شهدت مؤخرا رحاب الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالجهة الشرقية تنظيم لقاء تنسيقي ترأسه مدير الاكاديمية. وقد حضر إلى جانبه النواب الإقليميون ورؤساء المصالح والأقسام وممثلو رابطة التعليم، وكذا مديرو مراكز التكوين ومديرو المؤسسات التعليمية. وقد افتتحه مدير الأكاديمية بكلمة ترحيبية، موضحا أن هذا اللقاء جاء بتأطير مع الوزارة، والذي اعتبره منطلق حملة تواصلية للوقوف عند المكتسبات والمنجزات والإعلان على التدابير العملية التي يمكن أن تجعل من المؤسسات التعليمية في المستوى المطلوب. وقد اعتبر هذا اللقاء مناسبة لفتح باب المناقشة وتبادل الآراء حول القضايا التعليمية مع الحرص على صياغة مخططات عمل ، وعقبه قدم عرضا في موضوع: " تسريع وتيرة الإصلاح في أفق المدرسة المغربية الجديدة"، ذكر فيه بأهمية قطاع التربية الوطنية واعتباره من الأولويات الوطنية كما تطرق فيه إلى المهام الجديدة التي حددتها الوزارة والمتمثلة في ثلاث نقط أساسية وهي: أولا- استكمال أوراش الإصلاح ثانيا - تقييم شامل لمكونات منظومة الإصلاح ثالثا- تحديد معالم المدرسة الجديدة " مدرسة ما بعد زمن الإصلاح" بالتركيز على مفهوم فضاءات التدخل، وذلك وفق الخطة التالية: 1- فضاء الفصل باعتباره الفضاء الذي تتفاعل فيه عناصر العملية التربوية والهدف تحقيق تعاقد حول الحقوق والواجبات بين الملقن والمتعلم وإرساء خطة للتقييم المنتظم والمهارات المكتسبة وإرساء خطة لتقييم المهارات والمكتسبات والتصدي لظاهرة الغش ومراجعة ظاهرة الدروس الخصوصية، وإعادة النظر في أدوار ومهارات المدرسين مع مراجعة أنظمة التكوين الأساسي والمستمر ومعالجة مشكل الحصص والعمل على التقليص منها 2- فضاء المؤسسة عبر تعزيز قدرات هيأة التدبير وتطوير أساليب استقطاب الأطر إضافة إلى تعبئة وسائل لتأهيل الفضاءات التربوية 3- فضاء محيط المؤسسة وذلك بتوجيه الاهتمام إلى النقل المدرسي بوضع مخطط يستجيب للمتطلبات الضرورية ويواجه العقبات التي تعترض تحقيق هذا المكتسب وتعزيز الدعم لذوي الاحتياجات بضمان دعم اجتماعي لهم إضافة إلى العمل على معالجة بؤر الانحراف بطرح القضايا التي تدخل في هذا الإطار والإسراع إلى وضع مخطط لمجابهتها. 4- الحكامة الجهوية : باعتبارها خيارا في إطار اللامركزية وتعمل الوزارة على الاهتمام بهذا الموضوع ، وذلك بمراجعة التأطير التربوي ، وتحديث أساليب التقييم ، واعتماد نهج المحاسبة والشفافية في التدبير ، وإرساء ثقافة التنسيق ، وتفعيل آلياته ، والانفتاح الفعلي والملتزم ، والتواصل مع الفرقاء الاجتماعيين. 5- الحكامة المركزية بالعمل على مراجعة الأدوار والاهتمامات وتمكين المؤسسات من الموارد البشرية وتطوير الخبرة في استقطاب الشراكات وغيرها من الخطوات التي تسير في هذا الاتجاه. وقد اقترح جملة من المقاربات للمناقشة منها: إرساء ثقافة التقييم المنهجي والمنتظم لمكونات منظومة التربية والتكوين،وتحديث آليات وأدوات التقييم عبر إرساء ثقافة التقييم وتحديث آلياته وأدواته،وتحقيق الجودة عبر تمهين الفاعلين التربويين والإداريين وتشجيع المقاربات المبدعة والتعريف بها وتوسيعها واعتبار الفاعلية في بعدها الاستراتيجي،والإشراك باعتماد منهج التعاقد والإسهام في الإعمال والمحاسبة. كما حدد