شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    الدورة الثانية للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب 2024.. مشاركة 340 عارضا وتوافد أزيد من 101 ألف زائر    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    مقتل تسعة أشخاص في حادث تحطّم طائرة جنوب البرازيل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    جثمان محمد الخلفي يوارى الثرى بالبيضاء    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    ملتقى النحت والخزف في نسخة أولى بالدار البيضاء    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    اتهامات "بالتحرش باللاعبات".. صن داونز يعلن بدء التحقيق مع مدربه    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    "وزيعة نقابية" في امتحانات الصحة تجر وزير الصحة للمساءلة    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    تبييض الأموال في مشاريع عقارية جامدة يستنفر الهيئة الوطنية للمعلومات المالية    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    الأمن في طنجة يواجه خروقات الدراجات النارية بحملات صارمة    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التكفير والتهديد أسلوب لا شأن لي به وبيني وبينه جدار سميك كجدار سجن عكاشة
نشر في وجدة نيوز يوم 01 - 09 - 2014

في مقابلة صحافية مع الداعية محمد الفيزازي بوجدة
محمد عثماني
بمدينة وجدة، وبعد الندوة الفكرية التي أطرها بمدينة الناضور في موضوع:" الأمن الروحي أساس في الاستقرار والسلم الاجتماعي"، عقد الداعية محمد الفيزازي لقاء صحافيا، تحدث من خلاله عن قيمة الكلمة والصورة الإعلامية، وسرّ تردده على وجدة، وعلاقته بحزب النهضة والفضيلة، ورأيه في مقترح هذا الحزب لتخصيص كوطا للعلماء في البرلمان، وفي المشاركة السياسية لهم، وفي شيوع سلفيته وجهاديته، ودعمه للعدالة والتنمية في الانتخابات السابقة، وعن رأيه في تنظيم 20 فبراير، وما يصدر عن أحمد عصيد، وفتاوى الزمزمي، وأيضا عن وضعه داخل السجون المغربية، ثم طبيعة المشهد السياسي المغربي...
الأحداث المغربية واكبت اللقاء، وتقدم لقرائها المحتوى التالي:
في توطئة له للمقابلة الصحافية، تحدث ذ. محمد الفيزازي عن قيمة الكلمة والصورة الإعلامية، وفي هذا الإطار قال:" يجب أن تكون الكلمة مقدسة، أمينة، إذ يمكن أن نصنع بالواحدة علاقات إيجابية لا تقدر بثمن، وبالكلمة أيضا يمكن أن نخرب بيوتا... وما بالكم بالكلمة إذا دعمت بالصورة؟. إذاً، يجب أن تكون الكلمة خيراً لكل الناس ولو من غير المسلمين، ولو كانوا يهودا، أو نصارى، أو مجوسيين. الكلمة الحسنة أمانة على عاتق كل مسلم، وخاصة الذين يشتغلون بها." وقولوا للناس حسنا"( اكتبوا للناس حسنا). هو القول الصادق الذي لا كذب فيه، ذلك أن الإنسان بالكتابة يعبد الله، وهي مهمة رائعة جدا حين يكتب الإنسان ليوصل المعلومة ويقرب بين الناس، ويقدم الحقيقة ويبلغ الواقع. الإعلام هو القوة السياسية الأولى في العالم، أمّا تصنيفه سلطة رابعة، فهذا كذب. هذا كان في زمن ولى، بدليل أن أي سياسي حاليا، وفي كل العالم، سواء كان صغيرا، أو كبيرا، قبل أن يباشر عمله اليومي السياسي والاقتصادي... لا مفر له من أن يطلع على الصحف. إنها صانعة الرأي. تصنع الشخص الذي يفوز، أو لا يفوز. هي المدعمة لتوجه معين، لسياسة معينة، لحزب معين. لذلك، فأصحاب" الشكارة" كما يشترون الضمائر، يبحثون عن شراء أصحاب الأقلام، وهذا يحيل على أنه مادام الرأي يصنعه المال الذي يمتلكه فلان وعلان، فلا حرية ولا ديمقراطية".
