لم تعد معاناة المسافرين مع القطارات منحصرة في تأخراتها المتكررة التي تعود عليها المسافرون بمختلف المحطات، بل تتعدى ذلك مع حلول فصل الصيف بحرارته الشديدة كما عشناها خلال الأيام الأخيرة من شهر يوليوز وغشت الجاري، حيث تحولت معظم عربات القطارات إلى حمامات لا تنقصها سوى المياه ومستلزمات الغسل الاضطراري. فرغم الكتابات بالمقصورات والعربات التي تشير إلى وجود المكيفات، فإن واقع الحال يفند ذلك، إلا ما يتعلق ببعض المقصورات و العربات، إذ أن أعطاب المكيفات و تعطلها هو القاعدة، واشتغالها هو الاستثناء، مما يحول رحلات المسافرين، سواء إلى المدن القريبة أو البعيدة إلى جحيم لا يطاق، ومعاناة شديدة تنضاف إلى ذلك معاناة الاكتظاظ و صعوبة التنقل من عربة إلى أخرى عبر ممراتها التي تشهد ازدحاما كبيرا يجعل العبور إلى أبواب الخروج عند وصول القطارات إلى مختلف المحطات أمرا مستعصيا إن لم يكن محفوفا بالمخاطر. وإذا كانت الإدارة العامة للمكتب الوطني للسكك الحديدية تجتهد عند حلول بعض المناسبات بإحداثها تغييرات على مواعيد رحلات القطارات، وهي إجراءات محمودة تحسب لصالح الإدارة العامة، خدمة لمصالح المسافرين، إلا أن الأهم أيضا هو الالتفات اللازم إلى تجهيزات القطارات، لما في ذلك من خدمة لمصالح المسافرين وإرضائهم، بدل مضاعفة سخطهم واستيائهم، و نفورهم من استعمال القطارات في أسفارهم.