البكوري ينتقد انتشار التعصب والانغلاق والعنف والإضرار بالملك العمومي بالجامعة في ضواحي سلا، أعلن عن ميلاد فصيل طلبة حزب "البام"، وذلك خلال المؤتمر التأسيسي للمنتدى الوطني لطلبة الأصالة والمعاصرة، وهو المؤتمر الذي افتتح أشغاله مصطفى البكوري، الأمين العام للحزب، رفقة حكيم بنشماش، رئيس المجلس الوطني، وعزيز بنعزوز، عضو المكتب السياسي الذي أدار أشغال المتلقى. وقال البكوري، الذي رحب بضيوف المؤتمر من فلسطين ومالي وموريتانيا، إن انعقاد المؤتمر التأسيسي لمنتدى القطاع الطلابي، ندرج في إطار سهر "حزبنا على استكمال هياكله التنظيمية الموازية، والملتئم في سياق مطبوع بثلاث سمات بارزة، حددها المتحدث التي كانت تقاطع كلمته بجملة من الشعارات التي تغرف من تراث "أ.و.ط.م" في الدينامية المميزة للدخول الجامعي لهذه السنة، المرتبطة بالنقاش العمومي المفتوح حول واقع المنظومة الوطنية للتربية والتكوين والبحث العلمي وآفاقها، وحاجة القطاع الطلابي الماسة للتأطير الفكري والمنهجي وللتنظيم الديمقراطي التمثيلي والتشاركي الهادف والبناء، في استحضار أن الجامعات هي أولا وقبل كل شيء فضاءات للتعلم والتكوين والمواطنة والتأهيل للاندماج في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ومجالات منزهة عن المزايدات العقيمة، وانشغال حزب الأصالة والمعاصرة بالضرورة القصوى لأهمية بلورة تصور واضح لجدل علاقة العمل النقابي بالعمل السياسي بالقطاع الطلابي، في أفق رسم التوجهات الأساسية لعملكم في صفوف الحركة الطلابية داخل الحياة الجامعية. وقال البكوري إن المؤسسات العليا والجامعية تستقطب اليوم ما يناهز 570 ألف طالب، تحتل ضمنه الطالبات ما يقارب النصف وتحديدا 47 في المائة، هذا العدد المهم الذي يمثل نخبة شباب المغرب يتابع دراسته في أكثر من 2050 مسلكا تكوينيا مفتوحة اليوم في الدراسات العليا، وهي أرقام يتعين مراعاة دلالتها وتأثيرها في مبادرتكم اليوم الموجهة بالأساس للساحة الطلابية والحياة الجامعية. وتصطدم هذه الأرقام بضبابية على مستوى قابلية التشغيل الناتجة عن سوء التدبير الحكومي لمسألة ملاءمة التكوينات البيداغوجية الجامعية لمهن المستقبل ولانتظارات النسيج الاقتصادي، ولسياسة تشغيل الشباب، التي ستشهد هذه السنة تراجعا ملحوظا بإقرار من الحكومة نفسها. ويعاني الطلبة أيضا نقصا بنسبة تفوق النصف في الطاقة الاستيعابية للأحياء الجامعية والداخليات التي لا تتعدى 33.000 سريرا. كما يعانون ضعف الاهتمام الحكومي بالخدمات الجامعية الاجتماعية والثقافية والرياضية، مما يتسبب في هدر الكثير من الطاقات وتفويت الفرصة على العديد من إمكانات الإبداع والنبوغ والتعبير عن الذات. وأمام هذه الاختلالات الصارخة التي يعانيها الواقع الطلابي، تشهد الفضاءات الجامعية، يقول البكوري، انتشار العديد من مظاهر السلوك اللامدني كالتعصب والانغلاق والعنف والإضرار بالملك العمومي وبالبيئة. ودعا الباكوري طلبة حزبه الذين تنتظرهم مهام صعبة داخل الحرم الجامعي، ومواجهات مختلفة، سواء من طرف طلبة المنتمين إلى اليسار، أو الطلبة المنتمين إلى التيارات الأصولية، إلى المشاركة في النشاط النقابي والسياسي الذي يميز الحياة الجامعية على أساس الديمقراطية والحوار وتقبل الرأي الآخر، ونبذ كل أشكال الإقصاء والعنف والرأي الأحادي النظر، مذكرا بالدور الطليعي الذي لعبه الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في تكوين العديد من الأطر والطاقات والفعاليات التي تسهم اليوم في سيرورة بناء مغرب الديمقراطية والحداثة والتنمية ودولة الحق والقانون. وأوضح البكوري أنه "بقدر ما توجد هذه المنظمة الطلابية اليوم محطة مساءلة، فإنها تستدعي منا وقفة عميقة من شأنها أن تفضي إلى التعاقد على إطار تنظيمي مفتوح في وجه كل الطالبات والطلبة ومعبر عن انشغالاتهم في استحضار دائم للمبادئ التي بني عليها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بوصفه منظمة جماهرية ديمقراطية وحداثية، يقول المصدر نفسه". وقال حسن التايقي المشرف على المبادرة باسم المكتب السياسي لحزب "البام" جوابا على سؤال طرحته "الصباح" حول تهديدات الطلبة القاعديين بمحاكمة طلبة "البام" بمجرد وصولهم إلى الحرم الجامعي، كما كانوا يفعلون مع طلبة الاتحاد العام لطلبة المغرب المعروفين داخل الساحة السياسية بلقب "طلبة والو"، "لا أعتقد أن الفصائل السياسية التاريخية، خاصة اليسارية سوف لن تحتكم إلى العقل والقيم النقابية التي رسختها الحركة الطلابية في مسارها النضالي". وأضاف "نقول لمن يعلن مسبقا رفضه لهذه المبادرة، أنه خارج التاريخ، وخارج قيم الحوار واحترام الاختلاف، خاصة أن الطلبة اليساريين في أمس الحاجة إلى تيار طلابي له امتداد حزبي في الساحة السياسية". وأوضح التايقي قائلا إن "هذه المبادرة تأتي في سياق رفض مؤامرة الصمت والخذلان، وهي مؤامرة قديمة جديدة تحمل اليوم لبوسا بمرجعية رجعية". ويقر العديد من قادة الحزب أن مسؤولية مبادرة تأسيس القطاع الطلابي الذي هندس له عزيز بنعزوز، تبدو صعبة وجسيمة، لكن إذا ما احتمل العمل الجاد والتخطيط المحكم، يقول بنعزوز ل"الصباح"، فإن "القدرة على التحمل والتحدي تتقوى، خاصة في ما تعلق بنبذ العنف، وإيجاد آليات الحوار الناجعة وتأهيل الطالب ليواكب الفعل السياسي والاجتماعي للمجتمع. وقال حسن التايقي، إن "طلبة البام سيدافعون عن استقلالية الجامعة، ومعها الحق في فضاء جامعي مستقل عن وزارة الداخلية والمخابرات، وعدم عسكرتها وجعلها فضاء للعلم والتحصيل، وليس مكانا لكبح جماح الجماهير الطلابية".