س: ما السر في ترددك على مدينة وجدة، وعلاقة هذا بحزب النهضة والفضيلة؟
ج: لدي ثلاثة إخوة بوجدة، وبها أيضا أكثر من ثلاثين بيتا من الفيزازيين، وأنا أزورهم من حين لآخر، أما عن حزب النهضة والفضيلة، فلم أتعرف على أمينه العام خاليدي محمدين بوجدة، بل عرفته بطنجة حين حضر سبّاقا لزيارتي في بيتي بعد خروجي من السجن، الزيارة التي كانت اللبنة الأولى لبناء علاقة طيبة وحميمية وأخوية...
س: ما رأيك في مقترح حزب النهضة والفضيلة لتخصيص كوطا للعلماء في البرلمان؟
ج: هو مقترح مهم، وأنا أدعمه لاعتبار أن البرلمان تمثيلية للأمة، ولابد أن يكون في هذا المجلس مجموعة معتبرة من أهل العلم؛ لأن الشعب المغربي شعب مسلم، ولا يمكن أن يسير خطوة واحدة بدون علماء، ومن ثمة، لا بد أن يكون لهم نصيب من المقاعد داخل مجلس الأمة، وهذه فكرة جميلة جدا أؤيدها، وأشد على عضد أخي خاليدي في هذا الشأن.
س: هل أنت مع، أو ضد أن يشارك أهل العلم في الشأن السياسي؟
ج: السياسة دين، والدين سياسة ، وما دامت السياسة اهتماما بالشأن العام، وهي لجلب المصالح، ودرء المفاسد عن الأمة، فأعتقد أن الاهتمام بالشأن العام هو من صلب الدين، ومن ثمة فلابد للعالم أن يهتم بالسياسة، لكن السياسة التي تبقيه على نفس المسافة مع الأحزاب السياسة، وجميع الشرائح المجتمعية لأنه يمثل العلم الشرعي الذي يجب أن يبلغه للجميع، وحتى يتسنى له ذلك، يجب أن يتحرر من الجميع كي يصل إلى الجميع. إننا في المسجد نمارس السياسة، فحين أخطب في موضوع 20 فبراير، فأنا أمارس السياسة، وعندما أخطب في عيد العرش فأنا كذلك أمارس السياسة، وفي مناسبة عيد الشباب أيضا... لكني أمارسها في شقها الإيجابي بالشكل الذي لا يخالفني فيها أحد من المصلين ورائي، فلا يجب أن أتحدث عن حزب سياسي لذاته لأن الناس سينفضون من حولي. إن الداعية أو العالم، أو الخطيب على المنبر، حين يتحدث في المسجد في موضوع سياسي يحمل لونا معينا، فالاشتغال بالسياسة يكون شيئا سلبيا، يهدم، ولا يبني، وإذا كانت السياسة من النوع الباني الذي يتفق عليه الشعب، تجمع ولا تفرق، فهي من صلب عمل الداعية إلى الله. السياسة ليست على إطلاقها، ولكنها السياسة العامة التي لا تعطي التزكية لحزب دون آخر، أو لبرنامج دون آخر على منبر المسجد، ومنبر المسلمين، لا منبر هذا الحزب، أو ذاك. لهذا أنا أقول ولا أخشى في ذلك أحدا إنني أؤيد الظهير الأخير لأمير المؤمنين من أجل منع الدعاة والخطباء والعلماء من الاشتغال في السياسة للاعتبار الذي قلته؛ لأن هذا من شأنه أن يصون هذه الأمة ويوحدها...ذلك أن مجالات تزيين الأحزاب والبرامج الحزبية، ومناصرة هذا الحزب أوذاك، تكون خارج المسجد وبيوت العبادة، لكن بعض الأحزاب السياسية تعتمد أحينا بعض الوجوه وهذا قدرنا جميعا، وهو موجود في جميع أنحاء العالم في المجالات السياسية، في الانتخابات الرئاسية، إذ يحاول كل مرشح ما أمكن أن يستميل إليه الوجوه المشهورة في الرياضة، وما علاقة الرياضة بالسياسة؟، في الفن، والرقص، والنحت، ويشاركون في الحملة الانتخابية مع المرشح؛ لأن الوجه المشهور في أي مجال كان، له أتباع ومريدون. مثلا كوني صديقا لمرشح معين يفيده في أن لي ناسا يحبونني في كل مكان، وسيحبون هذه المرشح؛ لأن صديقك صديق صديقك. سيحبون الحزب الذي ينتمي إليه، وسيشاركون في الانتخابات بالتصويت الإيجابي عليه، وهذه هي طبيعة العلاقات.
