عمال شركة الغاز الوطني بوجدة يخوضون وقفة احتجاجية ضد الإجهاز على حقوقهم وضد تسيير المدير وتسلطه وخروقاته الخطيرة وأمره بجمع قنينات الشركات الأخرى ضدا على مصالح الشركة " هَزْ قْدَمْ وحَطْ قْدمْ/ المدير ما بغى يحشم" و" يا مدير يا مسؤول هاذ الشي ماشي معقول" و" يا مدير مالك مخلوع/ الإضراب حق مشروع" و" لا سقوط لا خضوع/ مطلبنا حق مشروع" تلكم بعض الشعارات التي رددها حوالي 25 من عمال شركة الغاز الوطني بمدينة وجدة، صباح يوم الخميس 11 دجنبر الحالي، في وقفة احتجاجية خاضوها من الساعة السابعة صباحا إلى التاسعة صباحا داخل مقر الشركة بمدينة وجدة، للتعبير عن سخطهم واستيائهم لأوضاعهم المزرية التي أصبحت تتفاقم يوما بعد يوم، وضد الإجهاز على مكتسباتهم وحقوقهم التي يضمنها قانون الشغل، وضد تملص الإدارة من الحوار، وتسلط المدير وشقيقه، وقهرهما، واستبدادهما، كما تشير إلى ذلك اللافتة المرفوعة إلى جانب الراية الوطنية،" عمال شركة الغاز الوطني، يستنكرون تسلط مدير الشركة، ورفضه الجلوس للحوار حول الملف المطلبي". " أنا عندي 57 عام وعندي 35 سنة انتاع الخدمة ومشيت للدارالبيضاء على 3 أيام ومنين جيت كلعلي البريم انتاع البيع... كال لي ما كملتش الشهر... واش يدير الميت كدام غسالو؟" يشتكي أحد العمال المقبلين على التقاعد بحزن وأسى عميقين" يدخلو مليون و400 ألف فرنك ومليون و500 ألف فرنك في النهار... يعطينا حقوقنا اللي عرفنها واللي ما عرفينهاش". ويوضح عبد القادر الجلطي الكاتب العام لنقابة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بوجدة؛ أن هؤلاء العمال يشتغلون منذ 1970 إلى 2006 بكل حرية، ونشاط، ومردودية، واحترام؛ إلى غاية حلول المدير الجديد" منير. ع" منذ سنتين حيث تولدت المشاكل، وتعددت الخروقات، وأجهز على حقوق العمال" المدير بقى يدير علينا مضايقات وبدل لي الخدمة ديالي اللي ما داخلاش في الاختصاصات نتاعي ما نقدلهاش ما عنديش التكوين انتاعها باش يقهرني ، كنت - شاف دو كي(Chef de quai)- وردني - كنترول (Contrôle)-،لا خاطر قدمت له الملف المطلبي...". واستطرد يقول، إن ما قام به المدير وسيلة لطرده، رغم أنه على مشارف التقاعد. وأكد العمال على أن الدخول إلى مكتب المدير يتم عبر تقديم طلب وانتظار الموافقة التي لن تكون أبدا. " أقسم لك أننا اشتغلنا بفرح كبير مع مديرين للشركة إسبانيين" فيليبي" و" دومينكو" وكان في العيد يعطينا 300 و400 ألف فرنك، وهاذ المدير ما اعطاش للعمال حتى حقهم اللي يسالوه بعرق كتافهم... خلى الناس بلا عيد... منين جا هاذ السيد هاذا نجيو للشركة بحال إلى غاديين للحبس... ضغط علينا وبقى يكرازينا يكرازينا حتى ما بقينا نقدو نخدمو حتى شي حاجة... واش ما كاين حتى شي سلطة اللي تهضر معاه؟ حتى مندوب الشغل رفضو يوقف معانا". لقد سبق أن عقد بعض أعضاء المكتب الإقليمي لعمال شركة الغاز الوطني بوجدة، المنضوي تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، لقاء يوم السبت 06 دجنبر2008 بمقر النقابة، بحضور الكاتب الإقليمي للاتحاد، تدارس خلاله مجموعة من القضايا، همت بالأساس مناقشة الملفات الكبرى التي تشكل أهم محاور الملف المطلبي لعمال الشركة، وكذا متابعة التطورات الحاصلة داخل الشركة، والرفض الواسع في أوساط الشغيلة؛ من خلال التصرفات المخزنية التي يعتمدها مدير الشركة مع أعضاء المكتب خاصة، ومع باقي العمال بصفة عامة، والمتمثلة في