.."أمر غير معقول هذا الخط السككي أصبح هاجسا يطارد الساكنة بدون التفاتة المسؤولين الذين يكتفون بالتفرج .." قال مواطن من حي التقدم بتاوريرت وهو يلوح بيديه ناحية أحد القاطرات، ثم استطرد: " حياتنا مهددة باستمرار بغياب أسباب السلامة بهذا الخط ..." . محنة حقيقية يعيش على نغماتها سكان أحياء آهلة بالمواطنين، ومنها حي التقدم والمختار السوسي بمدينة تاوريرت؛ من جراء الخطر الذي يحدق فوق رؤوسهم بانتصاب سكة حديدية بالجوار، حتمت عليهم المرور الإجباري عن طريق ولوج مغامرة تسلق العربات والقفز للوصول إلى الضفة الأخرى؛ رغم ما يشكله ذلك من خطورة خاصة على النساء والأطفال . البقية المتبقاة، بعامل العجز أو معاناة التسلق، تفضل اختصار الطريق باللجوء إلى الانحناء تحت القاطرات، وقد فتحت الأحضان لأمرين أحلاهما مر النجاة أو السقوط بين أنياب إحدى القطارات، خاصة أن مصدرا من عين المكان أكد بأن العشرات من المواطنين لقوا حتفهم، أو تعرضوا لجروح متفاوتة الخطورة. أسباب لخصها نفس المصدر في انعدام شروط السلامة، ومنها غياب ممرات خاصة بالراجلين، أو قناطر تجنبهم من الخطر الذي يزيد من حدته غياب إشارات ومنبهات تساعد المارة على تفادي وقوع الكارثة. هذا بالإضافة إلى عدم وجود سياج على جنبات الخط السككي إلى حدود دوار أولاد رمضان المنتصب بالقرب من الخط؛ حيث يوجد ممر غير محروس يطارد الساكنة بمعاناة يومية من احتمال وقوعهم في فخ قطار عابر. عربات مرابضة وأخرى متحركة، وبينهما يلعب المواطنون لعبة الموت بازدياد عدد الرحلات مع تضاعف المسافرين، يعانون بدورهم من محطة تفتقر لتجهيزات ولا ترقى إلى مستوى الأعداد المهمة التي تقصدها كنقطة تتوسط مدنا بشرق وغرب وشمال المملكة. تساؤلات من أطراف بالمدينة عن صرف المكتب الوطني للسكك الحديدية ملايير الدراهم، من أجل إنجاز محطات بعدة مناطق، أقل أهمية من مدينة تاوريرت التي تبقى تعيش من التهميش واللامبالاة على مستوى بعض الدواوير؛ في انتظار تشييد قناطر لفك العزلة عن ساكنة تذوق الويلات من هاجس قطارات تتربص بأرواح بني آدم، وتضربهم بمعاناة حقيقية على طول الخط الأسود. احتجاجات متواصلة تصاعدت من مواطنين طالبوا بحلول عاجلة للحد من أخطار سكة تحمل على متنها قنابل موقوتة من قطارات وعربات، تقتسم أطنان التذمر والاستياء الواضحين على وجوه معذبين، على حد قول الأطراف المذكورة التي عبرت بإلحاح عن ضرورة التفاتة جادة من المكتب الوطني للسكك الحديدية؛ من أجل وضع سياج يحمي الساكنة المتضررة، وكذا إصلاح المحطة وإنقاذها من الإهمال؛ حتى تكون في مستوى تطلعات ساكنة مدينة تاوريرت.