يبدو أنّ جورج قرداحي الذي لطالما تغنى بثقافته وانسانيته في العالم العربي، يواجه اليوم موقفاً صعباً بعدما أعرب العديد من النشطاء السوريين والعرب على المنتديات ومواقع الانترنت عن سعادتهم بقرار "MBC" بإقصائه عن برامجه نهائياً بسبب موقفه من الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها معظم المناطق السورية. علماً أنّه اعتبر أن ما يجري في سوريا مؤامرة خارجية تدعمها وسائل إعلامية عربية وأجنبية. وقد ذكرت المحطة أنّها ستؤجّل عرض برنامج "أنت تستاهل" الذي كان يُفترض أن يعود به الإعلامي اللبناني إلى شاشتها ضمن شبكة البرامج الجديدة بين عيدي الفطر والأضحى. وأشارت إلى أنّ البرنامج سيقدمه مذيع آخر بعيداً عن قرداحي. ويبدو أن الإعلامي اللبناني نسي أنه يعمل في مجموعة إعلامية تضمّ قناة "العربية" التي انتقد أداءها بشكلٍ مبطن في أحد اتصالاته مع التلفزيون السوري. إذ قال إنّ هذه المؤامرة لم تعد خافية على أحد، خصوصاً أنّه ككل السوريين والعرب يشاهدها عبر بعض وسائل الإعلام "المغرضة" سواءً العربية أو الأجنبية التي تضخّم الأمور عمداً، وتكرّر أخبارها المضخمة. لكن بعد تصريحاته التي وضعته على قائمة "العار" والهجوم الكبير الذي تعرض له، وتراجع شعبيته في العالم العربي ككل ، غير خطابه معلنا أنه متضامن مع الشعب السوري ، وأن موقفه فُهم بشكلٍ خاطئ في الأيام الماضية. وأضاف أن اهتزاز الوحدة في سوريا قد يؤثر على الأوضاع في بلده، وفلسطين والأردن ودول الخليج. وأضاف أنه ضد إراقة نقطة دم واحدة من دماء الشعب السوري، مشدداً على أهمية السماح بالاحتجاجات السلمية في الشارع، ودعمه الشخصي للديمقراطية وحقوق الإنسان وتداول السلطة. كما دعا السلطات السورية إلى العمل على تنفيذ وعود الإصلاحات، وسحب الجيش من جميع المدن، وترك الناس يتظاهرون بسلام. لكن موقفه الجديد هذا لم يسعفه، إذ أعلنت "MBC" موقفها صراحةً لتصبح أول وسيلة تنفذ قراراً بحق اسم أُدرج على "قوائم العار".