يقول عز جل في كتابه الكريم:" يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا..." صدق الله العظيم باعتقالكما ومحاكمتكما ورميكما وراء القضبان مع مطلع هذا الشهر المبارك تكون الجهات المسؤولة عن هذا الفعل المنكر قد خرقت الدستور وداست على القوانين والمواثيق والمعاهدات وأساءت إلى المغرب وقضاءه وعادت به إلى سنوات الجمر والرصاص... تكشف عملية الاعتقال وتلفيق التهم وإصدار الأحكام القاسية في حق "كبوري" و"شنو" عن مفارقة غربية جدا, في وقت تشد فيه بلادنا أنفاسها, مع اندلاع الربيع العربي وظهور حركة 20 فبراير والخطب المتتالية لملك البلاد...بلاد تنتظر ,تترقب , تطمح إلى رسم معالم مغرب جديد: مغرب الديمقراطية , مغرب الحرية والكرامة ,مغرب العدالة وحقوق الإنسان كاملة . إنها خطوة غير محسوبة العواقب وسباحة ضد التيار بكل ما تحمله الكلمة من معنى ,تيار الغد الأفضل, تيار دولة الحق والقانون.. وهي تعد بذلك خطيئة قانونية وحقوقية, وكبيرة من الكبائر السياسية, والتي تضر بسمعة المغرب, وقضاء المغرب, فكل هذه الأعمال المنكرة والأساليب المدانة عالميا في التعامل مع ممارسة الحق النقابي, تدخل في إعمال مفهوم إعدام ذلك الصرح النقابي الشامخ والفريد من نوعه" بيت الكونفدرالية الديمقراطية للشغل" الذي تكالبت عليه قوى الظلم والفساد, لأنه يخيف ويزعج ويقض مضاجع المستبدين والمتسلطين النائمين على أجساد الكادحين.. نقابة استطاعت أن تراكم من خلال تاريخها الطويل والأصيل تجربة نضالية قل نظيرها, وبتضحيات جسام. لقد ظلت ولا زالت الصوت المعبر وبوضوح عن هموم الجماهير الشعبية المدافع عن حقوقها راصدا لأوكار الفساد والاستبداد والمطالبة بمحاسبة ومساءلة ناهبي المال العام, إنها نقابة من نقابة له, تنوب على الجميع في طرح قضاياها لا تهاب ولا تخاف في قول الحقيقة لومة لائم ,صوتها عال مرتفع صادح بالحق والحقيقة يصعب إخراسه, وهذه هي مدرسة "كبوري الصديق" و"شنو المحجوب", وهذه هي المبادئ التي تشبعوا بها وأنهم غير نادمين على الضريبة التي هم الآن ضحايا لها في عز الصيف, صيف الدستور الجديد والعهد الجديد. ففي الوقت الذي كان فيه الجميع ينتظر بزوغ فجر جديد, فجر يقطع مع الماضي بأسلوب جديد في الحكم, وفتح باب للحريات, وإرساء دعائم قضاء نزيه ومستقل, تصدر الأحكام القاسية المنافية للأحكام العادلة ولتكون بذلك رسالة قوية إلى كل المناضلين الغيورين الشرفاء, مفادها أن لا شيء تغير, مفادها التحذير والترهيب والتخويف وانه لا زالت هناك خطوط حمراء يستحيل تخطيها. إنها محاكمة ظالمة وسياسية ليس إلا ضد أصوات ظلت تناضل برزانة واستماتة, أصوات صدامية لا تعرف الملل ولا الكلل على مدار السنة لا تساوم لا تنبطح.. أصوات ملتزمة بالخط النضالي لل ك د ش شعارها النضال ثم النضال إلى جانب القوى الحية والديمقراطية في هذه البلاد ضد الفساد والرشوة والاستغلال والمحسوبية والزبونية والقبلية وسياسة الريع والامتيازات غير القانونية والخلود في المناصب السامية وضد ناهبي المال العام وكل أساليب القمع والتسلط... و هذه هي المواقف الحميدة التي تشرف كل مناضلات ومناضلي الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والمبادرات الجريئة التي يكون السبق فيها لهؤلاء في تشكيل اللجن والتنسيقيات إلى جانب الحلفاء السياسيين والحقوقيين, والتي لها ارتباط وثيق بهموم المواطنين والمتبوعة بتنظيم الوقفات الاحتجاجية والمسيرات بما يضمنه الدستور.. و هي التي جعلت أوكار الفساد والاستبداد وأعداء الديمقراطية وحقوق الإنسان في مختلف الأجهزة محليا وإقليميا وجهويا تتضايق وتتوجس خيفة من تواجد أمثال "كبوري الصديق" و"شنو" وسط الجماهير الشعبية ببوعرفة كما هو حال العديد من المناضلات والمناضلين عبر أرجاء البلاد.. فالتجئوا إلى التجمع والتحالف والتنسيق فاتفقوا على تهيئ الملف لهما بداية بالاعتقال التعسفي وتلفيق التهم الواهية التي أدانها الدفاع واعتبرها بعيدة كل البعد عن المحاكمات العادلة, انتهاء بإصدار حكم ظالم يقضي بإيداعهما السجن لمدة سنتين ,مسجلين بذلك الخرق السافر للدستور و الدوس على القوانين والعودة إلى سنوات الجمر والرصاص.. ورغم ذلك لم يزد هذا الفعل المدان الرفيقين إلا ثقة بالنفس وتوشيح صدريهما بوسام النصر والعزة والكرامة وفي هذا الظرف الحرج من تاريخ الديمقراطية بالمغرب فهنيئا لهما وأن فجر النصر والحرية آت آت آت.. وبهده المناسبة أقول لكما رمضان مبارك سعيد وكل عام وانتم بألف خير ... وأتوجه باسم الأخوات والأخوة أعضاء المكتب الإقليمي ل ن و ت /ك د ش بوجدة بأخلص التحيات إلى كل الهيئات النقابية والسياسية التقدمية والى هيئة الدفاع وجمعيات المجتمع المدني وحركة 20 فبراير التي تضامنت وآزرت الرفيقين في محنتهما ونشد بحرارة على كل التنسيقيات التي تشكلت من أجل الإفراج عن المناضلين الكونفدراليين كبوري وشنو . الكاتب الإقليمي ل ن و ت /ك د ش