إن الطريقة القادرية البودشيشية، وهي تعلن عن موقفها الوطني والإيجابي من مشروع الدستور المعروض على الأمة، من أجل الاستفتاء الشعبي من خلال دعوة شيخها سيدي حمزة بن العباس للتصويت بنعم، لتؤكد أن موقفها هذا نابع من إيمانها الراسخ بأن هذا المشروع يعد رافعة فعالة لبلدنا، نحو آفاق المواطنة الدينامية المنغرسة في مقوماتنا وثوابتنا وهويتنا، وأنه تتويج لجملة من الخطوات المنهجية المسددة التي أطلقها جلالة الملك نصره الله في خطاب 9 مارس 2011، الذي وضع معالم واضحة في طريق نماء سوف يكون انتهاجه أيسر باعتماد هذه القواعد البيِّنة التي أرساها هذا الدستور المبارك، والذي تميز من حيث منهجية إعداده، ومن حيث شكله، ومن حيث مضمونه. فهذا الدستور قد نص على التشبث بالثوابت الراسخة لأمتنا، وكرس الطابع البرلماني للنظام السياسي المغربي في أسسه القائمة على مبادئ سيادة الأمة، ويعد الدستور مصدرا لجميع السلطات، فجاء بذلك ميثاقا وتعاقدا تاريخيا جديدا بين العرش والشعب، ومكرسا لإمارة المؤمنين الراشدة، والملكية المواطنة ومقام الملك المواطن، فكان بذلك أساسا متينا للنموذج الديمقراطي التنموي المغربي المتفرد. لقد وفى هذا الدستور المبارك بكافة تطلعاتنا المرحلية في وطننا العزيز بقيادة مولانا أمير المؤمنين أيده الله ، كما حصن تنزيلها على أرض الواقع بالنص الصريح على وجوب تعزيز آليات الحكامة الجيدة، وتخليق للحياة العامة، وترسيخ مبدأ المحاسبة. لكل هذه العوامل المتكاملة والمتناسقة؛ فإن الطريقة القادرية البودشيشية سوف تصوت بنعم صادقة على هذا الدستور وتدعو كافة المواطنات والمواطنين للتصويت بنعم. والطريقة من خلال هذا التصويت، تعبر عن موقفها، باعتبارها زاوية صوفية تؤمن بضرورة قيامها بواجبها الديني والوطني، متكاملة في ذلك مع مختلف مكونات المجتمع المغربي، دون قصد إعطاء هذا الموقف حمولة سياسية أو توجيهية ضد أي حزب أو جماعة سواء تعلق الأمر بالعدل والإحسان أو غيرها.. وسوف تعود الزاوية مباشرة بعد القيام بهذا الواجب الديني والوطني، إلى أورادها وأذكارها ووظيفتها التربوية الروحية الصرفة.