نظمت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان المخيم الحقوقي العاشر باعدادية علال الفاسي باوريكة ما بين 9 و 20 يوليوز تحت شعار "مستقبل الشباب رهين باحترام حقوق الإنسان " . لقد شاركت في المخيم على مستوى التاطير إلى جانب مجموعة من المناضلات والمناضلين ، فأتيحت لي الفرصة للتعرف على مجموعة من الأصدقاء الجدد ، كما تعرفت على منطقة اوريكة عن قرب ، وشاهدت حقيقتها بدون مساحيق الإعلام الرسمي . يقع حوض اوريكة في منطقة الحوز ، وهو من المناطق الخلابة التي تستقطب السياح المغاربة والأجانب ، بحكم ما تزخر به المنطقة من صور أخاذة : مياه منسابة رقراقة ، جبال مكسوة بأشجار متعانقة ومتحابة ،بساتين ممتدة على لمح البصر ، مغارات عذراء لم تكتشف من قبل الاستغواريين بعد ، مآثر تاريخية لازالت شاهدة على حكايات الوطنيين والخونة في زمن القائد الكلاوي . إن المغاربة لا يعرفون عن اوريكة إلا تلك الصورة النمطية التي يسوقها الإعلام الرسمي ، وهي صورة تتوخى التسويق والاستهلاك الإعلامي ،تلك الصورة التي تبرز اوريكة على أنها منطقة جميلة تغري بالزيارة ، تحتوي على ما تشتهيه العين من مناظر خلابة وما يشتهيه البطن من مأكولات متنوعة كالمشوي والك *** والطجين والطنجية والحرشة والمسمن .....الخ بيد أن من يزور منطقة اوريكة سيقف على البون الشاسع بين الصورة التي يتم تسويقها عن اوريكة والتي تتصف بالعجائبية والغرائبية وبين الواقع البائس . فاوريكة كما شاهدتها لا تختلف في شيء عن مناطق المغرب العميق ، واليكم بعض ما عاينت من خروقات : أولا : إن الماء ينقطع عن الساكنة ازيد من 16 ساعة في اليوم رغم أن المنطقة تحتوي على مخزون مائي مهم على مستوى الفرشة المائية أو المياه الجارية ، وهذه المفارقة ذكرتني ببيت شعري يصف الجمال التي تموت عطشى في الصحراء والماء على ظهرها محمول . ثانيا : لا توجد شبكة الصرف بعدة تجمعات سكنية كبرى ، مما يجعل السكان يتخلصون من سائل التطهير عبر قنوات مكشوفة تمر بين الأزقة ، مما يتسبب بإضرار خطيرة للساكنة ، ويتسبب في تلوث البيئة ومياه الشرب . ثالثا : بعد المرافق الاجتماعية عن الساكنة مما يحرمهم من عدة حقوق كالحق في الصحة والتعليم والشغل والوثائق الإدارية ...كما أن بعض المناطق البعيدة يحرم المواطن فيها من بعض الحقوق المدنية كالحق في الهوية والحق في الزواج الموثق والرسمي . رابعا :تعسفات الإدارة على المواطن وهو ما يولد الإحساس بالخوف من كل ما يرمز للإدارة ، فالمواطن بعيد عن استيعاب تصالح المواطن مع الإدارة لأنه لا يلمس أي تصالح . خامسا :مجالس منتخبة لا تأبه لمشاكل المواطن ، وتنظر إليه من أبراج عاجية ، لا تنزل منها إلا عند اقتراب موعد الانتخابات . سادسا : تجمعات سكنية غارقة في الظلام , وطرقات محفورة ، وهشاشة كبيرة في البنيات التحتية . هذه بعض الأشياء التي التقطتنها أثناء تواجدي لمدة قصيرة في اوريكة ، ومن خلال هذه المشاهدات أريد أن ابعث بالرسالة التالية : إن منطقة اوريكة التي تذر العملة الصعبة على خزينة الدولة ، لا زالت ساكنتها تعيش في ظروف صعبة .