خلدت ثانوية المكي الناصري الإعدادية اليوم العالمي للشعر الذي يحل سنويا في 21 من مارس، وأثثت لهاته المناسبة بتنظيم مسابقة في القراءة والإلقاء الشعري للتلاميذ باللغتين، العربية والفرنسية، اعتمادا على ما درسوه في إطار المقرر الدراسي.. وللمناسبة الشعرية، وُجهت الدعوة للشاعرين، الأستاذين يحي عمارة، رئيس فرع كتاب المغرب بالجهة الشرقية، ومصطفى بدوي عضو نفس الفرع، كما حضر الأجواء الأستاذ عبد المالك مولود مفتش مادة اللغة الفرنسية، إلى جانب مصطفى لشكر أستاذ مادة الفلسفة، والأستاذة زهور العربي ممثلة للمركز الثقافي الفرنسي بوجدة.. كما حضر مجموعة من الأساتذة بثانوية المكي الناصري الإعدادية، وأساتذة إداريون بالمؤسسة، وأعداد من التلاميذ... بعد الافتتاح بآيات من القرآن الكريم، رحب مدير المؤسسة الأستاذ رابح بوعزة بالحضور، وعبر عن ارتياحه للفعل التربوي/ التعلمي الذي يؤسس له الأساتذة، رغبة منهم في دعم التلميذ بما يهيئه لاستشراف الآفاق الإيجابية، وخص الضيفين الشاعرين بمزيد من التقدير والشكر للدعم التأطيري المتميز... الأستاذ يحي عمارة، قدم الشكر، وسجل امتنانه لأسرة مؤسسة المكي الناصري الإعدادية للفعل الشاعري التواصلي الراقي، وعبر عن إحساسه بما عبر عنه بالشيء الداخلي المشتعل فرحا لاعتبار أن" ما نقوم به في هذا اليوم العالمي للشعر، هو أننا نخاطب شيئا ثمينا في عمق الإنسان.. نخاطب الروح التي يستمر الإنسان في حاجة إلى تغذيتها.. وأعتقد أن الشعر يلتقي مع هذه الفكرة التي أسسها أجدادنا، ونحن في دائرتها مستمرون.. ومن ثمة، فالأمة بلا شعر، هي أمة بلا روح.. والشعب بلا نقد يسير في التفه.. إذاً، علينا معانقة الكلمة الطيبة.. وفعلا، قد أنصتّ هذا المساء.. وبكل صدق، فإن الشعر سيستمر، وهذا جوهر هذا اللقاء/ الملتقى.. وما فعلته مؤسسة المكي الناصري، سيبقى في الذاكرة، وما تسجله الذاكرة، لا يمّحي.. إذاً، هنيئا لكم.. هنيئا لنا جميعا بهذا المحفل...". مفتش مادة اللغة الفرنسية، الأستاذ عبد المالك مولود، هنأ بدوره التلاميذ بالقول:" كنتم رائعين.. أشكركم، وأهنئكم للمجهود الكبير الذي بذلتموه.. وأتمنى أن أحضر عددا لا متناهيا من مثل هاته الأمسيات.. وأشكر كل طاقم مؤسسة المكي الناصري، وأشكر التلاميذ بالخصوص الذين أبلوا بلاء حسنا، والشكر أيضا للجنة التحكيم على سماحتها ودعمها، واحتفائها بتلاميذنا... وأقول إن المستفيد من هذه الأمسية هو الشعر قبل كل شيء.. هي الثقافة العربية الأصيلة.. هم تلاميذنا جميعا الذين أتمنى لهم كل التوفيق والنجاح، وأكرر شكري للأساتذة الذين ما فتئوا يناضلون، يجاهدون، ويعملون دائبين للوصول بكم إلى هذه الدرجة، وأتمنى أن تتكرر مثل هذه الأنشطة بهذه المؤسسة العزيزة علينا. بالمناسبة، وقبل أن يقدم الأستاذ مصطفى بدوي، نتائج المسابقة بين التلاميذ في مجال القراءة الشعرية، حيا الجميع بالنبرة والدلالة اللغوية الشاعرية... وحيا في التلاميذ روعتهم، وهم الذين منحوه بتعبيره " بعضا من رذاذ القصيد هذا المساء"... وإقرارا منه ومن الأستاذ يحي عمارة بالقيمة المضافة لأداءات