س: عُرف عنك، أو قيل عنك بأنك ساندت حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية الأخيرة. الآن تطرح فكرة أن يكون لأهل العلم مكانهم في المؤسسة التشريعية، فإذا فسح المجال لأهل العلم وأنت منهم للمشاركة السياسية، فهل هذا يعني أنك اخترت مسبقا اللون السياسي الذي تتقدم به؟
ج: منذ أن خرجت من السجن، كنت فكرت في الالتحاق بالعدالة والتنمية، أو النهضة والفضيلة، أو أؤسس حزبا جديدا، وفي النهاية اخترت أن أكون رجل دعوة، لا رجل دولة. أنا الآن رجل دعوة مع وزارة الأوقاف، وأهيء سلسلة طويلة جدا من الدروس الفكرية على القناة السادسة، وقد سجلت معها إلى الآن 20 برنامجا ستبث قريبا. برامج فكرية تتحدث في ما كان يعتبر طابوهات من قبل، ولا أتحدث في المجالات الفقهية على جلالها. أتحدث في الخلافة والسلفية والجهاد في سبيل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإمارة المؤمنين، والحاكم... وإذا اخترت السياسة، فسأتخلى عن المنبر كمبلغ، ولن أتخلى عن المسجد كمصلٍّ، وبما أن المغاربة توافقوا، ورأوا أن رجل المنبر يجب أن يعتزله إذا أراد أن يمارس السياسة، فذلك لا يضر، وأنا أوافق عليه، وأصفق لهم.
س: ذكرتم مصطلح السلفية وأنتم معروفون بأنكم من رموز السلفية الجهادية في وقت معين، قبل ما قيل إنها مراجعات فكرية خرجتم على إثرها من محنة السجن.. والحديث عن السلفية يستدرجنا إلى الحديث عن الواقع الحالين عن دولة الخلافة الإسلامية داعش، فقد علمنا أنكم هاجمتم مباشرة ما يدعى خليفة الدولة الإسلامية، ورغم ذلك فهذا لا يمنع من أن لكم مسؤولية معنوية؛ ما دام بعض أتباعكم يوجد في جبهات القتال في سوريا، والعراق، وكان لهم بك ارتباط فكري وروحي.
ج: الفيزازي قبل السجن، صنع منه أنه سلفي جهادي. أريد له ظلما وعدوانا أن يكون سلفيا جهاديا، وحيكت حوله مؤامرة فكرية، ووضع على الصفحات الأولى لبعض الجرائد المتطرفة العلمانية على أساس أنه أمير الدم، وشيخ التكفير... وصنع رأي عام آمن أن هذا الشخص هو فعلا سلفي جهادي تكفيري... فهل هي الحقية؟ الجواب: لا. لم أكن سلفيا جهاديا، ولا سلفيا أصلا. أتحدى أن يثبت لي أي شخص كائنا من كان أنني كنت يوما ما شخصا سلفيا. كتبت حوالي 20 مؤلفا، وألقيت المئات من المحاضرات، وكتبت المئات من المقالات، ولم أذكر ولو مرة واجدة أنني سلفي، ولا أنني إسلامي أيضا، فأنا لست إسلاميا، كما أني لا أعارض من يتبنى أنه إسلامي بحكم أنه مصطلح مميز. أنا مسلم مثل الجميع، وقد كتبت هذا حوالي 35 سنة في جريدة النور مع الدكتور الخطيب رحمه الله. كتبت أول مقالة في حياتي بعنوان:" مسلمون أم إسلاميون؟"، وأثبت بما وصلت إليه من دليل أننا مسلون لا إسلاميون، والله يذكرنا 40 مرة في القرآن بأننا مسلمون ومسلمات، ولم يذكر أننا إسلاميون، فهل أقبل مع هذا أن أكون إسلاميا؟، ثم إن الله تعالى قال" إن الدين عند الله الإسلام" ولم يقل إن الدين عند الله السلفية، ولاسيما أن السلفية الآن مصطلح ملطخ، معناها التكفير، داعش، القاعدة، الغلو في الدين... لهذا أقطع رأس الحية، وأعلن أنني لست سلفيا، وبملء فمي أقول لكم: محال، وألف محال، ويستحيل، ولا يمكن البتة، وبالقطع، أن يصلي أمير المؤمنين خلف رجل إرهابي قتال، قتل 44 واحدا. لا يمكن. والذين نسجوا حولي ذلك الثوب القبيح، المشين، الإرهابي، الخسيس، كذبوا. الآن، بعد صلاة الملك خلفي في المسجد، لم يعد لأحد يحب ملكه ووطنه، وثوابت الأمة، أن يتوهم أنني من السلفية الجهادية، أو كنت من السلفية الجهادية.