مجالات التفعيل التي يتم التركيز على الاهتمام بها منذ الآن. وهي:الحرص على الرفع من وتيرة العمل،وتأمين محيط المؤسسات التعليمية،والعناية بالتكوين المستمر،و التمكن من المعطيات والعمل على توظيفها،والحفاظ على الالتزامات المهنية،و استعمال التكنولوجيات الحديثة،و تغيير منهجية العمل،وتحديد جملة من القضايا النوعية من ذلك قضية الإدارة التربوية باعتبارها انشغالا مركزيا ورد الاعتبار للمديرين ثم تعيين مساعد المدير. وقد ركز في آخر مداخلته على أهم العمليات التي ستعمد الأكاديمية إلى تفعيلها،ك العناية بالإدارة التربوية،والاهتمام بمشروع المؤسسة،وخلق النوادي التربوية،وإحداث ثانوية الامتياز،وتحسين فضاءات المؤسسات التعليمية،وتقديم الدعم الاجتماعي،وتسيير المؤسسات،و التأطير التربوي،والأقسام التحضيرية. وبعد ذلك كان التوجه إلى طرح جملة من القضايا والانشغالات التي تطرق إليها الحضور في شكل أسئلة أو مقاربات بالتوضيح والتوجيه . من جهة أخرى،نظمت نيابة وجدة أنكاد كذلك بالمركب التربوي التعاوني ابن خلدون لقاء تواصليا حول دور مرصد القيم في الارتقاء بالسلوك المدني، حضره مدراء المؤسسات الثانوية التأهيلية والإعدادية ومؤطرو مرصد القيم بالمؤسسات التعليمية. يأتي هذا اللقاء كما أشار نائب وزارة التربية الوطنية ، لمقاربة تنمية السلوك المدني في علاقته بالمدرسة من أجل ترسيخ قيم المواطنة وفضائل السلوك المدني في الممارسات اليومية ولاسيما في خضم التحولات العميقة التي تشهدها المنظومات القيمية في عصرنا الراهن،وتعرض النائب للفلسفة العامة المتحكمة في إرساء هياكل مرصد القيم وعلاقتها بالمنظومة التربوية حيث أشار إلى الندوة الوطنية التي نظمها المجلس الأعلى للتعليم خلال أواخر ماي 2007 والرسالة الملكية الموجهة للمشاركين في هذه الندوة وماحملته من إشارات واضحة الدلالة. و عرف اللقاء ثلاث مداخلات الأولى للأستاذ بنعاشور أحمد بادي حول أهمية السلوك المدني والثانية للأستاذ الحسان بنعاشور حول مقاربة في مفهوم القيم والثالثة للأستاذ الحسين بادو في موضوع التربية على القيم في الكتاب المدرسي، وعرفت أشغال الورشات مناقشات جادة في المحاور المخصصة لكل ورشة،وخلصت إلى مجموعة من التوصيات منها:إشراك جمعية الآباء في تفعيل الدخول المدرسي لهذا الموسم،وتفعيل النوادي النشيطة بالمؤسسات التعليمية ذات الاتجاه الحقوقي،وإعطاء القدوة من طرف الأطر الإدارية والتربوية،ومناهضة كل الأنماط السلوكية التي قد تكرس مبدأ عدم تكافؤ الفرص بين التلاميذ،وتخفيف جداول الحصص للتلاميذ حتى يفسح المجال للأنشطة،والاهتمام بفضاءات المؤسسات التعليمية من حيث التجهيز والبنايات،والعناية بالعلم الوطني من حيث صفاء اللون ونقاؤه،والعمل على دمقرطة الشأن التربوي داخل المدرسة،وتأسيس ميثاق قيمي أخلاقي داخل المدرسة،وتطوير أساليب الشراكة والتعاون مع الجمعيات. عاما أن النيابة مازالت لم تعرف طريقها إلى التواصل الإيجابي مع مختلف وسائل الإعلام دون محسوبية أو زبونية،لأن الكثير من أنشطتها لايتم فيها إعلام رجال الإعلام إلا من رحم ربك...ويبقى الأمل معقودا على المسؤول المعين مؤخرا بقسم الإتصال،حتى مع المعرفة المسبقة بأن النيابة لن توفر له الموظفين اللازمين ووسائل الإتصال الحديثة كربط المكتب بالأنترنيت.