التلاميذ/ قراءاتهم الشعرية، وببعد تربوي، وتشجيعي، خاطب التلاميذ بالقول:" النتائج بين يدي، وكلكم كنتم في القصيدة حاضرين.. وتحية خاصة للأساتذة الذين يدرسون هنا بهذه القلعة التعليمية، لأنهم منحونا القناعة بأن تعبهم، وجدهم، وتفانيهم في العمل، أعطى ثماره.. لقد كان حضور بعض التلاميذ فعلا مزلزلا لي.. استطاعوا أن يعكسوا عمل أساتذتهم، فاستغربت كيف أن بعضهم قادرون على المسك بتلابيب مخارج الحروف، وكان لبعضهم حضور مسرحي، له ثقله.. له وزنه.. لن أستثني تلميذا واحدا من الأصوات التي استمعنا إليها جميعا، واستمعت إليها اللجنة الكريمة.. كانوا كلهم في مستوى الحدث، وفي مستوى تمثيل مؤسستهم، وتشريفها أيما تشريف.. إنه انتصار بالدرجة الأولى لرجل التعليم الذي يقاتل داخل الفصل، وفي ظروف لا تخلو من صعاب، لكنه استطاع أن يثبت أنه بالإرادة، والعزيمة، والتفاني، والجد، والانضباط... قادر على أن يؤثث المدرسة العمومية بهذه البراعم التي أراهن على أنها قادرة على الذهاب والمضي بعيدا في عالم الإبداع والشعر... إذاً، كلكم فائزون.. أفهم هذه اللحظة التي تنتظرونها.. أعرف وطأها في قلوبكم.. كلكم فزتم هذا المساء.. كلكم كنتم في مستوى الحدث الشعري، وكنتم تطرّزون اليوم العالمي للشعر بحناجركم الضاربة في البهاء... لكن قانون اللعبة، لا يرحم، غير أنه يبقى رمزيا.. أؤكد أنكم جميعكم صعدتم إلى بوديوم الشعر، محتلين المراتب الأولى.. أقول هذا بكل محبة.. كلكم كنتم في المستوى، لكن كما أشرت قانون اللعبة يحتم أن نرتب الفائز الأول، والثاني، والثالث، و... لا يوجد فائز استثناء.. إن الفائز هو ثانوية المكي الناصري الإعدادية.. من فاز، هم تلاميذها، أساتذتها، وأطرها الرائعون. إذاً، كم هو جائر هذا القانون.. جائر.. كلكم فائزون.. لسنا في سباق خيول.. وليس في الشعر خاسر.. نحن في سباق لمعانقة وردة الشعر المستحيلة...". بعد هذه التوطئة/ الطمأنة الشاعرية، أعلنت لجنة التحكيم على لسان الأستاذ الشاعر مصطفى بدوي تتويج مجموعة من التلاميذ المشاركين، وضمنهم التلميذة أسماء عرباوي التي خاطبها الأستاذ بدوي مهنئا:" أسماء، ستراقص القصيدة.. سترقص مع ملاك الشعر، لا مع شيطان الشعر".. كما تم تتويج الطالب خرباش توفيق من المنظمة العلوية لرعاية المكفوفين الذي شارك تلاميذ ثانوية إعدادية المكي الناصري بقراءة شعرية من إنتاجه... الترتيب: فاز بالرتبة الأولى بالنسبة للثوالث: سهام لاركو من قسم الثالثة 5، مناصفة مع يوسف قروشي من قسم الثالثة 3.. ومن مستوى الثانية، فاز سفيان قيرة، ثم أسماء عرباوي من الأولى 2. وتتويجا للحفل الشاعري وبطلب من تلميذات وتلاميذ، وأسرة المؤسسة أتحف الشاعر يحي عمارة الجميع بقصيدته الشعرية المعنونة" سيدة الخلود"، كما شهدت المنسبة حفل توقيع آخر ديوان له:" لن أرقص مع الذئب" من منشورات اتحاد كتاب المغرب، تم إهداء نسخ منها للتلاميذ الفائزين.. وبدوره، أتحف الشاعر مصطفى الحاضرين بروائع من شعره، وكذلك قرأت الأستاذة زهور العربي، قصيدة باللغة الفرنسية من إنتاج سعاد شاوش أستاذة اللغة الفرنسية بالإعدادية...