إنها صرخة صادقة تلك التي خرجت من حناجر أسرة متقاعدي القوات المسلحة الملكية و القوات المساعدة و أرامل الشهداء و أبنائهم أثناء قيامهم بتنظيم مسيرة احتجاجية يوم السبت 14 ماي 2011 . هذه الفئة العريضة من المواطنين التي ضحت بالغالي والنفيس في الدفاع عن حوزة الوطن ووحدته الترابية، خرجت من صمتها الطويل للتعبير عما تعيشه من أوضاع اجتماعية مزرية . و قد انطلقت هذه التظاهرة، والتي تعتبر الأولى من نوعها ، من أمام مقر قيادة تالسينت، مرددة النشيد الوطني، ثم جابت بعد ذلك أهم الشوارع و الأزقة بالبلدة. ومن خلال الشعارات المختلفة التي رفعها المحتجون تعبيرا عن معاناتهم المريرة التي كتموها لسنوات، أبانوا عن روح المسؤولية و الوعي و الوطنية التي تعلموها في صفوف الجيش دفاعا عن الحق ودرءا للمخاطر، رافعين كذلك مطالب من قبيل الزيادة في المعاشات و تحسين الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية لهم و لأبنائهم. علما بأن هذه الفئة العريضة من السكان التي يفوق عددها 500 أسرة بمركز تالسينت، لا يتجاوز سقف معاش الواحدة منها 1400درهم، لا ترقى لسد الرمق و الملبس ناهيك عن المسكن والتدريس والتطبيب في منطقة نائية تنعدم فيها فرص الشغل إضافية لهم و لأبنائهم من أجل عيش بسيط و كريم.