بتواجدها في قلب المغرب العربي على مقربة من أوروبا،ولكونها شكّلت نقطة تقاطع طرق العديد من الملتقيات التاريخية وانفتاحها على العالم،تبقى وفية لروح الأخوة والتسامح وتتطلع إلى لعب هذا الدور داخل العائلة المغاربية الكبيرة. فإن الجهة الشرقية ستحتفل سنويا بالثقافة المغاربية عبر جميع مكوناتها،الموسيقى والغناء اللباس التقليدي وآخر صيحات الموضة وفنون الطبخ والسينما والمسرح وعبر تنظيم العديد من الموائد المستديرة والورشات العلمية،التي ستتم برمجتها للتعريف بالتنوع والغنى الذي يزخر به التراث الثقافي المغاربي. تحت شعار "المغاربيون الأندلسيون"،تحتضن مدينة وجدة يومي 17 و18 يونيو مهرجان "مغرب الثقافة"، الذي يتطلع إلى أن يصبح فضاء للنقاش والتعبير بين دول المغرب العربي،كما أنه يدخل ضمن إستراتيجية شاملة تم إعدادها من طرف جهة وجدة،قصد إعطاء دينامية جديدة للحياة الثقافية بالمنطقة الشرقية. والنسخة الأولى من هذا المهرجان ذات البعد الدولي ستعرف مشاركة العديد من الفنانين والمحاضرين،الذين سيناقشون الثقافة المتنوعة والخاصة لبلدان المغرب العربي الخمسة. وستحيي العديد من الفرق الموسيقية وبعض الفنانين من دول المغرب العربي سهرتين تتخللهما عروض غنائية،حيث وقع هذه السنة الاختيار على رواد مختلف الأصناف الموسيقية التقليدية لبلدان المغرب العربي،كالطرب الغرناطي والمالوف والموشحات والطرب الأندلسي.سهرة 17 يونيو 2011 يشارك فيها فرقة طرابلس للملحون والموشحات/ليبيا،ونوها داني دان من موريطانيا،والطرب الغرناطي من وجدة.وسهرة 18 يونيو 2011 يشارك فيها سليم فرغاني من الجزائر وسيرين بنموسى من تونس. وبموازاة مع ذلك،يتميز هذا المهرجان بتنظيم ندوة حول "البصمة المغاربية على التراث الروحي الأندلسي والإسلامي"،سينشطها محاضرون من جميع بلدان المغرب العربي،كعبد الباقي مفتاح (أستاذ العلوم الفيزيائية باحث في الصوفية ومختص في مؤلفات ابن عربي) بموضوع "تأثير الشيخ أحمد بن ادريس العرايشي على المغرب العربي والعالم الإسلامي"،ومحمد فالسان (باحث في الصوفية،مختص في الفكر الإسلامي والطرق التقليدية للفكر والتدريس) بموضوع "اقتفاء أثر ابن عربي:من مورسيا إلى المغرب العربي"،ومحمود الكطاط (أستاذ جامعي وباحث في الثقافة العربية الإسلامية، مختص في علوم الموسيقى خصوصا موسيقى الشعوب) بموضوع "الموسيقى العربية الأندلسية،البصمة المغاربية"،ومولاي هشام السعيدي (أستاذ باحث في الصوفية، شاعر وكاتب) في موضوع "دور بعض الرموز المغاربية الفكرية والثقافية في نشر الموروث الأندلسي"،وثورية لقبال (شاعرة ومترجمة باحثة في الصوفية. خريجة كلية علوم التربية). وقد وضع المجلس الجهوي للجهة الشرقية العديد من الأوراش الثقافية بغية دعم التراث الثقافي للجهة،وفي هذا الإطار صرّح علي بلحاج،رئيس المجلس الجهوي للجهة الشرقية،شهر يونيو 2010 في كلمته التي أعلنت عن إطلاق هذا المهرجان "لقد جعل المجلس الجهوي ووكالة تنمية الأقاليم الشرقية بشراكة مع الفاعلين المحليين والمؤسساتيين الخواص والعموم من الثقافة رافعة للتنمية وعاملا أساسيا للتقارب بين الشعوب،لأنه من الصعب إنكار الدور الذي تلعبه الثقافة في التنمية المستدامة، التي تمكن من لتحسين جودة حياة الأجيال الحالية والمستقبلية". جدير بالذكر أن مهرجان الثقافة المغاربية هو ثمرة اجتماع أولي نُظّم بتاريخ 19 يونيو 2010 بالسعيدية قصد دعم الإرث الثقافي المغاربي المشترك والتقارب بين الشعوب حول هذه الثقافة الألفية.