تضم الجهة الشرقية 11 موقعا تتميز جميعها بأهمية بيولوجية وإيكولوجية أربعة منها سبق إدراجها منذ 2005 ضمن قائمة رامسار للمناطق الرطبة ذات الأهمية الدولية. وسجل مشاركون في لقاء تم تنظيمه مؤخرا بوجدة أن هذه المناطق تغطي مساحة إجمالية قدرها 38 ألف هكتار موضحين أن الأمر يتعلق بمصب نهر مولوية وبحيرة الناظور ورأس الفرشات الثلاثة وسد محمد الخامس. وشدد المشاركون بهذه المناسبة على أهمية الوظائف البيئية والاقتصادية والاجتماعية لشبكة المناطق المحمية بالمنطقة الشرقية والتي تمتد على مساحة 184 ألف هكتار. وأوضح المدير الإقليمي للمياه والغابات السيد عمار ربحي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن هذا الاجتماع يروم تحسيس المستخدمين لهذه المناطق الرطبة والجماعات المحلية والمنتخبين والعموم بأهمية القيم الإيكولوجية والفوائد الاجتماعية والاقتصادية للأراضي الرطبة والحاجة إلى الحفاظ وترشيد الاستفادة من هذه النظم البيئية المتخصصة. وأبرز في هذا السياق آليات التخطيط وإدارة المناطق الرطبةالتي تشرف عليها المندوبية السامية للمياه والغابات ومكافحة التصحر ملاحظا أن خصوصية وأهمية المناطق الرطبة للجهة الشرقية استدعت إعادة استحضارها ضمن الاستراتيجية الجهوية للبيئة وأيضا في المخطط المديري للتهيئة المندمجة للموارد المائية لملوية. وعلى صعيد آخر تميز هذا الاجتماع بتقديم اليتين للتخطيط وقاعدة للتشاور والتوجيه الجهوي في اتجاه التدبير والاستخدام المستدام والعقلاني لموقع رامسار لملوية. ويتعلق الأمر بالكتاب الأبيض وعقد مصب نهر المولوية اللذين أغنيا النقاش واستقطبا اهتمام المشاركين في أشغال هذا اللقاء. وتدمج آليتي التخطيط هاتين من جهة رهانات الحفاظ على المناطق الرطبة في علاقتها بتدبير الموارد المائية بدءا من المنبع كما تتعهد من جهة أخرى بإنعاش الخواص البيئية الشاملة للموقع في إطار شراكة وضمن مسؤولية متقاسمة. ويهدف الكتاب الأبيض إلى إقامة تعاون وثيق بين الشركاء المعنيين بتدبير المناطق المحمية للمولوية ويحدد المبادئ التوجيهية لحماية وتدبير وتثمين وتطوير هذا التراث الطبيعي كما يعين التزامات الشركاء لبلوغ الأهداف المرجوة في مجال التحكم في تطوير المنطقة المحمية والحفاظ على المواقع الطبيعية ذات الهشاشة. وقد تم تنظيم هذا اللقاء الذي يندرج في إطار الاحتفال باليوم العالمي للمناطق الرطبة الذي يحتفى به هذه السنة تحت شعار "السياحة في المناطق الرطبة .. تجربة فريدة" من طرف المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالجهة الشرقية والمجلس الجهوي للجهة الشرقية بشراكة مع وكالة الحوض المائي لملوية والمرصد الجهوي للبيئة والجماعات المحلية ومنظمات غير حكومية.