من المشاهد الأكثر إثارة لانتباه المواطنين بمختلف شوارع وأزقة مدينة وجدة، انتشار أعداد كثيرة من المشردين صغارا وكبارا وهم يفترشون الأرض نياما عند مداخل المحلات التجارية والعمارات. وأعداد أخرى من المختلين عقليا وهم يجوبون شوارع المدينة، منهم من هو شبه عار، حيث يشنفون أسماع المارة بوابل من الكلمات النابية. وهناك طوابير أخرى من المتسولين نساء ورجالا وأطفالا ينتشرون منذ الساعات الأولى من كل الصباح بأهم المسالك والمعابر الرئيسية بالمدينة منهم من يحملون وصفات طبية للأدوية، و آخرون يجلسون إلى جوارهم أطفالا صغارا، فيما البعض الآخر يظهرون عاهاتهم الجسدية، ويستوقفون سائقي العربات من سيارات و شاحنات و حافلات النقل الطرقي عند الإشارات الضوئية مع ما يشكل ذلك من خطر على سلاماتهم الجسدية. مشاهدة يومية تكاد تكون قاعدة تصدم المواطنين و المواطنات دون أن تتخذ الجهات المسؤولة أية تدابير جادة لمواجهة هذه الظواهر المشينة، والبحث عن الحلول الكفيلة على الأقل من أجل التخفيف منها. فانتشار أعداد متزايدة من المشردين و المتسولين و المختلين عقليا بالمدينة إلى درجة أصبح المواطنون يكادون يقتنعون أن المدينة أصبحت منفى وملجأ مختارا لهؤلاء القادمين من مدن أخرى.