لم يفهم لحد الساعة المتتبعون والمهتمون بشؤون الفضاء السمعي البصري،المغزى من إعلان "فرانس 24" رفعها لساعات البث على قناتها الناطقة بالعربية إلى 24 ساعة من المغرب،بعدما رفعت منذ سنتين القناة الناطقة بالعربية بثها إلى 16 ساعة بدلا من الساعات العشر التي كانت تخصصها عند انطلاق القناة. فهل يعني هذا أن الجمهور المستهدف من القناة هو الجمهور المغربي الناطق بالعربية،والذي استقطبته فضائيات أخرى مثل "الجزيرة" و"العربية" وقناة "العالم" الإيرانية،أو حتى قناة "روسيا اليوم" الناطقة بالعربية وغيرها من الفضائيات الأخرى،لأن الجمهور المتفرنس /الفرنكوفوني يتابع القنوات الفرنسية الأخرى منذ أن عرف فضاء المغرب الهوائيات المقعرة منذ أزيد من عشريتين؟ فهل سيصبح مجالنا الإعلامي رهينة التبعية لفرنسا وتصبح العربية التي حاصرتها طوال سنوات الاستعمار وتابعت كل من كان يعلمها ويتعلمها،تحت حماية فرنسا فهذا أمر آخر ويستحق الاهتمام،خاصة وأن القنوات التلفزية المغربية وما تعانيه من انغلاق الأفكار والإبداع وسوء التسيير والتدبير المالي والفني والتقني تبقى عاجزة عن المنافسة؟ صحيح أن "فرانس 24" رغم محاولاتها استقطاب المشاهدين في شمال إفريقيا تبقى عاجزة عن منافسة القناة القطرية،ولا العربية،ليس فقط لأنها ليست لها نفس الأجندة الإعلامية،بل لأن فرنسا لم تغير من نظرتها للعالم العربي،ومازالت تتعامل مع المشاهد العربي بنظرتها الاستعمارية وباستعلائية لم ولن تمكنها من كسب ود المشاهد في شمال إفريقيا خاصة،ولا حتى ثقته،لأن لديه البدائل ويحسن القراءة بين السطور.لكن العيب واللوم ليس على القناة الفرنسية،بل علينا نحن لأننا تأخرنا كثيرا وتركنا الفضاء المغربي مفتوحا أمام كل التيارات والإيديولوجيات تتقاسمه كيفما شاءت،مع أننا لا ينقصنا لا الذكاء ولا الخبرة ولا المهنية وإنما الإرادة السياسية التي خسرنا بسببها الكثير،حتى تطاولت على ثوابتنا الوطنية وقضيتنا الأساسية فضائية تسمى ب"الجزيرة"،ولا نعرف بماذا يمكن أن تتطاول به القناة الفرنسية في المستقبل القريب.