ونحن على أبواب إنطلاق الشطر الثاني من البطولة الإحترافية للقسم الأول، الإستعدادات جارية، وكل الفرق جمعت حقائبها بعد فترة استعداد دامت تلاثة أسابيع. الجميع الآن في إنتظار صافرة الحكم، الذي يعتبر عنصراً مهماً في اللعبة، والرقم الأصعب في معادلة الكرة، فهذا الحكم بيده أن يربح فريق ويقصي آخر عن سهو أو عن سوء نية. فالشطر الأول من البطولة الإحترافية عرف إحتجاج فرق عديدة على مستوى التحكيم، بدعوى حرمانها من نقاط مباريات عدة بسبب أخطاء تحكيمية واضحة للعيان، ومنها من رفع تظلمه للجامعة عن طريق رسائل يبينون فيها أخطاء بعض الحكام إتجاه فرقهم. لهذا الغرض، وكما إستغلت الأندية فترة الإستراحة بين الشوطين للإستعداد الجدي للظهور بوجه مشرف خلال الجولة الثانية من البطولة الإحترافية، ارتأت المديرية المركزية للتحكيم الدخول في معسكر تدريبي تخللته اختبارات بدنية للحكام بمعهد مولاي رشيد بالمعمورة، وذلك للوقوف عن مكامن الخلل داخل منظومة التحكيم بغية الظهور بوجه مشرف خلال ما تبقى من بطولة هذا الموسم، وتوج ذلك باجتماع ترأسه السيد فوزي لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم حضره أعضاء المديرية المركزية للتحكيم وكذا حكام النخبة، الإجتماع تطرق في مجمله للوضعية المادية للحكام، حيث تم الرفع من قيمة تعويضات الحكام بنسبة خمسون بالمائة، وكذا العمل على تيسير وسائل النقل بالنسبة للحكام وذلك من خلال خلق شراكة بين الجامعة والمكتب الوطني لسكك الحديدية. كل هذا جيد ولا يمكننا إلا تتمينه، لكن ليست هاته الحلول وحدها كفيلة بالرفع من مستوى حكامنا، فأصحاب البذلة السوداء ما أحوجهم اليوم إلى التكوين والتكوين المستمر بطرق بيداغوجية حديثة تساير المعايير الدولية. مسألة التكوين تم التطرق لها خلال هذا الإجتماع، حيث إلتزمت الجامعة ببرمجة معسكرات تدريبية دورية للحكام قبل بداية كل موسم رياضي، وهذا غير كاف حيث يجب على الحكام القيام بتداريب طيلة السنة داخل العصب الجهوية وتحت إشراف المديرية المركزية للتحكيم، الشيء الذي يحيلنا على سؤال عريض وجوهري، هل للمديرية المركزية للتحكيم الأطر الكافية والكفاءة للقيام بذلك، سؤال حاولنا طرحه على السيد يحيى حدقة مدير المديرية المركزية للتحكيم لكن هاتفه ظل يرن دون إجابة، نتمنى أن يكون المانع خير.