أما عن المسؤولية المعنوية، فهي كلمة مطاطة، وما معناها؟. هل أنا لا أومن بالجهاد؟ والله إنه يجري في دمي، ودم كل مسلم ومسلمة. الجهاد دين، ونحن نؤمن بالجهاد في سبيل الله، وأنا الآن من الذين يجاهدون في هذه البلاد المغربية العزيزة مع أمير المؤمنين، ومع المخلصين في هذا البلد. أجاهد الفقر، والتخلف، والمرض، والمحسوبية، والرشوة، والفساد، والاستبداد، وهي الأعداء. لكن، هل الذين يمارسون الجهاد مثل داعش يجاهدون فعلا في سبيل الله؟. إنهم لا يجاهدون في سبيل الله. إنهم يقتلون في سبيل الشيطان. جماعة من الناس يقتلون ويغتالون، ويشوهون الدين، والغربيون يلتقطون الصورة بأناقة، وجمال، ويروجون لوحشية" المجاهدين". هل يوجد عندنا في الإسلام قطع الرقاب والرؤوس، وإهداء الأحزمة الناسفة للزوجات كما فعل أحدهم من المغرب؟. متى كان خطف السياح جهادا في سبيل الله؟.. فأن يمارس الدين ممارسة إرهابية سفكا للدماء، وتشكل عصابات باسم الخلافة، أو باسم الدولة الإسلامية... فهذه عصابات، وهؤلاء خوارج، وفقههم بعيد كل البعد عن الفقه الإسلامي، فقه الجهاد في سبيل الله. إذاً، تحملي للمسؤولية المعنوية هو كلام في الهواء، لا قيمة له.
إن المراجعة الفكرية مطلوبة من كل واحد له بضاعة فكرية في الساحة. كلنا مطالبون بالمراجعة، لكن الأسف أن تطلب المراجعة من" الإسلاميين"، ولا تطلب من الآخرين؟. لماذا لا يطلب من عصيد، ومن المثليين، وأكلة رمضان... أن يراجعوا أفكارهم؟. أولائك تدخل أفكارهم في إطار الحريات العامة، أما أهل العلم فهم فقط من يجب أن يراجعوا أفكارهم، رغم أنني لا أجد ضيرا في أن أراجع أفكاري، وأنا أعلن أنني راجعت أفكاري، ولم أتراجع. كنت مسلما، وما زلت مسلما، وعقيدتي هي عقيدة كل المغاربة المسلمين. ما تراجعت عنه أعلنت عنه في مؤتمر صحافي كبير بعد خروجي من السجن، أعلنت بكل أريحية واطمئنان أنني تراجعت عن أسلوبي الخشن، والجاف، والمتنطع مع أهل العلم في الشرق، وفي الغرب، وتراجعت عن تضليلي للأحزاب الإسلامية التي كنت أعتبرها أحزابا ضالة فكريا وسياسيا، وأنها لن تقدم شيئا لهذه الأمة، وأنا فخور بهذا التراجع، وتراجعت عن الأحزاب السياسية الأخرى أصلا: عن حزب الاستقلال، والاتحاد الاشتراكي... ورجعت إلى الحقيقة. أنا تغيرت في هذا، وأنا فخور بذلك.
