تمكنت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية من تفكيك شبكة ارهابية نشيطة وعلى ارتباط مباشر بالقاعدة في بلاد المغرب الاسلامي تعمل تحت إمرة حركة المجاهدين في المغرب.تفكيك الخلية الذي تم بعد تجميع معلومات استخباراتية حول شبكة إرهابية يتزعمها شخص يدعى (س. ب) ويطلق عليه أتباع «حركة المجاهدين في المغرب» لقب الحاج وسبق له أن أصدرت في حقه السلطات الأمنية الفرنسية مذكرة بحث دولية. وأوضح لنا مصدر أمني موثوق أن المعني بالأمر أوقف في مدينة الدارالبيضاء، رفقة متهمين آخرين وأن ولاء المجموعة بكاملها كان للمسمى محمد النكاوي وأنه وبحسب ذات المصادر الأمنية الجد مطلعة تم اعتقال باقي عناصرها مع حلول ساعة الصفر فجر السبت الماضي والمتفق عليها تفاديا لأية مفاجأة حيث تم اعتقال مايزيد عن عشرة عناصر بين مدن الدارالبيضاءسلا، والناظور، وطنجة، وفاس ولم يتم تسريب المعطيات إن كانت الفرقة الوطنية قد حجزت أسلحة مع الموقوفين أم لا غير أن التسريبات تفيد بأنه تم الاطلاع على خطط لعمليات إرهابية مضمنة في أقراص مضغوطة وحواسيب تخص الموقوفين. الشبكة وبحسب المعطيات المتوفرة لها حضور بارز في التنظيمات الإرهابية وكانت تشرف على الخلايا الإرهابية النائمة حيث كان على تواصل دائم مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي صدرت في حق عناصرها مذكرات بحث وطنية ودولية لضلوعها في قضايا مرتبطة بالإرهاب ولمساسها بالامن الداخلي للمغرب بحسب المصادر الرسمية حيث تضيف ذات المصادر أنها اقامت صلات مع احزاب ومنظمات ارهابية دولية ونجحت في إدخال كمية من الاسلحة الى المغرب بالتواطؤ مع افراد اخرين في هذه المنظمة بهدف تنفيذ اعمال ارهابية تستهدف البعثاث الديبلوماسية والمنشآت الاستراتيجية بالمغرب وفق خطة إرهابية تمويهية لصرف انتباه الأجهزة الأمنية إذ تحول التنظيم المتطرف من «المجموعات المتكتلة» إلى «الخلايا المنفردة»، وهي الاستراتيجية التي تمكنت المخابرات المغربية والعناصر الأمنية من فك لغزها بعد تفجير مقهى «أركانة» بمراكش، حيث أثارت انتباه الأجهزة الأمنية رسالة تحت عنوان «الذئب المنفرد في المغرب الأقصى»، في المنتديات والمواقع الجهادية عبر الإنترنت والتي تروج لأسلوب جديد في العمليات الإرهابية يعتمد على العمل الفردي، فقامت المخابرات المغربية باختراق المجموعة عبر الشبكة العنكبوتية وهو ماسهل عليها تعقب خيوط التنظيم فتمكنت من تفكيك ثلاث خلايا نائمة في فترة قياسية قبل أن يتم تفكيك تنظيم شبكة المجاهدين في المغرب وهو الأمر الذي اعتبره الأمن المغربي بمثابة صيد ثمين خاصة وأن هذا الإسم أصبح كثير التداول كعنصر أساسي في عمليات التنسيق بين الخلايا الارهابية النائمة. يذكر أنه منذ سنة 2003 إلى اليوم، تمكن المغرب من تفكيك حوالي 70 خلية إرهابية اتهمت أغلبها بتجنيد مقاتلين وإرسالهم إلى بؤر التوتر كالعراق، وأفغانستان، والصومال، وتعبر «حركة المجاهدين المغاربة» ثالث مجموعة إرهابية تعلن السلطات المغربية عن تفكيكها في ظل الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية. أمير حركة المجاهدين في المغرب محمد النكاوي والذي يدين له أفراد الشبكة المفككة بالولاء من مواليد سنة 1958 بضواحي مدينة بركان تابع دراسته إلى حدود الشهادة الابتدائية، ثم اشتغل مع والده في