عدد هائل من السكان يفكرون في بيع مساكنهم بأرخص الاثمان وهو الوضع الذي تسعى كثير من الجهات الى الحفاظ عليه ولاسيما تلك التي لها مصالحها مع العمران بالمدينة. كلما تهاطلت الامطار على مدينة السعيدية ولو بنسب قليلة، الا ورافقتها معاناة حقيقية لمجموعة من الدواوير والاحياء وخاصة دوار عبد المومن وحي الدراق وحي ليراك وحي الوحدة وكذا حي لوجيدي ودوار اولاد حمان،وحتى وسط المدينة وإعدادية أنس بن مالك التي ألف التلاميذ دخولها على ممرات خشبية تثير كثيرا من الامتعاض لدى الآباء والاولياء،وذلك بسبب تجمع المياه حيث تتحول الازقة والممرات الى برك مائية تغطي مساحات واسعة و تقطع الطرق فتشل حركة مرور المواطنين الذين يعزلون عن العالم الخارجي، بل إن كثيرا من الدكاكين والمحلات التجارية والمنازل في هذه الاحياء تخترقها السيول، والتي تظل مترسبة داخل عدد مهم منها بسبب غياب ساكنيها لتشكل مظهرا واضحا من مظاهر معاناة المواطنين بالسعيدية كلما تساقط المطر. يحدث هذا في ظل بنية تحتية هشة تكشف عن وجه آخر لمدينة السعيدية التي عادة ما ينظر اليها من زاويتها السياحية باعتبارها منتجعا يحتوي على محطة ( فاديسا ) المدرجة ضمن المخطط الازرق والتي تمتد على مساحة 700 هكتار وطول يصل الى 2،2 كلمتر ، وهي المحطة التي يحمل لها السكان والفاعلون في مجال البيئة المسؤولية في تجميع كميات هائلة من المياه وسط الاحياء والدواوير ، وذلك بإقدامها على إنجاز مشاريع تسببت في إغلاق كل المنافذ الطبيعية التي كانت، الى عهد قريب، تصرف المياه الى البحر. ازمة مياه الامطار التي تتعمق كل فصل شتاء بالسعيدية يربطها السكان بغياب تدخلات جادة وشاملة لايجاد حلول نهائية للأزمة باستثناء بعض المحركات التي كانت تستعمل في إفراغ بعض الازقة من السيول وهي عملية يعتبرها السكان ترقيعية ومضيعة للمال العام . مصادر من سكان مدينة السعيدية اوضحت في حديثها للجريدة أنه حتى الشطر الاول والثاني من مشروع انجاز قنوات الصرف الصحي لم يحلا المشكلة ، فقد ظلت المياه تتجمع في كثير من الاماكن مثل ما يحدث بشارع الحسن الثاني وأمام مخيم شمس وغيرها من الفضاءات التي استفادت من مشروع الصرف الصحي، وحتى الشركة التي هي بصدد إنجاز الاشطر المتبقية من المشروع ، تتابع ذات المصادر، تساهم في تأزيم الوضع كلما تهاطلت الامطار وذلك بسبب الحفر التي تتركها وسط الطرق والازقة دون ان تعمل على فتح منافذ للمياه كلما تتطلب الأمر ذلك . يحدث هذا في غياب شبه تام لعملية التتبع التي كان من المفروض ان يسهر عليها ، بشكل متواصل ، كل من المكتب الوطني للماء الصالح للشرب والمصالح المختصة بالبلدية . الى جانب ذلك اشارت نفس المصادر الى انه حتى القناة الأمنية التي انجزت بالاسمنت المسلح على طول 17 كلم بغلاف مالي جد ضخم في اطار حماية السعيدية من الفيضانات لم تستطع ان تحل المشكلة، والأخطر من هذا يقول احد المواطنين، ان هذه البرك تتحول مع الوقت الى مستنقعات تتجمع فيها كل انواع الميكروبات والحشرات كالذباب والناموس وتنبعث منها روائح كريهة تحول الحياة هنا الى جحيم ، في ظل تدخلات جد محتشمة لقطاع الصحة الذي يتحمل مسؤولية رش المبيدات المضادة في الاماكن التي تتطلب ذلك ، مما دفع عددا هائلا من السكان الى التفكير في بيع مساكنهم بأرخص الاثمان وهو الوضع الذي تسعى كثير من الجهات الى الحفاظ عليه ولاسيما تلك التي لها مصالحها مع العمران بالمدينة.