عقد المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان اجتماعه الدوري العادي يوم الأحد 6 شتنبر 2009، وبعد استكمال جدول أعماله، قرر تبليغ الرأي العام ما يلي: 1- تابعت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وضعية الطفلة زينب شطيط الخادمة ببيت إحدى الأسر بوجدة والتي تعرضت لاعتداء شنيع من طرف مشغليها شمل مختلف أنحاء جسمها حسب ما عاينه الأطباء وما صرحت به الضحية. والمكتب المركزي للجمعية، إذ يحيي الدور الإيجابي الذي قام به مكتب فرع الجمعية بوجدة خلال متابعته لقضية الطفلة زينب، قرر تكليف محامي لمؤازرة الطفلة أمام القضاء وتنصيب الجمعية كطرف مدني في هذه القضية، مطالبا وزير العدل بإعطاء الإذن بمتابعة القاضي المتهم في هذا الاعتداء ضمانا لمساواة المواطنين أمام القانون وعدم الإفلات من العقاب. كما يؤكد المكتب المركزي بالمناسبة أن آفة استغلال الفتيات الصغيرات في البيوت سيستمر مادامت الدولة لا تتحمل مسؤوليتها في احترام التزاماتها في مجال حقوق الطفل والحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وذلك من خلال ضمان حق التعليم الإجباري لكافة الأطفال، وإصدار قانون يحظر تشغيل الفتيات في البيوت ويعاقب كل من يتورط في خرقه خاصة الوسطاء والسماسرة الذين يعتبر ما يقومون به شكلا من أشكال الاتجار في الأشخاص، وتقنين العمل في المنازل ليحظى بالمراقبة والمعاقبة الشديدة لكل من ينتهك حقوق العاملين بها، وتوفير الشروط الدنيا للعيش الكريم للأسر ورفع الفقر والحاجة عنها والتحسيس بخطورة تحميل الفتيات الصغيرات، عبر الزج بهن في جحيم العمل البيتي عند الغير، مسؤولية ما ينتج عن السياسات العمومية من تفقير وتهميش . 2- وتداول المكتب المركزي حول استدعاء عشرة صحافيين من طرف السلطات الأمنية على إثر تعليقهم على البلاغ الرسمي المتعلق بمرض الملك، وهم مدير أسبوعية الأيام ومديرة النشر وثلاث صحافيين آخرين ومدير أسبوعية المشعل وصحافيين عاملين بها و قبلهم مدير صحيفة الجريدة الأولى علي أنوزلا والصحفية بشرى الضو العاملة بها، متوقفا بشكل خاص عند الاستنطاق الماراطوني الذي تعرضا له هذان الأخيران بهدف معرفة مصادر أخبارهما مما يتناقض مع حق الصحافي في عدم الإفصاح عن مصادره. وإن المكتب المركزي، إذ يعبر عن تضامنه مع الصحفيين العشرة، يعتبر هذه المضايقات حلقة أخرى من حلقات المحنة التي تعيشها الصحافة المغربية، مطالبا السلطات بالإفراج عن قانون الصحافة وجعله إطارا يحمي حرية التعبير ويضع حدا لمفهوم المقدس المكبل لها ويقر بحق الصحافي في الوصول إلى المعلومة. وفي نفس السياق يستنكر المكتب المركزي الاعتداء الجسدي للقوات المساعدة الذي كان ضحيته ثلاث صحافيين عند محاولة دخولهم لمقر ولاية فاس قصد تغطية انتخابات مجلس الإقليم يوم 4 شتنبر 2009، معبرا عن تضامنه مع الصحفيين الثلاثة ومطالبا باحترام المجرى العادي للشكاية التي وضعوها لدى النيابة العامة ضد المعتدين ووضع حد للاعتداءات المتكررة على الصحافيين. 