت "ولد المصور والمصمم حسن حجاج سنة 1961 في مدينة العرائش ثم انتقل إلى لندن سنة 1975حيث عمل في العديد من الوظائف قبل أن يصبح مصوراً متفرغاً.فقد عمل بستانياً،وامتلك أيضاً متجراً للملابس،كما عمل بائعاً.هذا التنوع كان السبب في ابتكار أعماله بالعناصر المختلفة من عالم الأزياء،فأعماله تحتوي الكثير علامات تجارية معروفة ذلك أن الأمر يتعلق بالطريقة التي نشأ عليها في لندن في ثمانينيات القرن العشرين،حيث كان يمتلك متجراً للأزياء،ويعمل على تصميمات العرض بالفترينة الخاصة بالمحل وكذلك كل طرق عرض البضائع المختلفة،استخدم الكثير من العناصر في تصميمات العرض،فمثلاً صور امرأة مغربية مرتدية حجاباً يحتوي على علامة جوتشي أو برادا.وأوضحت أن هذا النوع من الأعمال يخاطب الغرب مباشرة،فإذا ارتدت امرأة حجاباً عليه علامة فندي أو غوتشي أو برادا فسوف ينتبه الناس لذلك قبل أن يلحظوا أنها امرأة محجبة.وعن عالم "حجّاج"أوضحت أنه تتعايش فيه ثقافة الشوارع في المدن والحياة اليومية،بدءاً بمدينة مراكش الذين تمطتي نسائهم الدرجات النارية وصولاً إلى رجال مدينة "فاس" الذين يدخنون السجار بشكل ساخر،ابتكر "حسن حجّاج" عالماً جماليّاً قويّاً واحتفالياً يشبه،إلى حدّ كبير موسيقى ال"هيب هوب" البصريّة،فهو لا يمزج بين أفريقيا والغرب،لكنه،بالأحرى،ينطق بصوت جيل لم يعد قادراً على التمييز بين أفريقيا والغرب.وأوضحت أن هذا المعرض يطرح من خلاله حسن حجاج رؤيته الخاصة بالمجتمع المغربي بتنوعه الكبير فنجد مفردات اللوحات من أشخاص موجودين في حياتنا اليومية وبين دمى نلعب بها صغارا وكلها تشكل عالم من الواقع والخيال. وعن عالم الفنانة صفاء الرواس قالت عنها بن عمران "حصلت مؤخرا على جائزة بينالي الإسكندرية الدورة 25 لحوض الأبيض المتوسط والعديد من الجوائز المحلية والعالمية،وصفاء الرواس من أهم فنانات جيلها الآن حيث تنوعت معارضها الخاصة والجماعية في العديد من المتاحف وقاعات العرض الهامة بالوطن العربي والعالم"،مشيرة إلى أن الفنانة "صفاء الرواس" استطاعت الاستمرار والتأكيد على أن المرأة المغربية لديها هواجس حول عالمها الخاص الذي لا يسقط في تلبية حاجيات المجتمع الاستهلاكي والزخرفي فهي من الفنانات الجديدات اللواتي يحاولن تفجير المسكوت عنه. ثم تركت بن عمران مجالا للفنانة صفاء لتعبر عن رؤيتها وتجربتها بنفسها،والفنانة صفاء تخرجت من مدرسة الفنون الجميلة بتطوان،وهي تقطن هناك، أعمالها تتميز بشفافية اللون الأبيض،ذلك اللون الذي تستحضره بأدوات مثل الورق الحريري أو القطن،أو المساحيق أو النسيج الشفاف،تشتغل ببطء وعناية كبيرة.وفي الختام أعلنت بن عمران انه هناك مفاوضات ونقاشات جادة لإقامة معرض للفن القطري المعاصر في متحف المغرب بالرباط،وقالت "سنبحث باقي التفاصيل مع الإدارة المختصة ومع قسم الفنون البصرية الذي يدعم العروض الفنية الخارجية لفناني قطر كما سيتم تنظيم عدد من ورش العمل الفنية بالمغرب بالتعاون مع عدد من المراكز الفنية المختصة هناك،وسيبدأ هذا النشاط وتلك الفعاليات من السنة القادمة. "المنعطف"