تعلمون أنني زرت الإخوة في حزب الاستقلال، وشاركتهم حفل 11 يناير، مع ذ. شباط، ولشكر، مع أنني أخالفهم في عدة أمور فكريا وسياسيا، لكن يجمعني بهم حب الوطن، وقواسم مشتركة، وثوابت. صحيح، حينما يتحدث لشكر في تعدد الزوجات، أو الإرث... فأنا لا أتردد في أن أقول له تجاوزت الحدود، وأنت تتحدث في مجال ليس مجالك. تحدث في السياسة، وفي القانون، وهذا شأنك، علما أن لهذه الأمة مؤسساتها، والمجالات الدينية يجب أن تبقى لأهلها حتى نحترم التخصصات. نعم، تراجعت، وحتى السياسة الأمريكية تراجعت. زارني موظفون بالسفارة الأمريكية ثلاث، أو أربع مرات ببيتي، وصرحوا لي بأن زيارتهم تدخل في إطار تصحيح السياسة الأمريكية، وبأنهم فتحوا أبواب الحوار مع كل الفرقاء، سواء كانوا علماء، أو أحزابا سياسية؛ بشرط واحد هو ألا يكونوا مؤمنين بالعنف والإرهاب، ومع هذا، فلا بأس من الاختلاف إذا حصل. ثم، هل الغرب الآن هو غرب ما قبل 15 سنة؟.. ومن جملة ما تغير لدي شخصيا أن نظرتي للدولة كانت سوداوية تماما، لا أرى من خلالها إلا السلبيات، ولا أرى لها إيجابية واحدة. الآن تغيرت نظرتي لها فأرى أن لها من الإيجابيات ما لا يعد ولا يحصى في كل المجالات، وطبعا، لا أريد أن كون منافقا لأقول إن الدولة المغربية وصلت مستوى الدانمارك، أو النرويج، أو كندا... وإلا فأول من سيسخر مني هم رجال الدولة. سيقولون إن هذا الشيخ" مهبول". إذاً، أنا لست جاحدا لأحكم على المغرب بالصفر فقط، ولا أريد أن أكون أيضا جاحدا. دولتنا فيها من الإيجابيات الشيء الكثير، ومن السلبيات كذلك، وأنا أدعو بصفتي مواطن مغربي قبل أي شيء آخر إلى أن نكون نحن المغاربة على قلب رجل واحد من أجل الدفع إلى الأمام، وتوطيد، وتحصين تلك الإيجابيات والحسنات، حماية لها من جهة، ثم للدفع بها إلى الأمام، ولمحاربة الخلل وما أكثره في كل المجالات. لقد تغيرت، وأنا أحب ملكي، وإذا كان هذا عيبا، فأنا أفخر بهذا العيب، وكل واحد حر في ما يراه. كنت أبغض الحسن الثاني رحمه الله، ربما كنت مخطئا، لأن له أيضا إيجابيات، فهو باني سدود ومصانع، وطرق سيارة... لكن وهذا ظلم مني كنت أطمس هذه الحسنات.
أنا تعرفت على الملك، وكنت أعرفه وليا للعهد ، وأكرمني بصلاته، وعرفته إنسانا، وفي فترة وجيزة، عرفت فيه من التواضع والأخلاق الشيء الكثير... وأنا حر في أن أحب هذ الرجل، وأنا فعلا أحبه.
س: هل من الممكن أن تتخلى عن الدعوة مقابل اقتحام المجال السياسي؟، ثم، ألا تعتقد أن عصيد، وأمثال عصيد لهم مبادىء، ويعتقدون أن ما يقولونه حق. فهل معتقداتهم بالنسبة لك هي خطيئة توجب التكفير؟
ج: يجب أن نعرف أولا ما معنى الدعوة؟، فمثلا حين أمارس السياسة، وأجتهد في إيصال حق إلى أرملة ويتامى، فأنا أيضا أمارس الدعوة، فالسياسة بهذا المعنى ليست هدفا، بل هي وسيلة. بالسياسة يمكن أن تخدم الأمة، وحين يكون لك برنامج سياسي لخدمة مجتمعك فأنت تمارس الدعوة كذلك، وأنت باق فيها، وحين يتخلى الواحد عن المنبر ليمارس السياسة، فهذا فرار من قدر الله إلى قدر لله نسميه سياسة.
