عرفت كلية العلوم بوجدة خلال الشهور الأخيرة تصعيدا خطيرا متزايدا، شكل مسلسلا كانت آخر محطاته الأحداث المؤسفة التي عرفتها المؤسسة يوم الإثنين والثلاثاء 8/9 مايو المنصرمين والمتمثلة في إغلاق مدخل الكلية في وجه أساتذتها ومحاصرتهم داخل أسوارها. وبدعوة من المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي، عقد أساتذة كلية العلوم جمعا عاما استثنائيا بمدرج " الفارابي" يوم الخميس 11 مايو لتدارس هذه الأحداث بكل مسؤولية وجدية والوقوف عند مستجداتها. كما ذكر من جهة أخرى، السيد الكاتب المحلي في كلمته الإفتتاحية بالاستفزازات والمضايقات التي تعرض لها بعض أساتذة الكلية أثناء أدائهم لواجباتهم البيداغوجية )التدريس والامتحانات( ، الشيء الذي أثر سلبا على العلاقة المتميزة التي تربط الاستاذ بالطالب والمبنية على الاحترام المتبادل والتقدير والتعاضد بين هذين المكونين الأساسيين على مستوى الجامعة المغربية. كما وقف السيد الكاتب المحلي عند أهداف هذا المسلسل الذي يستهدف تبخيس الجامعة المغربية ويتحامل، مستعملا كل الوسائل، لضرب آخر صرح لا يزال يقاوم من أجلها ويناضل ضد هذا المخطط المطروح الذي يروم القضاء على الجامعة العمومية لتدشين عهد جديد عنوانه تعليم عالي مؤدى عنه مقابل تعليم عالي عمومي ديمقراطي . وبعد نقاش جاد ومستفيض عبر الأساتذة من خلاله عن تنديدهم: 1 – بالتعامل الإستفزازي واللامسؤول الذي تعرضت له أستاذة من شعبة الفيزياء خلال حصتها البيداغوجية. 2 – بالسلوك العدواني واللاخلاقي الصادر عن طالب اتجاه أستاذان أثناء مزاولتهما لمهام حراسة الامتحان. 3 – بتمادي بعض الطلبة، من تأجيل الامتحانات لمواسيم عديدة، وصولا إلى إيقافها وانتهاك المساطر المنظمة لها والاستخفاف بها. 4 – بالطريقة العدوانية التي منع بها شرذمة من المحسوبين على الطلبة ، أساتذة كلية العلوم من مغادرة الكلية وكذا الالفاظ النابية الغريبة على الاوساط الجامعية التي تفوهوا بها. 5 – بالسياسات التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة والتي ركزت توجهاتها الاساسية على خلق وتشجيع مؤسسات ريعية زادت من بلقنة التعليم العالي وتعمدها تكديس الطلبة في مؤسسات بموارد بشرية ومادية هزيلة بغية التخلص من هذا القطاع الاستراتيجي. كما قرر الجمع العام ما يلي: 1 – خوض إضراب لمدة أسبوع يمتد من الاثنين 15 مايو إلى يوم السبت 20 مايو ويشمل تعليق جميع المهام البيداغوجية والعلمية والتمثيلية على جميع المستويات وإخلاء المؤسسة طيلة هذه المدة. 2 – مطالبة جميع المسؤولين تحمل مسؤولياتهم في إيجاد الحلول للمشاكل التي تتخبط فيها المؤسسة والجامعة عامة وصيانة حرمة الجامعة وكرامة الاساتذة الباحثين. وفي الاخير يهيب الجمع العام بجميع الاساتذة الباحثين، التعبئة من أجل الدفاع عن مهنة الاستاذ الباحث وعن نمو التعليم العالي العمومي، وينوه بالجهود الجبارة التي يقومون بها من أجل عرض تربوي، ومعرفي، وعلمي متنوع رغم الامكانات المحدودة ويدعو جميع مناضلي ومناضالت النقابة الوطنية للتعليم العالي إلى الالتفاف حول نقابتهم والتصدي إلى كل المؤامرات الظاهرة والمستبطنة ضد التعليم العمومي ومن يدافع عنه . النقابة الوطنية للتعليم العالي .