الزراعة. وفي سنة 1981 سافر إلى فرنسا واستقر هناك بشكل غير شرعي حيث عمل في قطاع البناء وانتقل بين عدة مدن فرنسية. وبباريس حرص النكاوي على الصلاة بمسجد ستالين بباريس و هناك التقى بعبد العزيز النعماني زعيم حركة المجاهدين بالمغرب حينها وهو أحد المتورطين البارزين في اغتيال الشهيد عمر بنجلون و بواسطته تعرف النكاوي على مجموعة من المغاربة مقتنعين بالإعداد للثورة الإسلامية بالمغرب حسب زعمهم، وتوطدت علاقة محمد النكاوي بعبد العزيز النعماني وعملا على استقطاب عناصر جدد للتنظيم. و في سنة 1983 و بأمر من عبد العزيز النعماني، عاد محمد النكاوي إلى المغرب قصد استقطاب عدد من المغاربة إلى تنظيم حركة المجاهدين بالمغرب. و هذا ما نجح في إنجازه كما تكلف بتوزيع مجلة السرايا، لسان حال حركة المجاهدين بالمغرب، خصوصا بمدن الدارالبيضاء، فاس، مكناسومراكش، أكادير، بركان ، وجدة والقنيطرة. و عندما شعر النكاوي بتعقب الشرطة له قرر مغادرة المغرب من جديد و عاد إلى فرنسا. و قبل هذا الوقت كان النكاوي قد تعرف، بواسطة عبد العزيز النعماني، على عناصر من الجماعة الإسلامية بلبنان، لاسيما سعيد شعبان الذي سبق له أن درس بكلية أصول الدين بتطوان سنة 1978، و ذلك لتمكين بعض المغاربة من تلقي تداريب بمعسكر طرابلس بلبنان. ثم سافر النكاوي من فرنسا إلى لبنان والتحق بمعسكر طرابلس وكان البرنامج اليومي يبدأ بصلاة الفجر ثم تمارين رياضية و بعد صلاة الظهر يخضع لحصة التدريب على الأسلحة و ينتهي نهاره بدروس حول الجهاد. و هكذا أصبح محمد النكاوي ملما بالأسلحة و على دراية بتفكيكها و إعادة تركيبها لاسيما سلاح كلاشينكوف وتعرض لمحاكمة غيابية مع مجموعة مراكش . دخل محمد النكاوي المغرب عبر مدينة مليلية باستعمال جواز سفر وبطاقة تعريف مزورين و توجه إلى مدينة سلا حيث استأجر منزلا بحي شعبي لمدة ستة أشهر ثم انتقل إلى مدينة الخميسات وظل بها فيما بين 1990 و1994 و اشتغل في التجارة. و في سنة 1995 انتقل إلى مدينة طنجة و أصبح تاجرا في الهواتف المحمولة، وهناك عمل على ربط الاتصال بأعضاء حركة المجاهدين بالمغرب. وفي سنة 2002 تعرف على روبير أنطوان ريشارد واعتقل بعد التفجيرات الإرهابية بمدينة الدارالبيضاء بتاريخ 16 ماي 2003 حيث اعترف خلال الاستماع إليه بحيازته لأسلحة كما أكد تورط الشبيبة الاسلامية في اغتيال الشهيد عمر بنجلون. وقد صرح حينها محمد النكاوي أن زعيم حركة المجاهدين المغاربة عبد العزيز النعماني كان من بين مؤسسي الشبيبة الإسلامية، وبعد خلاف بينه وبين عبد الكريم مطيع حول اغتيال عمر بن جلون أسس النعماني حركة المجاهدين المغاربة وأضاف أن النعماني أسر له أنه هو الذي قام باغتيال عمر بن جلون بأمر من عبد الكريم مطيع، وحدث أن رغب عبد الكريم مطيع في اتخاذ مسافة بينه وبين مسؤوليته في الحادث، فقام بطرد النعماني حتى تتبرأ الشبيبة منه واعترف محمد النكاوي أنه كان نشيطا في الحركة، حيث كان يتولى توزيع مجلة السرايا التي كانت تصدرها الحركة من الخارج وأنه يمتلك أسلحة نارية، من بينها مسدسين ضبطا في بيته بالإضافة إلى ضبط رشاشين وأربع مسدسات أخرى ورصاصات في بركانوالخميسات وأدين بعشرين سنة نافدة على خلفية التفجيرات الارهابية ليبرز إسمه على الساحة مع الشبكة الإرهابية المفككة مؤخرا باعتباره أمير حركة المجاهدين في المغرب.