أصدرت حركة النهضة بتونس بيانا حول الاعتقالات التي طالت عددا من الإسلاميين في موريطانيا، وفيما يلي نص البيان. ما تفتأ السلطة الموريطانية تمعن في سياسات التهرب من مواجهة أزمتها السياسية والاقتصادية من خلال نهش المعارضة الجادة وعلى رأسها التيار الإسلامي بتلفيق تهم الانقلاب والتآمر، حتى بلغت محاولات الانقلاب المعلنة رسميا عددا لا يكاد يصدق. ولا يدري أحد موطن الصدق من التلفيق فيه، إذ كاد الدور يأتي على الجميع فلا يسلم أحد. غير أنه في زمن الحملة الدولية على الاسلام بدا لحكام موريطانيا أن لحم الاسلاميين أوفر ثمنا في السوق الدولي، فحطت ماكينة القمع في رحالهم لا تكاد تغادرهم إلا لتؤوب اليهم من قريب، فبعد الزج بقيادتهم -وفي طليعتها الشيخ العلامة محمد الحسن ولد الددو- في السجن بتهمة المشاركة في واحد من تلك الانقلابات سنة2003 تم الافراج عنهم، ثم ما لبثت في السنة الموالية أن عادت لتعتقلهم بذريعة التآمر على أمن الدولة!، ثم أفرجت عنهم، إلا أنها لم تصبر عليهم طويلا فعادت هذه السنة توسع نطاق الاعتقال ليشمل هذه المرة أعدادا كبيرة من الأئمة والوعاظ بذريعة مخالفة قانون للمساجد مستنسخ عن قوانين مماثلة في دول مجاورة، يضع كل المساجد تحت ملك الدولة وتصرفها، مما لا سابقة له في بلد طالما اشتهر باتساع قطاعه التعليمي الأهلي الادبي والديني، من زوايا ومحاضر لا سلطان عليها إلا للعلماء وللمؤسسات الأهلية الوقفية، وذلك في زمن يتسع فيه الاتجاه الدولي والاقليمي صوب تأكيد سلطة المجتمع الاهلي والتخفيف من هيمنة الدولة على المجتمع. وبينما يفشو الحديث عن سياسات غربية جديدة بنيت على اعتبار أن الأمن الغربي لا يتحقق إلا بقدر انتشار الديمقراطية في العالم وبالخصوص عالم الاسلام، لا يزال النظام الموريطاني يعرض في أسواق الغرب -استجلابا لعطفه ومساعداته- سلعة قديمة هي لحوم اسلامييه ودمائهم، من خلال الاعلان المتكرر عن مؤامراتهم وجمعياتهم ذات الخطر على أمن البلاد! مما لم يعد يصدقه أحد، وليس من شأنه غير المزيد من عزل السلطة وتوسيع الهوة بينها وبين مجتمع قد اشتهر بكل اتجاهاته بدرجة عالية من التشبع بالثقافة الإسلامية السمحاء لدرجة أن بعض زعماء أحزابه العلمانية يحفظون القرآن الكريم عن ظهر قلب. وحركة النهضة إذ تدين ما تعرض له القطر الموريطاني الشقيق من عدوان وإرهاب على يد جماعات متطرفة وتتعاطف مع الضحايا فإنها: 1 تؤكد على رفض العنف من حيث أتى وأن السبيل الأوحد لحسم هذا الداء هو الحرية والديمقراطية وفتح مجال العمل السياسي والفكري والاعلامي أمام كل الاتجاهات الرافضة للعنف ومنها الحركة الاسلامية في موريطانيا البلد العريق في عروبته واسلامه ونضاله من أجل الحرية. 2 تدعو كل المومنين والمدافعين عن الحرية إلى مؤازرة ضحايا القمع، والضغط من أجل إطلاق سراح كل المساجين السياسيين بمختلف اتجاهاتهم وعلى رأسهم الشيخ العلامة الحسن ولد الددو زعيم الحركة الاسلامية الموريطانية وإيقاف الملاحقات في حق سائر المناضلين وعلى رأسهم الأخ الأستاذ جميل منصور والاعتراف بحق الجميع في العمل السياسي السلمي لانجاز التحول الديمقراطي المنشود. قال تعالى ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون 13 جمادى الأولى، 1426 الموافق 20 جوان، 2005 حركة النهضة بتونس الشيخ راشد الغنوشي