3 آلاف مغربي يجهلون إصابتهم به و50 في المائة من المرضى أصيبوا بالإعاقة طالب المشاركون في لقاء، عقد أخيرا، بتعميم التغطية الصحية لمرضى الهيموفيليا، باعتبار أنهم يحتاجون إلى تغطية صحية شاملة، ليتمكنوا من الولوج إلى العلاجات، أمام غلاء الأدوية الخاصة بوقف النزيف، إلى جانب إحاطتهم برعاية من قبل فريق طبي وممرضين، ومتخصصين في الترويض الطبي، لهم تجربة ودراية بحاجيات المرضى. وأضاف المشاركون في اللقاء الذي نظمته وزارة الصحة والجمعية المغربية لدراسات الدم، بتعاون مع مؤسسة الإنتاج الدوائي "بايير"، وبرعاية معنوية ل"إريك غيريتس"، مدرب الفريق الوطني المغربي، أن علاج المرض يكلف ما بين ألفين و3 آلاف درهم، للحصول على حقنة واحدة من العامل الذي يفتقرون إليه لدى تعرضهم لأبسط الصدمات. وفي سياق متصل، كشف اللقاء العلمي ذاته، أن 50 في المائة من المصابين بالهيموفيليا في المغرب ولجوا عالم الإعاقة مبكرا بسبب المرض، ما يجعلهم في حاجة ماسة إلى إنشاء مراكز جهوية خاصة، قريبة منهم. وقدمت خلال اللقاء، تكوينات خاصة تتعلق بتدبير مراكز الهيموفيليا، ودليل الممارسات الجيدة والعملية في التكفل بالهيموفيليا، بمشاركة أطباء أجانب، متخصصين في دراسة أمراض الدم، والترويض الطبي والتمريض وعلم الإحياء، أغلبهم من بلجيكا وفرنسا، إلى جانب متخصصين مغاربة في جراحة العظام والمفاصل، وجراحة طب الأسنان والترويض الطبي. إلى ذلك، يبلغ عدد المصابين بداء "الهيموفيليا" في المغرب الذين يباشرون علاجهم في مركز الدارالبيضاء بالمستشفى الجامعي ابن رشد، 500 حالة. ويقدر الاختصاصيون، باعتبار أن المغرب لا يتوفر على أرقام مضبوطة، وجود 3 آلاف مغربي مصابين بالداء، لم يصلوا بعد إلى المستشفيات لتلقي العلاج بسبب جهلهم بطبيعة المرض، أو لوجود صعوبات في التشخيص، مع عدد ضئيل من الأطباء الاختصاصيين في المغرب. كما تشير الإحصائيات الحالية، إلى حدوث حالة واحدة من أصل 10 آلاف ولادة من الذكور، 90 في المائة منهم يحملون النوع "أ"، و10 في المائة يحملون النوع "ب" من المرض. ويعد مرض الهيموفيليا، أحد أبرز المسببات في دخول المصابين عالم الإعاقة، وسببه اعتلال وراثي في تجلط الدم، ينجم عن نقص في إنتاج العامل المسؤول عن التختر، العامل المضاد للهيموفيليا "أ" أو "ب". ومن أهم أعراضه، حدوث نزيف مكثف، وظهور بقع زرقاء، إذ يعاني المصاب صعوبة التئام جروحه، أو الحد من حدوث كدمات، بعد التعرض لصدمات أو رضوض، إذ تكتشف الإصابة بالداء لدى الفئات المتراوحة أعمارها ما بين 6 أشهر و6 سنوات، إما بمناسبة التعرض لحادث معين أو عند الختان. ويتعرض المريض لنزيف دموي، خلال الختان، أو خلع الأسنان، أو عند التعرض لصدمات، ويعد نزيف المفاصل، أهم السمات البارزة في مرض الهيموفيليا، ويمثل خطورة، لأنه بمضي الوقت قد يتسبب في التهاب المفصل، وحدوث عاهة وتعطيل الحركة. ويوجد النزيف الأكثر شيوعا في المفاصل الكبيرة، مثل الركبة، والكاحل، والمرفق، لكن قد يصيب النزيف أي عضو ، كالجهاز الهضمي، والأمعاء، والجهاز البولي، والجهاز العصبي المركزي.