بصمة مغاربية على التراث الروحي الأندلسي والإسلامي تحت شعار «المغاربيون الأندلسيون»، تحتضن مدينة وجدة يومي 17 و18 يونيو مهرجان «مغرب الثقافة»، ويتعلق الأمر بالنسخة الأولى ذات البعد الدولي التي ستعرف مشاركة العديد من الفنانين والمحاضرين، الذين سيناقشون الثقافة المتنوعة والخاصة لبلدان المغرب العربي الخمسة. وستحيي العديد من الفرق الموسيقية وبعض الفنانين من دول المغرب العربي سهرتين تتخللهما عروض غنائية، حيث وقع، هذه السنة، الاختيار على رواد مختلف الأصناف الموسيقية التقليدية لبلدان المغرب العربي، كالطرب الغرناطي والمالوف والموشحات والطرب الأندلسي. وبموازاة مع ذلك، يتميز هذا المهرجان بتنظيم ندوة حول «البصمة المغاربية على التراث الروحي الأندلسي والإسلامي»، سينشطها محاضرون من جميع بلدان المغرب العربي. إضافة إلى ذلك، يتطلع هذا المهرجان إلى أن يصبح فضاء للنقاش والتعبير بين دول المغرب العربي، كما أنه يدخل ضمن استراتيجية شاملة تم إعدادها من طرف جهة وجدة، قصد إعطاء دينامية جديدة للحياة الثقافية بالمنطقة الشرقية. وقد وضع المجلس الجهوي العديد من الأوراش الثقافية بغية دعم التراث الثقافي للجهة، وفي هذا الإطار صرّح علي بلحاج، رئيس المجلس الجهوي للجهة الشرقية، في كلمته التي أعلنت عن إطلاق هذا المهرجان «لقد جعل المجلس الجهوي ووكالة تنمية الأقاليم الشرقية بشراكة مع الفاعلين المحليين والمؤسساتيين الخواص والعموم من الثقافة، رافعة للتنمية وعاملا أساسيا للتقارب بين الشعوب، لأنه من الصعب إنكار الدور الذي تلعبه الثقافة في التنمية المستدامة، التي تمكن من تحسين جودة حياة الأجيال الحالية والمستقبلية». جدير بالذكر أن مهرجان الثقافة المغاربية هو ثمرة اجتماع أولي، نُظّم قبل حوالي سنة بالسعيدية، قصد دعم الإرث الثقافي المغاربي المشترك والتقارب بين الشعوب حول هذه الثقافة الألفية. بتواجدها في قلب المغرب العربي على مقربة من أوروبا، ولكونها شكّلت نقطة تقاطع طرق العديد من الملتقيات التاريخية وانفتاحها على العالم، تبقى الجهة الشرقية وفية لروح الأخوة والتسامح وتتطلع إلى لعب هذا الدور داخل العائلة المغاربية الكبيرة. ودائما حسب علي بلحاج، فإن «الجهة الشرقية ستحتفل سنويا بالثقافة المغاربية عبر جميع مكوناتها: الموسيقى والغناء اللباس التقليدي وآخر صيحات الموضة وفنون الطبخ والسينما والمسرح وعبر تنظيم العديد من الموائد المستديرة والورشات العلمية، التي ستتم برمجتها للتعريف بالتنوع والغنى الذي يزخر به التراث الثقافي المغاربي.»