رغم الحملات التي كانت تشن من طرف الجهات المختصة لمحاربة ظاهرة العربات المجرورة بالحمير، ورغم حجز المئات من هذه العربات إن لم نقل الآلاف، إلا أنها دائمة التجوال عبر الشوارع وأسواق المدينة معرقلة للسير ومحدثة للفوضى، ولم يعد تجوال هذه العربات مقتصرا على النهار بل أصبحت أساطيل من العربات المجرورة تجوب ليلا أحياء المدينة وكل عربة متخصصة في جمع نوع من أنواع النفايات إذ يعمد بعض أصحاب هذه العربات إلى جمع بقايا الخضر من أجل تقديمها كعلف للمواشي وآخرون مختصون في جمع المواد البلاستيكية والحديدية والكارتون من أجل إعادة بيعها في أسواق المتلاشيات، وإن كان هذا كله عادي بحكم أن هذه الأشغال وهذه الحرفة قديمة ومعروفة ب “التنخيل” لكن ما هو غير عادي هو أن بعض أصحاب هذه العربات يقومون بهذه الأشغال وهم في حالة سكر أو تحت تأثير المخدرات، مما يجعلهم يزعجون المواطنين في ساعات متأخرة من الليل بعربدتهم وصراخهم وشجارهم فيما بينهم زيادة على أن أصحاب هذه العربات يقومون بتجميع عدد كبير من أكياس النفايات فوق عرباتهم وعند انتهاء جولتهم في حي من الأحياء أو زنقة من الأزقاء، وحسب حصيلة جمع الأكياس فيقومون بتفريغ هذه الأكياس على قارعة الطريق أو في القطع الأرضية غير المبنية لفرز محتوياتها وبعد جمع ما يستحقونه يتركون الباقي متناثرا في الشارع مع إحداث نقطة سوداء لرمي الأزبال، فإلى متى سيبقى زوار الليل يقلقون راحة النائمين ويلوثون البيئة في غياب تدخل المسؤولين لرفع هذه الأضرار والاكتفاء برفع شعار “النظافة مسؤوليتنا جميعا” من أعلى منارة ساعة البلدية؟