وجه فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بوجدة، رسالة احتجاج وطلب توضيح إلى وزير الشؤون الخارجية الجزائري في شأن تعنيف وتعذيب وإهانة مهاجرين غير نظاميين ينحدرون من دول جنوبالصحراء، على يد عناصر من الدرك الوطني بالنقطة الحدودية العقيد لطفي المقابلة للمركز الحدودي المغربي »جوج بغال« (12 كلم عن مدينة وجدة). وعبرت الجمعية في الرسالة، التي توصلت جريدة «الاتحاد الاشتراكي» بنسخة منها، عن استنكار وشجب هذه الممارسات والتي تمس الحق في الكرامة والأمان الشخصي والسلامة البدنية، وتتنافى مع أبسط القواعد الحقوقية الدولية وخاصة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات والمعاهدات الدولية المتعلقة بمناهضة التعذيب والمرتبطة باحترام حقوق المهاجرين وذويهم، مطالبة بفتح تحقيق في الموضوع بما يضمن حقوق الضحايا ومعاقبة الجناة. ويأتي هذا الاحتجاج الحقوقي على إثر معطيات وشهادات استقاها فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بوجدة من 8 مهاجرين ينحدرون من دولة مالي، عبروا الحدود المغربية الجزائرية عراة وحفاة مساء يوم الثلاثاء 17 يوليوز، وسلموا أنفسهم إلى إحدى فرق الجيش المغربي التي كانت مداومة ليلتها ببني وكيل التي سلمتهم إلى الدرك الملكي الذي سلمهم بدوره للأمن الإقليمي بوجدة، وأفادوا في شهاداتهم للجمعية بأنهم اعتقلوا بالنقطة الحدودية العقيد لطفي مساء الاثنين 16 يوليوز حوالي السادسة مساء من طرف الدرك الوطني الجزائري، وتم اقتيادهم إلى ثكنة عسكرية حيث خضعوا للتفتيش بشكل دقيق وتم التعامل معهم في البداية بشكل عادي كما أودعوا بغرفة رفقة 4 مغاربة ومكثوا بها حوالي ساعتين ونصف. وأفادوا بأن الأمور انقلبت بعد ثلاث ساعات حيث تحول وضعهم إلى جحيم بعدما طلب منهم القيام ببعض المهام مقابل الطعام فقاموا، رفقة 4 مهاجرين آخرين والمغاربة أيضا، بتنظيف المراحيض والغرف والبستنة وتجذيب الأشجار والنباتات وجمع الأوساخ... لمدة تقرب من ساعتين ونصف وبعد انتهائهم ظلوا ينتظرون الطعام الذي لم يحضر. وحوالي الحادية عشرة ليلا تم وضعهم في غرفة أخرى، بعد عزل المغاربة الأربعة عنهم، وأغلق الباب بعدها ليناموا قليلا قبل أن يستفيقوا على فتح الباب بقوة وسحب الواحد تلو الآخر بعنف إلى الخارج حيث كانوا يعرضونهم للتعذيب بواسطة الضرب بالعصي الغليظة والصفع، وإرغامهم على المشي على الأيدي والركب بعد تجريدهم من جميع الملابس باستثناء التبان. وأفادوا أيضا بأن بعضهم تم إدخال العصي في مؤخرته، كما تم إرغامهم جميعا على وضع الأيدي على الرأس وعلى الانحناء واحد وراء الآخر... والضرب بأغصان الأشجار وتكسيرها على ظهورهم زيادة على السب والشتم الذي قالوا بأنه كان مصحوبا بعبارة «اذهبوا إلى المغرب»، وتكويم ملابسهم ووثائقهم وإشعال النيران فيها، ليطلب منهم بعد إحراق نصفها أخذ أمتعتهم والنار مضرمة فيها ليصاب بعضهم بحروق نتيجة ذلك، فيما تم الاستيلاء على النقود التي كسبها بعضهم من العمل طيلة فترة تواجده بالجزائر وأيضا الهواتف النقالة التي كانت معهم...وعند ترحيلهم للنقطة الحدودية قالوا بأنهم كانوا يسمعون إطلاق النار ويتم رجمهم بالحجارة قصد الإرغام على المشي والعبور نحو الحدود المغربية مما جعلهم يهربون بعد ابتعادهم بقليل وتفرقوا إلى مجموعتين. وجدير بالذكر أن السلطات الأمنية بمدينة وجدة ربطت الاتصال بمنظمة «أطباء بلا حدود» وعرض عليها هؤلاء المهاجرين وتلقوا الإسعافات اللازمة كما تم تمكينهم من الملابس والأغذية. وللإشارة فقد التحق ثلاثة مهاجرين آخرين بزملائهم بوجدة، وأكدوا نفس الشهادات الأولى كما صرحوا بأن فلاحين وسكانا بالقرب من مطار وجدة أنجاد قاموا بإطعامهم ومنحهم بعض الملابس. فيما تم العثور صباح السبت 21 يوليوز 2012 على مهاجر سري مجرد من ثيابه إلا التبان، والذي يرجح أنه كان ضمن المجموعة المذكورة، معلقا من عنقه بسلك من حديد على حائط إحدى الضيعات بدوار أولاد عياد بالقرب من المركز الحدودي زوج بغال، وتم إبلاغ رجال الدرك الملكي الذين حضروا إلى عين المكان وإخبار الوكيل العام للملك وتمت إحالة الجثة على التشريح الطبي.