مساع مغربية للقاء ساركوزي بشأن الصحراء الشرقية كثفت الهيأة الوطنية للمناطق الشرقية المغربية المغتصبة، هذه الأيام، اتصالاتها مع سفارة فرنسا بالرباط، قصد تسهيل مأمورية السفر للقاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وعلم أن الهيأة تستعد لإعادة فتح ملف المناطق الصحراوية الشرقية المغتصبة مع فرنسا، خصوصا أن الرئيس الفرنسي عبر في رسالة جوابية إلى الهيأة، بأن دولته تتابع الموضوع عن كثب، وأن الخارجية الفرنسية تتولى مهمة المتابعة. وفي هذا السياق، هاجم علي بنبريك القندوسي، رئيس الهيأة، حكومة عباس الفاسي، واتهمها بعدم الاكتراث بالموضوع «لأنها تتفادى التصعيد مع الجزائر»، وأفاد القندوسي، في تصريح ، أن «الحكومة الحالية لديها نوع من الإحراج لأنها تخشى من تطور الصراع مع الجزائر بسبب ملف الصحراء الشرقية، علما أن الجزائريين واعون أن هذا الملف لا بد أن يحسم في أقرب وقت ممكن". واستغرب القندوسي كيف أن الدستور الجديد، في فصوله 38 و42 و54، تحدث عن ضرورة استكمال الوحدة الترابية، وهذه بمثابة فرصة ذهبية للضغط على الجزائريين من أجل استرجاع أراضي الصحراء الشرقية". وزاد المتحدث موضحا أن "الوقت مناسب للتصعيد واسترجاع الحدود، والضغط على فرنسا لفض هذا الملف المسؤولة عنه بالحجة والدليل". إلى ذلك، كشف القندوسي، استنادا إلى مجموعة من الوثائق ينشرها لأول مرة، أن "صحراءنا الشرقية محتلة بنص الرسالة الفرنسية، ما يعني أن فرنسا تخلت عن أرضنا للجزائر بغير وجه حق وغادرتها مرغمة، وهذا النظام الجزائري ترامى على ملك الغير بغير وجه حق، ليس هناك اتفاقية بين فرنساوالجزائر تبيح لهما التصرف في صحرائنا الشرقية والعبث بخيراتنا شر عبث". وتعتبر الهيأة أن من حق المغرب لفت نظر بان كي مون، الأمين العام لهيأة الأممالمتحدة، ويفعل الشيء نفسه بالنسبة إلى الدولة الفرنسية، إلى موضوع الأراضي المغربية المغتصبة، التي تعترف الجزائر أنها استفادت منها عن طريق ما يعرف بالحدود الموروثة. وأضاف القندوسي أن "الرئيس الفرنسي وعدنا بأن يوافينا بعناصر الجواب عن كل ما كتبناه إليه لاستكمال الوحدة الترابية، الوجه الآخر للميدالية، خير دليل على نضالنا الطويل في مواجهة الاستعمار الفرنسي، وفي مواجهة الاحتلال الجزائري، فلا معنى لبقاء صحرائنا بعيدة عن مغربنا وعن دولتنا العلوية الشريفة. والمغاربة في صبرهم وجلدهم يعطون خير دليل عن بعد النظر وعمق الصبر وقوة الاحتمال لأن ما تعرض له المغرب من قبل النظام الجزائري لأكثر من 50 سنة يجل عن الوصف وتعداد مؤامرات واعتداءات وتقتيل واحتجاز وما إلى ذلك من مفاسد القيم التي يندى لها جبين الشيطان لهول ما ارتكبه النظام الجزائري في حقنا وما تعرض له أبناؤنا من مهانة وعار، ليس فقط في سجون الذل والعار التي أقامها هذا النظام الجزائري في صحرائنا الشرقية وفي بعض المدن الجزائرية كوهران والبليدة والجزائر العاصمة وفي غيرها كثير".