ربيع الديك، مغربي عمره 32 سنة، وصل إلى" كيبيك" منذ سنتين ونصف.. هذا الشاب، هو رجل الأعمال الذي استقر في" بوص".. نموذج للمهاجر المندمج.. لديه الكثير في ما سيقوله حول هذا الموضوع.. ومما قال: " إذا غادرتَ وطنكَ لتعيش وسط أُناس آخرين، فأنتَ الأجدر بفعل مجهود أكثر.. حقيقة هناك أُناس عنصريون ولكن مثل هؤلاء نلقاهم في أي مكان في العالم، و ليس فقط لأننا نعيش في "بوص"." و يظن ربيع بأنه إذا كان بعض العنصريين الغرباء يشكلون سببا لليأس لدى المهاجر، فإن هناك مئات الأسباب تبعث الأمل للاندماج داخل "كيبيك." .. ففي أقلٌ من ثلاث سنوات في الكيبيك، استطاع ربيع أن يُكوّن رأيه الخاص حول السياسة هنا.. فمثلا، كان يُفضٌل الفترة التي كانت فيها الحكومة الليبرالية تشكٌل أقلية، حيث إنه كان بمقدور أحزاب المعارضة أن تدافع عن وجهة نظرها بشكل ملموس أكثر.. إذاً، يبدو ربيع الديك، المثل الأحسن للمهاجر المندمج الناجح؛ ويستغل دائما الفرص التي تُتاح له لاكتشاف ثقافة الآخرين، مع جعل الآخرين يكتشفون ثقافته. إن الرئيس الشاب لشركة إدارة العقارات ومديرها، يشارك بالفعل في عدة مشاريع إنسانية، من بينها عشاء مشترك في سان جورج يوم 11 أبريل. وقد مكّن هذا العشاء من جمع 1227 دولار لصالح شاب مقبل على عملية جراحية.. لقد عمل ربيع على تقديم الشكر للجهات الراعية والمتطوعين الذين استثمروا في هذه القضية. النقاب ففي ما يخصٌ حالة فتاةٍ مسلمةٍ في مونتريال، تريد أن تذهب إلى القسم بنقاب مغطاة على وجهها، قال ربيع ما يلي:" إن شجرة ساقطة تُحدث صوتا أكثر من صوت غابة تنمو.. إن الصحافة أعطت لهذه المرأة وقتا كثيرا، في الوقت الذي هناك آلاف المسلمين الذين يبذلون مجهودا لكي يحصلوا على مكانتهم كما ينبغي في مجتمعنا.. فكأننا لا نرى هؤلاء".. ويضيف قائلا:" كمسلم، أستطيع أن أقول بأن الإسلام دين للتسامح والسلام.. والإسلام لم يعط وصفا دقيقا للحجاب". يظن ربيع إذاً بأن هناك غُلو لدى الذين يريدون من المرأة أن تحجب يديها ووجهها. وأبعد من ذلك، أظهر لنا بعض شرائط الفيديو لمختلف الأنشطة الإنسانية والاحتفالات التي التقطها في المغرب في السنين الأخيرة، والتي تُبيّن كل النساء بوجه مكشوف أمام الملأ، ومهما كان سِنٌهن.. البعض منهن الأكثر ممارَسة للشعائر، يضعن نقابا فوق الرأس، والأخريات لا يفعلن ذلك. و يُذكّرُ ربيع بأن الأصوليين موجودون في كلٌ الديانات، وفي كلٌ الدول.. و يضيف بأن الحضارات القديمة أعطت للجمال الجسماني للمرأة فقط.. وعلى حسب قناعاته، فإن الإسلام والديانات العظيمة الأخرى، جاءت لتحرٌر المرأة من هذا الطوق، لكي نرى جمالها الداخلي و الروحي... إلخ. أضِف إلى ذلك، يؤكد بأن العمليات الإرهابية التي تُرتكبُ في بعض جهات العالم من طرف بعض الأصوليين هي حالات معزولة" ليست لها أي علاقة بالإسلام، أُقْسِم بالله على ذلك.. إن تربيتنا الإسلامية ليست لها أي علاقة مع ما نرى و ما نسمع حاليا.. إن لديهم أهدافا سياسية، لا علاقة لها بخدمة الإسلام.. هناك عصابات تكسب الأموال بفضل هذا"، يتابع ربيع.. التسامح ويختم ربيع الديك بقوله:" هناك فوارق في العالم.. إذا كُنتَ تحترم الآخر، والآخر يحترمك، فذلك عين الصواب.. مارس ثقافتك عندما تكون في منزلك، ولكن عندما تكون خارجا، افعل كسائر الناس.. ما يُحسبُ له ألفُ حساب، هو الكرامة الإنسانية، واحترام الإنسان، ومعرفة كيف نعيش مع الإنسان". عندما زُرنا ربيع الديك في منزله، مكّننا من اكتشاف الشاي المغربي، المتكون من حبّات الشاي، والنعناع، والسكر، وكذلك الحلويات المغربية، والكيبيكية.. ربيع مكّن الآخرين من معرفة ثقافته عندما كان يتابع برامج"الانجليزية - عمل" في مدرسة م. ج. ر. بودوان.