بالنسبة لأحمد عصيد، فهو نعم يحمل أفكارا خاطئة، بل، وخطيرة أيضا، وهادمة لمقومات الأمة. إنه حين يقول إن الإسلام أصبح متجاوزا الآن، فهذا هجوم على مليار ونصف من المسلمين، وليس فقط على 25 مليون مسلم مغربي. أنت حرّ ما لم تضر، وأنت الآن أستاذ أحمد عصيد تضر. عندما تتهم الرسول( ص) بأن رسائله إلى الملوك كانت إرهابية، ويجب ألا تعلّم في المدارس لأن في ذلك تعليما للإرهاب والعنف في مدارسنا، فأنت تضر. أنت تتحدث في ما تجهل، وليس من تخصصك الطرح، ولا الشرح، ولا التحليل، ولا التفنيد لكلام النبي، ولا لكلام الله عز وجل. هذا شأن أهل العلم، والمؤسسات العلمية... ثم إنني أتحدث عن نفسي، فأنا لا أهدده، ولا أقصيه، ولا أستبعد محاورته، وقد حاورته وناظرته عدة مرات، وعلى رؤوس الأشهاد حاورته لأربع ساعات بإحدى كليات الرباط، وحاورته على مرأى ومسمع من العالم بالقناة الثانية، وحاورته في المبنى البلدي في القنيطرة، ودعاه من دعاه إلى طنجة لنتحاور، وهرب بدعوة أنه مهدد، وأنا أيضا مهدد، والآن كلنا مهددون. داعش لا بارك الله فيها تهدد الجميع. إذاً، تكفير عصيد هو شأن المجلس الأعلى، وهو من شأن الأحكام السلطانية التي يفتي فيها أهل الحل والعقد، ولنا والحمد لله مؤسسات كبرى عظيمة يرأسها أمير المؤمنين بالمجلس الأعلى، وعندنا قضاء شرعي... لأن التكفير يؤدي إلى الاستتابة، وإلى إقامة الحد، وهذا لا شأن لي به، لكني كداعية إلى الله عز وجل الذي أعطاه الحق كي يكون حرا في التعبير، هو الذي أعطاني الحق أيضا لأكون حرا في التعبير، وأزيد عليه أن من واجبي الشرعي أن أواجهه بالبينة. أفكاره ضالة، خاطئة، هي تهجم على الإسلام، على دين الأمة، على الرسول(ص)، على لغة القرآن، تهجم على هذا الشعب، وربما حتى على الوحدة الترابية، وهو يعطي بعض الحق، أو كله للانفصاليين باعتبار أن له آراء، إلخ... فأنا أعارضه، وأعارض أمثاله بكل قوة، لكني ضد من يهدده، ويطلق الأحكام الجاهزة لأن هذا شأن المؤسسات التي أشرت إليها.
هذا عصيد ليس هو الوحيد، يوجد عصائد كثيرون، ولكن أحمد عصيد هو ربما الناطق الرسمي باسم الفتنة، فالذي يجعل الإسلام في جهة، والأمازيغ في جهة أخرى، أليس مخبولا؟. الأمازيغ مسلمون حتى النخاع، وهم الذين أبلغوا الإسلام إلى أعماق إفريقيا والقارة الأوروبية. عصيد من سوس، فهل معه فيها واحد من علماء سوس العالمة؟. أنا عربي، وأجزم أن كل علماء سوس معي، ومع هذا فأنا لا شأن لي في ما لحق به لأنني ألزم نفسي بالحوار، والبيان، وإظهار شريعة الله، وإظهار عوار أفكار معينة، لا سيما إذا كانت تضرب الثوابت. هل أحمد عصيد ضد المثلية؟. الجواب: لا. وهل أنا ضد المثلية؟. الجواب: نعم، إي وربي، إلى يوم الدين. هل عصيد مع الأكل في رمضان في الشارع؟ نعم. وهل أنا ضد؟ والله أنا ضد. أنا أتصور أنني من بناة هذا الوطن، ويدي مع كل بان وحام لهذا الوطن. لنا ثوابت ثلاثة، لا نقاش معي فيها: الدين الإسلامي، الوحدة الترابية، ومؤسسة إمارة المؤمنين، وفي أي مجال آخر فمرحبا للنقاش، وقد نختلف ولا يضرني الاختلاف في شيء، لكن لا للطعن لي في ديني الذي هو دين المغاربة، ودين كل المسلمين، وفي الوحدة الترابية لأنها الأرض التي أمشي عليها، وتظلني سماؤها، وآكل من خيراتها، والملك هو ضامن استقرارها، وتعايش الشعب من عرب، وأمازيغ وحسانيين... ولذلك كان شعار البلاد:" الله، الوطن، الملك"، فعن هذه الثوابت، لا مجال للقول إنني حر، أعبر كيف شئت، أما من يكفّر، ويلعن، ويتوعد، ويهدد... فهذا أسلوب لا شأن لي به، وبيني وبينه جدار سميك أكثر من جدار سجن عكاشة