الإهانة، والاستهتار، والاستفزاز، والتعسف على العمال، ورفض الحوار مع ممثليهم، والتسلط في التسيير الإداري، والتصريح بعدم الاعتراف بأي جهة قانونية( السلطة- متفشية الشغل)، وقهقره بعض أعضاء المكتب النقابي دون سند قانوني، وتكليف بعض أعضاء المكتب بمهام جديدة لا تتناسب مع مؤهلاتهم، ولا تدخل في اختصاصاتهم، وذلك في خرق سافر للقوانين المنظمة المنصوص عليها في مدونة الشغل، وإنزال عقوبات تأديبية في حق العمال دون سند قانوني، ودون احترام المراحل المنصوص عليها في مدونة الشغل، وتهديد الكاتب الإقليمي بالطرد بعد قضائه 35 سنة من العمل داخل الشركة دون سند قانوني، وضرب عرض الحائط الملف المطلبي، ورفض الجلوس للحوار، وعدم الاعتراف بالاتفاقات السابقة مع الإدارة، والتمييز بين العمال في تطبيق الزيادة في مؤشر ارتفاع المعيشة، والزبونية في منع سلفات عيد الأضحى، وإقصاء أعضاء المكتب منها، وعدم احترام القوانين المنظمة، والمنصوص عليها في مدونة الشغل، كالتطبيب، والسلامة (غياب أجنحة الصحة والسلامة)، وإجبار العمال على الساعات الإضافية، وإجبار العمال بخرق القانون أثناء مزاولة مهامهم، خاصة في ما يتعلق بسحب قنينات غاز الشركات المنافسةramassage) )، وتدني أوضاع العمال منذ تعيين المدير الحالي بعد التحسن الذي عرفته مع المديرين السابقين. كما أشار العمال إلى أن المدير أعطى أوامره بنقل قنينات الغاز داخل سيارة نقل العمال إلى أحد المتاجر، ضاربا بعرض الحائط سلامة العمال وأمنهم ،مع العلم أن القانون يمنع ذلك منعا كليا . وفي تصريح للجريدة، يقول نور الدين محاور الكاتب الإقليمي للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، وعضو المكتب الجهوي، والكاتب الوطني لقطاع التجهيز والنقل،" هذه وقفة احتجاجية إنذارية، نتيجة رفض مدير الشركة، وتماطله، وتملصه من اللقاء، بعد طلبنا بتنسيق مع مندوب الشغل لمناقشة الملف المطلبي...". وأشار إلى أن العمال يتخوفون من انتقام المدير وطردهم، خاصة هؤلاء النقابيين كما سبق أن هددهم بذلك. وأعطى مثالا على ذلك بمحاسب الشركة الذي رفض أن يوقع له شيكا لفرع الشركة" ريبسون" في طور التصفية، لوجود محاسب معين من طرف الشركة الاسبانية." وقد اعترف المدير في حديث لي معه أن هذه المشاكل لم تكن من قبل إلا بعد مجيئه، كما أن شقيقه يتصرف وكأن الشركة -فيرمة ديالو- يخدمو العائلة فقط... كما قام بتشغيل شقيقه رغم أن لأبناء العمال الأسبقية في ذلك، كما كانت الحالة في عهد المديرين السابقين، إضافة إلى الزبونية والمقربين..." يستطرد الكاتب الإقليمي. وتساءل عما إذا كان المدير يرغب في الانتقام من الشركة، مع العلم أنه سبق أن كانت له تجربة مع شركة أخرى، وطرد منها لأسباب معينة. وقد رفض مدير الشركة التي يمتلكها الإسبان، والتي حلَّ بها منذ سنتين، أن يتحدث للصحافة، بل منعهم من الدخول، كما قام شقيقه الذي حلَّ بالشركة منذ 7 أشهر لإغلاق قنينات الغاز، وتم ترسيمه رغم أن هناك عمال قدماء، ولهم الأسبقية في ذلك، ليصبح الشقيق المدير الثاني للشركة، حسب تصريح العمال، والآمر الناهي داخلها، بطرد الأحداث المغربية، موضحا أن الأمر لا يهم الصحافة " علاش هاذ العمال ما يشاوروناش؟ علاش الصحافة بغات تكتب؟ واش ْيهَمْها في هذا الشي؟ أخرج علي من الشركة ديالي..." هكذا خاطب شقيق المدير مراسل الجريدة، طالبا من الحارس إخراجه..." لقد حوَّل المدير الشركة إلى ضيعة لأفراد أسرته..." يقول الكاتب العام للنقابة.