"أشرف والي الجهة الشرقية عامل عمالة وجدة أنكاد السيد محمد مهيدية بشكل مباشر على تدبير ملف إعطاء انطلاقة نادي للصحافة بالمدينة، حيث ينكب طاقم تقني على هذا المشروع النموذجي الثاني من نوعه وطنيا بعد نادي الصحافة بطنجة.. "، ذلك ما نشرته بعض المواقع المحلية التابعة لبعض أعضاء المكتب الحالي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة والتي أخبرت بتهييئ الأرضية والمجال الطوبوغرافي للمشروع، بتنسيق دؤوب مع الفرع الجهوي… إن مبادرة السيد محمد مهيدية لا يمكن للصحفيين إلا أن يثمنوها ويباركوها. و إنه لمن الاستغفال المرفوض أن ينسبها طرف آخر لنفسه ! وفي المقابل لا بد من تنبيه من يهمهم الأمر إلى ضرورة التفكير مليا في توسيع الاستشارة في مسألة تدبير هذا المرفق العام الذي يجب أن يستوعب الجسم الصحفي بكل أطيافه، و يكون بمثابة مركب ثقافي واجتماعي لأسرة الإعلام والصحافة بالجهة دون استثناء ولا إقصاء… وهو التصور الذي تقترحه اللجنة التصحيحية بقيادة الزميل رشيد زمهوط. فقد أكدت تجربة طنجة أن مثل هذه المشاريع يجب أن ترعاها جهات مسؤولة وأن تخضع لقوانين ومساطر صارمة. خاصة أن المكتب النقابي بوجدة متعثر و يعيش صراعات داخلية لا تؤهله لتدبير مؤسسة من هذا الحجم، الغرض منها استيعاب وتكوين وتأطير كل الصحفيين والطلبة الباحثين والمهتمين بالإعلام عموما. فكيف لمكتب لا يتواصل حتى مع منخرطيه أن يحقق التواصل مع جميع الصحفيين؟ لا بد إذن من فتح حوار صريح وشفاف بين جميع المهتمين حتى لا تتكرر تجربة طنجة وهي الأولى من نوعها بالمغرب. وفي غياب أي تواصل بين المكتب الحالي واللجنة التصحيحية بوجدة (سواء كانوا مهنيين مقهورين أو منتسبين غيورين مثلنا)، فإننا نحاول تلمس بعض المعلومات من هنا وهناك. فنقرأ مثلا في تجربة طنجة: "حسب القانون الأساسي المُؤطر لبيت الصحافة (بطنجة) باعتباره مشروعا في ملكية النقابة الوطنية للصحافة المغربية، فإنه يتأسس في هياكله على إطارين، الأول هو المجلس الاداري يرأسه نقيب الصحفيين المغاربة وعضوية الشركاء المساهمين في تمويل المشروع (وزارة الاتصال، وكالة تنمية أقاليم الشمال، جهة طنجةتطوان، الجماعة الحضرية لطنجة ومجلس عمالة طنجةأصيلة) بالإضافة لشركاء معنويين …، وشخصيات رائدة …." نفس الصيغة في التدبير يُراد اعتمادها في وجدة، وقد نقع لا قدر الله في نفس المشاكل إذا هيمن تيار التحكم على مجلس مؤسسة نادي الصحافة… وهو ما جعل الصحفي خالد مشبال ينسحب من إدارة "بيت الصحافة " بطنجة ، محتجا على محاولة هيمنة نقابة واحدة على المشروع. ورغم أن اللجنة التصحيحية بوجدة تضم أزيد من 20 منخرطا يتشبثون بعضويتهم في النقابة الوطنية للصحافة المغربية (ما لم نتوصل بغير ذلك من المكتب المركزي)، فإننا ننبه الإدارات العمومية إلى ضرورة التواصل مع جميع الصحفيين وإرسال بياناتها وبلاغاتها لنا بناء على حقنا كمراسلين صحفيين في الولوج إلى المعلومة، والتوقف عن إقصاءنا بناء على بلاغ السيد النقيب الذي نعتنا بالأشباح وبأشباه الصحفيين واعتبرنا مجرد "قطيع" سامحه الله. وها هو يُدخل فرع النقابة في النفق المسدود ويأمر المؤتمرين بمقاطعة المؤتمر الوطني و يُحمل مسؤولية فشله في التدبير للمكتب التنفيذي للنقابة ويعلن الحرب على الجميع وينسب لنفسه منجزات هي في الأصل دعم مادي للجسم الصحفي من مؤسسات الدولة (تذاكر العمرة لبعض المتقاعدين تفضل بها المجلس العلمي، ومشروع مركز الاستقبال هو إنجاز يُحسب للولاية والجهة والوكالة والوزارة الوصية ومُول من المال العام… "بميزانية ناهزت 7.5 مليون درهم ضمن مساحة تقدر 3000 متر مربع"). يذكر أنه يوم السبت 31 ماي 2014 ، تم التوقيع بمركز الدراسات على اتفاقية بين وزارة الاتصال وولاية الجهة الشرقية والجماعة الحضرية لوجدة، ومجلس الجهة الشرقية ووكالة تنمية أقاليم وعمالات الجهة الشرقية والفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية ومجلس عمالة وجدة أنكاد ومجموعة العمران، لإحداث "مركز تكوين واستقبال الصحافيين". و حسب مصادرنا الخاصة، فإن وزير الاتصال نبَه المسؤولين إلى ضرورة استفادة "جميع" الصحفيين من المشروع و عدم رهنه بمكتب نقابي معين. لنكن صرحاء: إن صحفيي وجدة أمام مكتب نقابي متعثر ومنقسم إلى تيارين. ولا زلنا ننتظر انعقاد المؤتمر المحلي الذي كان من المفترض أن يتم قبل المؤتمر الوطني الأخير بطنجة، ولم تُحسم بعد مسألة الانخراطات… وإذا استمر هذا الترهل التنظيمي، فإن بيت الصحافة إما سينحرف عن أهدافه السامية و يُدخل ما تبقى من الأقلام النزيهة إلى "بيت الطاعة" و يتبخر مفعول السلطة الرابعة بالجهة الشرقية، أو سيكون بيتا فخما وأنيقا، لكن بدون صحافة ولا صحفيين، على شاكلة العديد من المراكز والبنايات التي اهتمت بالشكل على حساب المضمون. ذ.محمد السباعي- مراسل التجديد http://www.pjdchark.com/news1937.html