3- ومن المعلوم أن مدير أسبوعية المشعل يحاكم في قضية "حفصة أمحزون" بمعية رئيس فرع الجمعية بخنيفرة على إثر التصريحات التي أدلى بها هذا الأخير للمشعل حول انتهاكات حقوق المواطنين بالمنطقة التي كانت وراءها حفصة أمحزون وأفراد من عائلتها. والمكتب المركزي إذ يذكر بموعد الجلسة المقبلة لهذه المحاكمة التي ستتم يوم 15 شتنبر 2009 بالمحكمة الابتدائية بعين السبع يجدد نداءه لكافة المحامين والمحاميات المدافعين عن حقوق الإنسان لمؤازرة الأخوين أعذاري وشحتان في هذه المحاكمة كما يدعو مناضلي الفروع القريبة للتعبئة والحضور في هذه الجلسة. 4- وفي موضوع الإضرابات التي عرفتها عدد من السجون من طرف معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية ومعتقلين آخرين احتجاجا على التراجع عن بعض المكاسب التي كانوا يتمتعون بها ومن أجل تقريبهم من عائلاتهم، فإن المكتب المركزي يطالب المندوبية العامة للسجون بالنظر في مطالب المضربين مذكرا بموقف الجمعية من الاعتقالات والمحاكمات التي تمت في إطار الحملة ضد الإرهاب وهو إعادة المحاكمات أو إطلاق السراح. 5- وبشأن التهديدات التي تتلقاها المعتقلة السياسية زهور بودكور بسجن بوركايز بمراكش ومحاولة الاعتداء الذي تعرضت لها فإن المكتب المركزي يعبر عن إدانته لما لحق المعتقلة زهور داخل السجن محملا المسؤولية في حماية المعتقلين السياسيين للمندوبية العامة للسجون ومدراء السجون يشكل خاص ومطالبا من جديد بإطلاق سراح المعتقلة السياسية زهور بودكور وكافة المعتقلين السياسيين. وبهذا الصدد يهنئ المكتب المركزي المعتقلين السياسيين الذين غادروا السجن، بعد استكمال المدة المحكوم بها عليهم، باسترجاع حريتهم وهم مراد الشويني المعتقل بسجن الصويرة في إطار مجموعة طلبة مراكش، حسن أغربي وحسين تزكاغين وزكريا الريفي الذين غادروا سجن إنزكان من ضمن معتقلي سيدي إفني. 6- وبخصوص ما تداولته الصحافة حول التعذيب الذي قد يكون تعرض له المعتقل السابق بكوانتانامو الإيثيوبي بنيامين بالمغرب من طرف المخابرات البريطانية والمغربية، يذكر المكتب المركزي بمطلب الجمعية والحركة الحقوقية المغربية بفتح تحقيق حول المعتقل السري بتمارة وإخبار الرأي العام بنتائجه، والذي تؤكد العديد من المصادر أنه استعمل لتعذيب معتقلي كوانتنامو الذين يرحلون لبلادنا لهذه الغاية، وعدد من المعتقلين بالمغرب في إطار ما يسمى بالحملة ضد الإرهاب من خلال تصريحات العديد منهم حول ما لاقوه في هذا المعتقل السيئ الذكر. 7- وتوقف المكتب المركزي عند الاعتصام الذي ينفذه 850 عاملا من شركة "سميسي" العاملين بالمكتب الشريف للفوسفاط والمطرودين من عملهم والذي سبق أن راسل في موضوعه الوزير الأول دون أن يتلقى أي جواب. وقد قرر تنظيم قافلة تضامنية مع العمال المعنيين وأسرهم وذلك يوم الأحد 13 شتنبر داعيا فروع الجمعية وسائر القوى والفعاليات الديمقراطية للمشاركة في إنجاح هذه القافلة. 8- وبشأن الاعتقالات الجديدة في صفوف أعضاء جماعة العدل والإحسان يوم 3 شتنبر والتي مست 17 شخصا في فاس و13 في بركان والذين أطلق سراحهم فيما بعد، يجدد المكتب المركزي استنكاره لهذه الاعتقالات التعسفية، مطالبا بتوقيف الممارسات غير القانونية للسلطة اتجاه المنتمين لهذه الجماعة. 