استقالات أعضاء المكتب المسير للمولودية الوجدية كانت سلبية، لأنهم تركوا الساحة فارغة أمام محمد لحمامي، فأصبح يفعل ما يشاء.. هو الرئيس المسير، هو المدرب، وهو الطبيب.. وهو كل شيء... محمد لحمامي كذب على الرأي العام الرياضي بخصوص طريقة التحاق اللاعب حبيب الله بالمولودية الوجدية عبر التاريخ الكروي، لم يكن لدينا أي إشكالية مع أي طرف كان، ولا مع الرؤساء السابقين للمولودية الوجدية... كانت الثقة هي ما يجمع بيننا لدرجة كبرى لا تتصور.. وكان يحدث أن تتواجد المولودية في وضعية تفرض عليها البحث عن لاعبين، اعتمادا على أنها كانت تفتقد من يعوض جيل لاعبيها الذين تقدمت بهم السن، وكنا نزودها ببعضهم... سنة 87، وقت المرحوم مصطفى بلهاشمي، كانت المولودية قد نزلت إلى القسم الوطني الثاني.. وبعده جاء الرئيس بنشعو الذي طلب منا مدّ الفريق بلاعبين، وفعلا، مددناهم بسبعة، من بينهم: الدرقاوي، مغفور، جميل، زعيمي، بلخيالات، لكحل مصطفى رحمه الله، بوسعادة أيضا رحمه الله... لاعبين استفادت منهم المولودية، ورغم أننا لم نستفد ماديا، على الأقل تعامل معنا مسؤولو المولودية الوجدية آنذاك معاملة حسنة لأن النوايا كانت نقية من الطرفين.. بمعنى أننا كنا نتعامل مع جميع رؤساء المولودية في نطاق رياضي، إلى حين عهد هذا الرئيس( محمد لحمامي)، خصوصا بعد أن أطل علينا بتصريحات كاذبة، وهي تصريحات تصدر من رئيس فريق في حجم المولودية الوجدية التي تعتبر من أعمدة الفرق الوطنية!! فيكذب على الرأي العام بادعاء أن اللاعب حبيب الله الذي سلمناه للمولودية، إنما فعل ذلك بمفرده بعد أن التحق بالمولودية يحمل أوراقه بيده!!؟... والحمد لله أنني حينما أريد الإقدام على فعل مهم بصفتي رئيس الفريق، فإنني دائما أستشير مع إخواني المتواجدين إلى جانبي.. وفي ذلك اليوم بالضبط، ذهبنا إلى خالد بنسارية نائب الرئيس لحمامي، وطمأننا بأنه هو الذي يضمن حسن التجاوب، وفعلا وضعنا الثقة فيه؛ لأنه لم يكن لدينا ثقة في الرئيس الحالي للمولودية، وقلنا أيضا إن الفريق هو فريقنا جميعا، ولا بأس... طبعا التحق اللاعب حبيب الله بالمولودية، ووعدنا الرئيس بأنه سيقوم بالواجب التعويضي؛ غير أن شيئا لم يكن؟! إلى حين تفاجأنا بتصريحه لإحدى الجرائد الوطنية، يدعي كذبا أن اللاعب التحق بالمولودية يجمل أوراقه في يده وبنفسه، كما قلت سابقا!؟.. كذب رغم أننا كنا خمسة مسيرين معنيين بقرار إلحاق حبيب الله بالمولودية الوجدية: عبد ربه، جدايني قاسم/ نائب الرئيس، سليمان بن ديدي... ورغم ذلك صرح بما صرح به؟!.. هذا حرام.. كيف ننتظر من مثل هذا المسؤول أن يعطي النتيجة المرجوة؟.. لن يثق فيه أحد حتى خارج الرياضة لأنه غير صالح للرياضة.. وبحكم أنني كنت أمينا للمال في فريق المولودية مدة عامين، وفي العام الثالث، جاء عبد المالك لهبيل من موناكو لتسيير المولودية نزولا عند رغبة غيورين، وفعلا تولى مهمة رئيس فريق المولودية، وبحث إلى جانبه عن رئيس منتدب.. اتصل بالدكتور محمد عمارة فرفض، ونفس الشيء بالنيبة للأستاذ بلكايد، فاتصل بمحمد لحمامي الذي قبل أن يكون رئيسا منتدبا.. وبعد ذلك، عقدنا ثلاثة لقاءات، وكنت أول من قدم استقالتي من المولودية رغم اتصالات كثيرة للتراجع عن قراري، حاول أصحابها إقناعي بأن" السي لحمامي" مزيان، غير ما تفاهمتش معه.. وراه يبغيك...". من بين تصرفات لحمامي المنفرة، أنه من بين تقريبا 25 مسؤولا كانوا بالمولودية، هو الوحيد الذي نطق، وبكلام غير مسؤول، لا يصدر إلا من إنسان لا ينتظر منه الخير.. قال لي: السي برابح، نريد أن تعطينا فكرة عن التسيير المالي بخصوص المولودية.. وفعلا قدمت جردا يتعلق بأجور العاملين، اللاعبين، الأدوية، التنقلات، الإطعام والمبيت... وتحدثت عن حسن نية، لكن، بماذا أجابني؟ قال لي:" هذا عمل مصرفي لا يصلح إلا لدكان صغير".. وكان ذلك كلاما لا يمكنني نسيانه طوال حياتي.. وبفعل هذا الجواب، لم أنم ليلتي إلا بعد أن كتبت استقالتي، وفي الغد تقدمت بها.. لأنني كنت واعيا، وأدرك حجم مسؤوليتي بفريق المولودية الوجدية الذي كان به لاعبون من مستوى جد مهم، من أمثال اللاعبين الجزائريين مزود، الرقاد، نكروز، الصالحي... وأمثال هؤلاء كانوا دائما يستأهلون معاملة في المستوى، وهذا ما كنت أفعله معهم، وقد تأثروا كثيرا بعد أن علموا قرار استقالتي.. .. ومن ذلك الوقت ولحمامي لاصق بالمولودية، وهاهي النتائج.. وأنا أومن أن الرجل الفعلي، يستقيل ولو وقف ضده عشرة أشخاص فقط.. وهذا باق ملتصقا رغم أن كل وجدة تتكلم به.. كل الشعب الوجدي لا يرغب في بقائه.. وبالنسبة لي فإن هذا السيد مريض.. ولو لم يكن مريضا، لما لصق بالمولودية بهذا الشكل المهين... تصوروا معي فريق الرجاء البيضاوي الذي وصل لإقصائيات العالم الخاصة بكأس الأندية، وأذاق المرارة لفريق ريال مدريد، وبعد أن رجع، وفي إطار البطولة الوطنية تعثر، فقامت مجرد شرذمة من محبي الفريق، واحتجت على رئيس الفريق، فاضطر لتقديم استقالته حين شعر بأنه غير مرغوب فيه.. غير أن نفس الجمهور الذي طالب بإقالته هو من طلب منه السماح، وعاد يطالبه بالعودة... أما عندنا، فالجمهور غير راغب في لحمامي، ويطالب باستقالته وهو لاصق؟!.. هذا حرام.. وهو سبب كل هاته النكسة الرياضية بالجهة الشرقية... مع تسجيل أن استقالات أعضاء المكتب المسير كانت سلبية، لأنهم تركوا الساحة فارغة أمامه، فأصبح يفعل ما يشاء.. هو الرئيس المسير، هو المدرب، وهو الطبيب.. وهو كل شيء...