"إرحل" شعار رفعه بعض شباب الاصالة والمعاصرة في وجه أسامة الخليفي القادم الجديد إلى حزب "الجرّار"، محتجين على حضوره ومشاركته في الدورة الثالثة عشر للمجلس الوطني الذي انعقد يوم السبت الماضي بمدينة المحمدية وبمشاركة وجدية ومن الجهة الشرقية. واستند المحتجون في ذلك إلى كون اسامة كان يطالب برحيل "البام"( وهو شعار كانت حركة 20 فبراير تركز عليه في بدايات حراكها) وبالتالي لا يعقل ان ينضم إلى هذا الحزب. واضطر حكيم بن شماس رئيس المجلس الوطني "للبام" للتدخل من أجل الدفاع عن الخليفي والتعبير عن الترحيب به داخل الحزب. وقال حكيم بنشماس، رئيس المجلس الوطني لحزب الأصالة والمعاصرة، إن حزبه واجه ضربات «الحزب السري» من أجل حسم معركة بقائه في المشهد السياسي. وأكد بنشماس، الذي كان يتحدث في دورة المجلس الوطني مساء أول أمس السبت بالمحمدية، أن «الحزب السري كان يريد الإجهاز على حزب الأصالة والمعاصرة، وأن هذا الحزب متغلغل في الإدارة وفي الإعلام وفي المؤسسات العمومية». وللأسف، يضيف بنشماس، فإن «الانشغال بصد الهجمات والضربات الشرسة التي تلقاها الحزب في مرحلة معينة استنزفت الكثير من الجهد والوقت، الشيء الذي لم يسمح بالعناية بالأداة التنظيمية». في السياق ذاته، اعتبر حكيم بنشماس أن بقاء حزبه في المشهد السياسي المغربي «هو في حد ذاته إنجاز للحزب، لأن الجهات التي حاربتنا كثيرة ومتسترة»، مبرزا أن صناديق الاقتراع بوأت الحزب مكانة مشرفة في انتخابات نزيهة لم يطعن فيها أحد. وفي منحى آخر، أوضح بنشماس أن دورة المجلس الحالية ستفرز جزءا من أشغالها لإطلاق دينامية الأنظمة الموازية، وفي مقدمتها الذراعان الشبابي والنسائي. من جانبه، شن مصطفى البكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، هجوما قويا على حكومة عبد الإله بنكيران، واصفا المقاربة المنتهجة في تدبير الشأن الحكومي ب«البئيسة». وقال في هذا الصدد إن «ما يستوجب إثارة الاهتمام اليوم، بل التحذير قبل فوات الأوان هو أن المؤشرات المستقاة مما يجري في الواقع لحد الآن مقابل تزايد حجم الانتظارات يبعث على كثير من الارتياب وعدم الاطمئنان إلى المستقبل، ذلك أن هذه المؤشرات تسائل بحدة العمل الحكومي المتسم بغياب روح الانسجام وتضارب المواقف في بعض الأحيان». ولم تتوقف انتقادات البكوري عند هذا الحد، إذ قال إن «بطء الأداء الحكومي وتراخي وتيرته والغموض وازدواجية الأدوار والانزواء في خطاب النوايا والتبريرات وإلقاء المسؤولية على الغير هي سمات تطبع العمل الحكومي». واتهم البكوري في نفس الآن الحكومة ب«الابتعاد» التدريجي عن روح الدستور وقواعد المنهجية التشاركية في تعارض مع إرادة المغاربة، وحتى مع البرنامج الحكومي نفسه. وأبرز البكوري في هذا السياق أنه يأتي في مقدمة النتائج المقلقة المقاربة المنتهجة من قبل الحكومة، التي لم تبادر بأي برنامج عمل لفتح أوراش الإعمال الديمقراطي للدستور. إلى ذلك، خرج أعضاء البرلمان الأصالة والمعاصرة من عنق الزجاجة في امتحان المجلس الوطني بعد دورة ماراطونية استمرت أكثر من عشر ساعات خصصت لمناقشة الحصيلة الحكومية وإعادة هيكلة الحزب وبلورة الاقتراحات بشأن إنشاء الأذرع الشبابية والنسائية والنقابية للحزب. وعلى هامش فعاليات المجلس الوطني،تم التطرق لموضوع التنظيم الجهوي للحزب بالجهة الشرقية وداخل أقاليمه السبعة،وعبر البعض عن استيائهم من تدبير أمور الحزب وتسيير شؤونه بطريقة أقل ما توصف به أنها غامضة وغير ديموقراطية،مع عدم مراعاتها لمصالح الحزب وأهدافه،وإقفال أبوابه في وجه كل الآراء المنتقدة لتسييره العشوائي.وعلم أن مفاجئات كبيرة سيحملها معه الأمين العام للحزب في زيارته المرتقبة للحزب بالجهة الشرقية. وكان حزب الاصالة والمعاصرة عقد يوم السبت 05 ماي 2012، الدورة الثالثة عشر لمجلسه الوطني بحضور مميّز لبعض الوجوه الجديدة وغياب بعض الوجوه المألوفة وعلى رأسها الناطق الرسمي باسم الحزب صلاح الوديع وكذا احمد اخشيشن والحبيب بلكوش. وتمخض عن اجتماع المجلس الوطني تشكيل اللجان التي خرج بها المؤتمر الوطني الاستثنائي للحزب في فبراير الماضي.