9- وتداول المكتب المركزي حول الاعتقال والمحاكمة التي تعرض لهما الناشط الصحراوي النعمة الأسفاري الذي اعتقل وحوكم بأربعة أشهر بطانطان في الأسبوع الأخير من شهر غشت.. فبعد اطلاعه على تقرير فرع الجمعية بطانطان الذي تتبع هذه المحاكمة يتبين أن المعني بالأمر لم يستفد من حقه في محاكمة عادلة مما يجعل الحكم الصادر ضده حكما باطلا وبالتالي يطالب المكتب المركزي بإطلاق سراحه كما يندد بكل أشكال الحصار التي مورست ضد النشطاء الحقوقيين الذين منعوا من حضور جلسات المحاكمة لمراقبتها وكذا التضييقات والاستفزازات التي يتعرض لها أعضاء فرع الجمعية بطانطان بشكل ممنهج – من طرف الأجهزة الأمنية- خلال ممارسة نشاطاتهم الحقوقية المختلفة أو بمجرد تنقلاتهم بالمنطقة. 10- وبخصوص الحملة التي أطلقها المكتب المركزي للتضامن مع عائلة عائشة المختاري للمطالبة بدمقرطة وأنسنة نظام الفيزا واحترام كرامة المطالبين لها، يدعو المكتب المركزي عموم المواطنين والمواطنات للحضور للوقفتين اللتين ينظمهما يوم 23 شتنبر بمناسبة أربعينية الفقيدة عائشة (الأولى أمام سفارة فرنسابالرباط والثانية أمام قنصليتها بفاس) وللمهرجان الخطابي الذي سينظم بوجدة حيث ازدادت وتوفيت عائشة المختاري بعد معاناتها مع المرض. 11- وتطرق المكتب المركزي لجريمة الاغتصاب الذي كان ضحيتها طفل بتاوريرت والتي قام بها شخص سبق وحوكم بعد اقترافه لنفس الجريمة دون أن ينال العقاب الذي ينص عليه القانون مما يضع عدة تساؤلات حول هذه المحاكمة، ويطالب المكتب المركزي بفتح تحقيق حولها واتخاذ المتعين حماية للحق والقانون ولحقوق الطفولة في السلامة البدنية والنفسية التي التزمت الدولة بها في إطار كل العهود والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان التي وقع عليها المغرب خاصة أن العنف ضد الأطفال، بمختلف أشكاله ومستوياته، قد أخذ أبعادا خطيرة داخل المجتمع المغربي. 12- وبشأن مقتل الشاب اليافع رضا ولد الداغرية البالغ من العمر 17 سنة بحي القرية بسلا بعد إطلاق رجل أمن الرصاص عليه، يطالب المكتب المركزي بفتح تحقيق موضوعي ومحايد في مقتل هذا الشاب الذي لم يكن هاربا ولم يكن يحمل أي سلاح حسب تقرير فرع الجمعية بسلا، كما يستنكر المكتب المركزي الإهمال الذي تعرض له بتركه دون تقديم أي مساعدة وهو بين الحياة والموت خلال فترة طويلة، مذكرا أن الشاب رضا يعد الضحية الخامسة التي فارقت الحياة تحت عنف السلطة بسلا في ظرف 4 سنوات. 13- واطلع المكتب المركزي على مختلف النضالات الاجتماعية بعدد من المدن بعد الزيادات المفرطة في الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين والمواطنات، محييا الدور الإيجابي الذي قامت به عدد من فروع الجمعية في هذا المجال وداعيا إلى العمل على المزيد من التعبئة للنضال من أجل كافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي تعرف تدهورا كبيرا نتيجة الغلاء والتسريحات غير القانونية للعمال والعاملات وعدم احترام قوانين الشغل وطرد السكان من منازلهم دون تمكينهم من بدائل ترضيهم، وحرمان أغلب الفئات الاجتماعية من الوصول للعلاج ... وغيرها. المكتب المركزي الرباط في 6 شتنبر 2009.