س: نود أن تتحدث شيئا ما عن تجربتك داخل السجون؟
ج: هي من أيام سوداء لا بصيص من نور فيها، إلى أيام بيضاء لا نقطة سوداء فيها إلا الأقفال. عشت لسنوات عيشة خمس نجوم، وكنت أحسن منكم يخاطب الصحافيين والفرق بيني وبينكم كان هو الأقفال، رغم أن السجن سجن ولو في قفص من ذهب، لكن كنت في بحبوحة من العيش يا سلام أما خلال السنوات الأولى، فساعة واحدة في سجن الزاكي تنسي الواحد في أمه وأبيه، وأهله وولده، وبلا ضرب أو سباب، فأنا لم يسبني أحد، ولم يضربني أحد، لكن السياسة العامة داخل السجن هي القاسية" شيبتني الزاكي وأخواتها"، فالناس استقبلونا في السجن على أساس ألا علاقة لنا بالدين، وما نحن إلا مختبئون وراءه. الموظف ينظر إلي كرجل منافق، ولا علاقة للحيتي وما معها بالدين" يا ولد الحرام يا عدو الله". إذاً، عنده بغض شديد في قلبه، ويرى فيَّ قتالا، مجرما فجر الدار البيضاء، وقتل إخوته، والمغرب كان بلدا استثنائيا، والملتحي هو من أراق الدماء. إذاً، هذا الموظف بالسجن الذي يقفل أبواب السجن في وجهك، وعنده هذا التصور عنك، ولو رآك تقرأ القرآن يقول" يا ولد الحرام أنت تقرأ القرآن يا عدو الله"، ولذلك كان المصحف ممنوعا عنا لمدة أربعة أشهر في سجن أبي غريب. أنا أفهمهم. يقولون كيف أعطيك المصحف وهو كتاب مقدس، كتاب رب العالمين، لا أعطيكه يا إرهابيا لتدنسه، وتتظاهر لي بأنك تقرأ القرآن الكريم. طبعا، أنا لا أقول إن ما فعلوه فينا يستحق أن ندعو لهم بالخير، ولكن لأبين أنها كانت أياما سوداء عشناها. والله يجازي أمير المؤمنين خيرا، إذ منذ 2005، بعد تصريحه لجريدة البايس حين قال لأول مرة إن الملف عرف تجاوزات، بدأ الانفراج، حتى الصحافيون الذين لهم كرامة بدأوا يتحركون بعد أن كانوا يخشون الكلام في الموضوع لأنهم وجدوا سندا، فدخلوا من هذا المنفذ الملكي، وتصوروا أن المحامين رغم أن وظيفتهم هي الدفاع عن السجين كائنا من كان، كانوا يتهربون، وكانت زوجتي تتصل بالمحامي فيعتذر بعدم القدرة على مباشرة الملف. إذاً، الصحافي لا يتكلم عنك، والمحامي لا يدافع عنك، وموظف السجن فكرته عنك أنك قتال، والمواطنون بالشارع شحنوا، فحين يسمعون مثلا أنه حكم على الواحد بثلاثين سنة، يكون ردهم" قليلة على ولد الحرام" لأنه هو أيضا مشحون، لكن حينا سمعوا تدخل" سيدنا" بدأوا يتحدثون عن إمكانية أن يكون من بين السجناء مظلومون، ثم بدأ اليقين يصلهم، ورأينا أن ناسا كبارا في الدولة قالوا بوجود مظلومين...، وأنا كنت رئيس أزيد من 1200 مضرب عن الطعام في كل سجون المغرب، وهذا لم يشهد المغرب مثله من قبل، إلى أن قررت الدولة طي هذا الملف بصفة نهائية، بشكل قانوني تدريجي، عن طريق العفو في كل المناسبات، إلى أن وصل العدد 318 معفوا عنه، لكن حدث أن وقعت كارثة المخدع ليعود الشكل للصفر، رغم أنني أعتقد أن الملف حُلَّ ابتداء من 2005.
