أجمع المشاركون في المنتدى الأول حول موضوع «الآليات التضامنية اللامركزية للمياه والتطهير في منطقة البحر الأبيض المتوسط «، والذي احتضنه مقر مجلس الجهة الشرقية بمدينة وجدة يومي 9 و10 أكتوبر الجاري، (أجمعوا) بأن الإدارة الفعالة للمياه هو أولوية بالنسبة لمنطقة البحر الأبيض المتوسط، وتتطلب العمل المشترك وتظافر الجهود على المستوى الدولي والوطني والجهوي والمحلي، وذلك نظرا للزيادات المضطردة في استخدام الموارد المائية بسبب النمو الديموغرافي، وتطور المجالات الزراعية والصناعية والسياحية إلى جانب آثار تغير المناخ. وفي هذا الإطار، التزموا في ختام المنتدى بالعمل معا في مجال تطوير آليات التضامن اللامركزية من أجل تمكين جميع ساكنة المنطقة المتوسطية من الوصول إلى مياه الشرب والصرف الصحي، وذلك عن طريق تعزيز القدرات المحلية ووضع سياسات محكمة وناجعة لاستهلاك الماء، والتركيز على مقاربة الجودة في توفير الماء مع إدماج الجانب التكنولوجي في هذا المجال، هذا زيادة على البحث عن الشركاء وتوفير الدعم للمشاريع المتعلقة بالمياه والصرف الصحي وإعطاء الأولوية للمناطق الحساسة بيئيا وللمناطق القروية. وقد افتتحت أشغال هذا المنتدى، والذي نظم من طرف برنامج التضامن العالمي للمياه (Global Water Solidarity) بتعاون مع مجلس الجهة الشرقية وبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومرصد الساحل والصحراء، (افتتحت) بتقديم تجربتي فرنسا وإيطاليا في مجال آليات التضامن اللامركزية ومشاركتها في تمويل المشاريع المتعلقة بالمياه والصرف الصحي في البلدان النامية، وأيضا تجربة مرصد الصحراء والساحل في وضع آليات تشاورية لتأهيل الأحواض... وأشار المتدخلون، والذين أكدوا على ضرورة تجديد طريقة الحكامة في مجال الماء وتوحيد القوى والتضامن الدولي والوطني، إلى أن نقص القدرات التنظيمية والمؤسسية من الجهات الفاعلة وغياب التمويل الإضافي يشكلان عائقا أمام الوصول إلى مياه الشرب والصرف الصحي في كثير من البلدان، إذ أن 90% من سكان البحر الأبيض المتوسط ، مفتقرون إلى تحسين جودة المياه، كما أن أكثر من 20 مليون شخص محرومون من الماء الصالح للشرب وخاصة في المناطق القروية ، بالإضافة إلى أن 2.6 مليار شخص محرومون من الشروط الأساسية للصرف الصحي. كما قدم والي الجهة الشرقية كلمة شدد فيها على أهمية الاستعمال الرشيد للماء وضرورة العمل على تطوير الموارد المائية، مشيرا إلى القانون 10-95 المتعلق بالحفاظ على الموارد المائية عن طريق إحداث مجلس للماء ووكالات الأحواض المائية، ومشاركة جميع الفاعلين في إطار خطط لتطوير الموارد المائية وتزويد الساكنة في القرى بالماء الشروب... هذا وقد عرف المنتدى، والذي كان يروم وضع استراتيجية متوسطية لخلق آليات تضامن وتعاون لامركزية ، تساعد على جعل الحق في المياه والصرف الصحي واقعا في منطقة البحر الأبيض المتوسط، (عرف) مشاركة حوالي مائة من الفاعلين في مجالات المياه والصرف الصحي على مستوى البحر الأبيض المتوسط، بمن في ذلك خبراء ومديرون ومنتخبون وصناع قرار في الضفتين الشمالية والجنوبية، الذين حضروا إلى مدينة وجدة لتبادل الخبرات والأفكار والخروج بمقترحات ملموسة في ما يخص آليات تضامن لا مركزي من شأنها تسهيل التعاون بين الفاعلين في مجال المياه والصرف الصحي على مستوى البحر الأبيض المتوسط في أفق تعميم الولوج إلى هذه الثروة الثمينة بالمنطقة.