ويحاول إخماد الحرب الكلامية المشتعلة بين الأنصار العرب للبارصا والريال،والسرسك يْفَشْهَالُو فْلَوْجَهْ أظهر نادي برشلونة الإسباني احتراماً وتقديراً كبيراً لجماهيره العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بعد إصداره بياناً توضيحياً حول القضية المثارة حالياً الخاصة بدعوة الجندي الصهيوني جلعاد شاليط لحضور كلاسيكو الكرة الإسبانية بين برشلونة وريال مدريد في السابع من الشهر المقبل ضمن مباريات الجولة السابعة من الدوري الإسباني لكرة القدم. وارتأى برشلونة ضرورة الخروج ببيان تفصيلي لتوضيح كافة النقاط المبهمة في قضية حضور شاليط الذي كان أسيراً لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لمدة خمس سنوات قبل أن يتم الإفراج عنه في صفقة تبادل بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني برعاية مصرية خرج على أثرها 1050 فلسطينياً في أكتوبر من السنة الماضية. وقال نادي برشلونة عبر موقعه الرسمي باللغة العربية "أن النادي لم يوجه الدعوة لجلعاد شاليط وإنما قبل الطلب الذي تقدم به لحضور مباراة الكلاسيكو من مدرجات الملعب بمناسبة زيارة يقوم بها إلى مدينة برشلونة". وذكر النادي الكاتالوني "بالموازاة مع الموافقة على هذا الطلب، قبل النادي أيضاً الطلب الذي تقدمت به السفارة الفلسطينية للحصول على ثلاث بطاقات دعوة لكل من موسى عمرو عودة، سفير السلطة الفلسطينية، وجبريل رجوب، رئيس اتحاد كرة القدم الفلسطيني، ومحمود السرسك، لاعب كرة القدم الفلسطيني". وأفرج عن السرسك من السجون الصهيونية بعد خوضه إضراباً عن الطعام لمدة تجاوزت التسعين يوماً من أجل إطلاق سراحه وإخلاء سبيله بعد إعتقاله وهو في طريقه للإحتراف في مركز بلاطة أحد أندية الضفة الغربية. وكانت قضية السرسك قد أحدثت ضجة عالمية مما استدعى تدخل شخصي من رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم جوزيف سيب بلاتر ومطالبته للاتحاد الكروي في الكيان الصهيوني بالضغط على سلطات بلاده والإفراج عن اللاعب الفلسطيني محمود السرسك بعد نحو ثلاث سنوات من الاعتقال. وعاد نادي برشلونة وأكد في بيانه التوضيحي على دوره الذي يشكل نقطة التقاء إضافة لمساعيه الدائمة في المساهمة ففي إقرار السلام والتفاهم في منطقة الشرق الأوسط. واستدل النادي الكاتالوني بالاستقبال الرسمي الذي حظي به رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في منشآت النادي في يوليو 2011 حيث أعرب وقتها السيد عباس عن امتنانه ل"كرم ضيافة نادي برشلونة"، معتبراً أنه "نادٍ يمثل حضارة وشعباً بقيم سامية". وأشار برشلونة في بيانه إلى دور مؤسسته في المساهمة في عملية السلام بين الفلسطينيين والصهاينة بتأكيده على اللفتة التي قام بها بإحضار 31 طفلاً من البلدين وجمعهم في حصة تدريبية واحدة في أكاديمية برشلونة الشهيرة "لا ماسيا" بهدف خلق علاقة رياضية بينهم في ضيافة نادي برشلونة. وأضحت قضية حضور شاليط للكلاسيكو المقبل وما أشيع عن تكريمه قبل اللقاء حديث الساعة في وسائل الإعلام العربية ومواقع التواصل الاجتماعي والمنتديات العربية الرياضية. وعمت حالة من السخط والغضب العارمين في الأراضي الفلسطينية والبلدان العربية في ظل تضارب الأنباء حول حقيقة دعوة شاليط من عدمها خاصة أن الأخير كان جندياً لدى قوات الاحتلال الصهيوني وتم أسره وهو على ظهر دبابة كانت تهاجم الأطفال والنساء وتروع الأبرياء في قطاع غزة في 2006. واستنكرت وزارة الشباب والرياضة في الحكومة المقالة في غزة الخطوة التي قام بها النادي الكاتالوني بدعوة الجندي الصهيوني شاليط لحضور كلاسيكو الكرة الإسبانية. واعتبرت الوزارة ما سيقدم عليه برشلونة يمثل صفعة كبيرة لجماهيره في العالمين العربي والإسلامي،إضافة إلى كونها خطوة استفزازية لمشاعر الجماهير الفلسطينية العاشقة لهذا النادي وتتابع جميع مبارياته من دون أي تفويت لها. كما أعلن القسم الرياضي في إذاعة صوت الأقصى التابعة لحركة حماس في غزة مقاطعته لنادي برشلونة الإسباني وعدم تغطية أخباره الرياضية احتجاجاً على دعوة الجندي الصهيوني جلعاد شاليط لحضور لقاء الكلاسيكو. ومن شأن الخطوة التي قام بها نادي برشلونة وتوضيحه الأمور في بيان رسمي أن يخفف من حالة الاحتقان السائدة لدى الجماهير العربية علاوة على إخماد الحرب الكلامية المشتعلة بين أنصار البارسا والريال في المنطقة العربية على خلفية دعوة شاليط. محمود السرسك من جهته رفض دعوة نادي البارصا لحضور مباراة كرة قدم بحضور شاليط.ورفض أن يتم زج اسمه من قبل البعض لتجميل صورة نادي برشلونة ،أو أن تتم مقارنته بالجندي المجرم جلعاد شاليط الذي اعتقل من قلب دبابته وهو يمارس القتل والإرهاب ويلقي بحمم دبابته على الأطفال والنساء والأبرياء. واعتبرت عدة جهات فلسطينية،أن ما حصل من قبل جبريل الرجوب "يعتبر استدراكا فاسدا وهو شكل قبيح من أشكال التطبيع المقيت مع الاحتلال الصهيوني،وأن الحركة الوطنية الأسيرة عن بكرة أبيها ترفض هذه المعادلة الرخيصة التي يريد البعض أن يسوقها على حساب دمائهم ومعاناتهم وتضحياتهم." وكانت العديد من الاتصالات جرت ما بين بعض المؤسسات الدولية المعنية ومنها الفلسطينية لمحاولة إقناع برشلونة بالعدول عن دعوته لتكريم شاليط،وفي حال استمر النادي الإصرار على موقفه فإنها ستنظم سلسلة من الفعاليات الاحتجاجية ردا على هذه الدعوة التي تحتضن جندي صهيوني ولكن بلباس رياضي. وتم تحميل السفارة الفلسطينية في إسبانيا مسؤولية كل ما يجري،حيث مرارا وتكرارا ناشدنا السفارات الفلسطينية في كل الدول العالم وعددهم يزيد على المئتي سفارة بضرورة تبني من قبلهم لقضية الأسرى وضرورة أن يكون هناك خطة عمل استراتيجية لشرح أوضاعهم وظروف اعتقالهم للعالم ولكن دون جدوى وللأسف.فأين كانت ساعة اعتقال اللاعب السرسك؟ وأين كانت لحظة أن أضرب عن الطعام وكان على مشارف الموت؟. إعداد :