يقول المثل: " من جد و جد و من زرع حصد".. بعد سنة من الدراسة المتواصلة والاجتهاد والمثابرة، حان وقت الامتحان الذي فيه يعز المرء أو يهينه، فترى المكتبات مكتظة بالطلبة لتدارس بعض الأمور التي صعب فهمها.. فهذا يشرح، والآخر يستفسر، إلى أن يصلوا للحل الصواب.. كما هناك صنف آخر يفضل الاعتكاف في البيت بين أربع جدران، يحفظ ما كتب، ويراجع ما فهم.. تتفقده أمه كل حين بكأس عصير ،أو حليب، أو حلوى؛ لأن هذا النوع من الطعام يساعد على التركيز.. فتجد الشارع يخلو من تجمعات الشباب المعتادة، .. وطبعا، كل هذا من أجل النجاح في الآخر.. وبتقدير ممتاز، لهدف بلوغ المراد، وتحقيق الأحلام. لكن لحظة إن أنا صورت هدا السيناريو الذي كتبت على شكل فيديو كان ينقصه شئ و هو ملاحظة مهمة تكتب في مقدمة الفيديو "ممنوع المشاهدة من طرف المغاربة لانه كلام على ورق" نعم انه كلام على ورق لا يبت بصلة لواقع التعليم في بلادنا الحبيبة فنحن لدينا قواعد مخالفة للعادة مثلا عوض أن نقول "السنة أيام دراسية تتخللها عطل مدرسية" نقول "السنة عطل مدرسية تتخللها أيام دراسية "و مجموعة من شعارات التي لا تخفى عن أي مغربي لأنها أصبحت من الموروث الشفاهي لدينا و لنكون واقعيين فمشكل التعليم يشكل جرحا بليغا في جسد تنمية بلادنا و هو مجموعة من الأسباب المتسلسلة الناتجة عن قلة الوعي و الموضوعية وغياب الإستراتيجية الإدارية النظامية فان و ضعنا أهم ما يعاني منه التعليم في المغرب سنجد غياب البنية التحتية مما يسبب الاكتضاض و غياب الجزء التطبيقي من التعليم بالإضافة إلى ضعف المقرر الدراسي و ضعف مستوى رجال التعليم لكن كيف نحاسب رجال التعليم عن ضعف مستواهم و فقدانهم لمنهجية التعليم و هم أصلا تعلموا في مثل هدا الوسط فلا يمكن أن نطالبهم بمستوى أفضل مما تعلموا به ففاقد الشئ لا يعطيه كما لا ننسى أن العديد من رجال التعليم لم يلجوا هدا الميدان حبا في المهنة و إنما لجني قوت يومهم و يمارسوا حياتهم, و هنا أيضا يمكننا لمس عذر للحكومة فكيف لوزارة التعليم أن تقدم حوافز و ترفع أجور رجال التعليم و هم لم يقدموا لها أي نتائج فالاخد و العطاء مصطلحين متلازمين تلازم جدري لأنه لا يمكن أن يكون الاخد من دون عطاء و العكس صحيح و طبعا لا ننسى دور الطالب في هده المشكلة التعليمية فكيف لطالب أن يحمل هدا اللقب و هو لا تجمعه مع الدراسة سوى تلك الطاولة التي يرسم عليها كلمات الأغاني أو اسم إحدى زميلاته أو تلك الساحة التي يجعلها الطلبة مسرحا لإبداعاتهم الفنية بما جادت به أفكار بناتهم من نكت أو أغاني hip hop و طبعا سنجد عذرا لهؤلاء الطلاب فكيف نطالبهم بالاجتهاد و المثابرة و المقررات تجعل منهم آلة حفظ معلومات إلى حين تفريغها في الامتحان نهيك عن نفسيتهم و معنوياتهم المحطمة لما يشاهدوا من رقي للتعليم في البلاد الأخرى و ما ينتظر أصحاب الشهادات العليا من بطالة و لديهم أمثلة حية من أقربائهم و جرانهم الدين يجلسون في المقاهي أو أمام جدران البيوت يمارسون هوايتهم المفضلة و هي التبركيك و طبعا لا ننسى دور الأسرة في توفير الوسط الملائم لهد المشكل بغياب مراقبة الأبناء و إهمال جانب التعليم و محوه من المسؤوليات الملقاة على عاتقهم تجاه أبنائهم و غرس فكرة تحصيل النقط بدل العلم و بشتى الطرق الشرعية و الغير الشرعية مثل الغش و الذي نسميه "النقيل او التحراز"و هناك الوساطة عند الاستاذ فمثلا أب فلان نجار مبدع و أخر ما جادت به أنامله خزانة رائعة ستصبح أروع في بيت الأستاذ و هدا شرطي سيتجاوز عن مخالفات الاستاذ و هدا عامل بالبلدية و اللائحة طويلة و دائما يوجد مبرر و هو أن العمل جاري بهده الطريقة و إن امتنع احدهم فغيره لن يمتنع و طبعا نحن لا نحب أن نكون معزولين عن الجماعة فلا بد أن نسايرهم و هدا هو واقع التعليم في بلادنا الحبيبة لكن لحضه لو أن كل الطلاب مجتهدون و متميزون كيف لوزارة الشغل أن تتعامل معهم و توفر لهم فرص الشغل فان كانت تعاني الويلات في الوقت الحالي مع أن عدد الأمية كبير و الجريمة و الإدمان منتشر فلا بد أنها سترفع الراية البيضاء ادا محيت الأمية و أصبح شبابنا صالح و أفرغت السجون من سجنائها بل ستجلب الويلات على باقي الوزارات فلا بد أن يجد هؤلاء الشباب السكن الملائم تم التطبيب و الرياضة.......... و كنضرة شاملة لواقعنا الحالي يستحيل على وزاراتنا توفير هده الاحتياجات إلى في حالة تغيير الإستراتجية الحالية و تبني إستراتجية تسع طموح الشعب المغربي و طبعا توبة الوزراء و إرجاع الميزانيات المسروقة و هدا يطبق على من يليهم من رجال السلطة . فكما قلت المشكل متسلسل فمن التعليم نصل لصحة تم نصل للسكن و هكذا دواليب التغيير لا يمكنه أن يكون بين ليلة و ضحاها إنما هو عمل متواصل و جاد يحتاج أن يتكافل فيه الحاكم مع المحكوم لان الغاية واحدة و هي خدمة البلاد و تنميتها و لا داعي للحرب و التقتيل و التشهير فنحن إخوة ولسنا أعداء