بعض الإخوان في 20 فبراير يقولون أخرجناك من السجن، وأنت الآن تكفّرنا، وأنا لم يحدث أن كفرت أحدا، وحين خرجت من السجن، خرجت" بوجادي"، ومن بعد علمت أن من بين ناس 20 فبراير من يدعون إلى المثلية وهي في ظاهرها كلمة طيبة لكن حين يتعلق الأمر باللواط، وبممارسات نستحيي من ذكرها في الثقافة الشعبية، آنذاك تتضح خطورتها، ثم إن منهم ناسا أرادوا أن يفطروا في رمضان في الشارع العام، وفي مثل هاته الحالات، وكأي غيور على دينه، قلت إنه على هذه الحركة أن تطهر نفسها من هؤلاء، وربما هم معدودون على رؤوس الأصابع، ورغم ذلك، أقول ليست حركة 20 فبراير هي التي أخرجتني من السجن لأنها لو كانت هي من فعلت، لأخرجت المتبقين في السجون.
س: ما صحة ما يقال من أنكم ضمن لجنة وساطة تتفاوض مع وزارة العدل من أجل حل نهائي للمعتقلين من السلفية الجهادية الموجودين إلى الآن في السجون؟
ج: هذا كلام غير صحيح نهائيا، وبالمرة.
س: وكيف تقرأون فتاوى الزمزمي...؟
ج: كاد هذا الأستاذ إذا لم أقل بالجزم يتخصص في نوازل الفراش، يعني في فقه السرة، وفتاواه هي في كثير من الأحيان نوع من الفرجة، بحيث بعض الصحافيين، بعض" الشويطانيين" يبحثون عن تأثيث الجريدة، أو المجلة، أو الموقع الإلكتروني... من أجل كسب القراء، فيذهبون إلى هذ الشيخ، ولا يسألونه إلا في الإثارات: في علاقة الرجل بالمرأة، وعن حالة جنسية معينة، وعن المرأة التي تتوحم على الخمر، وهل يجامعها كذا، وهل...؟. لقد قلنا لهذا الرجل ألف مرة بطريقتنا لأنه لا صداقة تربطنا به: هناك من الصحفيين من يضحكون عليك، وإذا كان لابد وسألك سائل في هذه القضايا، فأجبه هو، ولا تنشر جوابك ليصير فرجة، وبدلا من أن تكون بانيا، وداعيا إلى الله، تصبح مسخرة، وكذلك كان للأسف، وشخصيا، حصل أن سألني صحافيون غير ما مرة عن مسألة جنسية، فكنت أحيلهم على" ذلك المتخصص" متهكما لأنني لا أعتدي على التخصص.
س: هل المشهد السياسي الحالي المغربي، له الدور الفعلي الذي يطمئن الشعب بصفة عامة؟
ج: المشهد السياسي كأي مشهد آخر اقتصادي، وثقافي، واجتماعي... له، وعليه. في كل المجالات يوجد ما هو إيجابي، وما هو سلبي، وهو مشهد ربما ما يجيبنا عنه هي الانتخابات المقبلة، وأنا أتوقع في هذه الانتخابات أن تتغير الخريطة الحزبية في المغرب، وقد تصبح الأحزاب الكبيرة صغيرة، والصغيرة تصير كبيرة، مع تحالفات واردة مؤثرة، غير أن البقاء للأصلح. أيضا، هو مشهد فيه خلل كبير، لاسيما على المستوى الخلقي، فأنا يؤسفني أن أشاهد بعض الرموز السياسية تتراشق بألفاظ ما كان ينبغي أن تكون. هذا الحزب يتهم الآخر وهو سلفا يعلم أنها تهم باطلة...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.