تحركات لحشد الدعم لمسيرة جزيرة باديس تجري اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر، اتصالات مع عدد من ممثلي الأحزاب والفعاليات السياسية من أجل ضمان مشاركتها في المسيرة المقررة باتجاه جزيرة باديس، قبالة ساحل الحسيمة، والخاضعة إلى السيادة الإسبانية. وعلم أن رئيس اللجنة، المستشار البرلماني يحيى يحيى، عقد خلال الأيام الماضية مشاورات بالرباط مع عدد من ممثلي الأحزاب، للحصول على تأييدها لهذه المبادرة، وإشراكها في هذه الخطوة النوعية ضد الوجود الإسباني في شمال المغرب. ويتزامن هذا التحرك مع اقتراب القمة المغربية-الإسبانية التي ستجري في غضون الأسبوع المقبل بالرباط، وتؤكد هذه التظاهرات الجديدة، المطالبة باسترجاع الثغور التي تحتلها إسبانيا بشمال المغرب، حسب المتتبعين، أن المجتمع المدني المغربي يتحرك في ملفات تعتبر من اختصاص الدبلوماسية، وأن هذا الملف لم يعد مقتصرا فقط على حسابات الدولة المغربية. وفي سياق احتجاجاتها، كانت اللجنة المذكورة نظمت، السبت الماضي، تظاهرتين للمطالبة بجلاء إسبانيا عن مدينتي سبتة ومليلية وباقي الجزر. وشارك، حسب المنظمين، حوالي 3 آلاف شخص في تظاهرة مليلية وفي معبر سبتة، تجمع مئات المحتجين، وقاموا بدورهم بإغلاق البوابة الرئيسية نحو المدينة، وكان مقررا أن تتجه هذه التظاهرة صوب جزيرة ليلى "ثورة"، لكن السلطات أقامت حواجز لمنع المتظاهرين من دخول منطقة بليونش. من جهتها، تعتبر اللجنة الوطنية للمطالبة بتحرير سبتة ومليلية والجزر، أن احتجاجاتها الأخيرة فرصة أخرى لتذكير المجتمع الدولي ككل بوضعية الثغور التي تحتلها إسبانيا، باعتبارها أقدم المستعمرات التي ما فتئ المغرب يطالب باسترجاعها إلى سيادته. وانتقدت اللجنة المذكورة، في وقت سابق، مضمون التقرير الذي صنفت فيه مؤسسة كِنِيدِي الأقاليم الصحراوية أقدم مستعمرة في إفريقيا، إذ أغفلت فيه الحقائق التاريخية والروابط الجغرافية التي تجعل من المدنيتين المغربيتين سبتة ومليلية والجزر المتاخمة لسواحل شمال المغرب أقدم المستعمرات التي تحتضنها إفريقيا، على حد وصفها.