قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن المجاعة في الصومال والقرن الأفريقي مشكلةُ الإنسانية جمعاء وامتحان للحضارة الغربية، وأبدى خيبة أمله لحجم التبرعات التي جمعت في لقاء إسلامي في إسطنبول. ووصل أردوغان يوم الجمعة 19 غشت إلى مقديشو في زيارة استمرت يوما واحدا، مصحوبا بأفراد من أسرته ووزراء ورجال أعمال ونواب وموسيقيين. وزار مخيما ميدانيا أقامته بلاده، ومستشفى سابقا حُوِّل إلى قاعدة عسكرية، وتريد أنقرة إعادته إلى مهمته الأصلية. وقال في مؤتمر صحفي مع الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد إن المجاعة "ليست مشكلة تركيا، بل مشكلة الإنسانية قاطبة. المأساة هنا هي امتحان للحضارة والقيم الراهنة". وأعلن رئيس الحكومة التركية من مقديشو عن افتتاح سفارة بالصومال تساهم في تسهيل عمليات الإغاثة، ووعد بالمساهمة في بناء البنية التحتية بما في ذلك تأهيل المستشفيات وبناء المدارس وحفر الآبار وإعادة شق الطريق بين مقديشو ومطارها. انتقاد الغرب كما انتقد أردوغان الدول الغربية لأنها لا تفعل ما يكفي للقضاء على المجاعة، وأبدى خيبة أمل لما توصل إليه لقاء لمنظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول تعهد بتقديم 350 مليون دولار إلى الصومال، وقال إن ما جُمع لم يرق إلى آماله. وأبدى الرئيس الصومالي امتنانه لمساعدات تركيا، التي تبرعت قبيل الزيارة ب150 مليون دولار لمنكوبي الجفاف، وتسعى لتعزيز علاقاتها بالقارة الأفريقية عموما. وأردوغان أرفعُ مسؤول غير أفريقي يزور هذا البلد الذي يعاني نحو أربعة ملايين من سكانه من جوعٍ فاقمته الحرب بين الحكومة وبينحركة الشباب المجاهدين التي انسحبت مع ذلك من مقديشو الأسبوع الماضي، في خطوة مفاجئة جعلت العاصمة كلية في يد السلطات الحكومية والقوات الأفريقية. وتقول الأممالمتحدة إن هناك نحو 12.4 مليون شخص يحتاجون إغاثة عاجلة في الصومال وأجزاء من إثيوبيا وكينيا وأوغندا. ويعتقد أن 29 ألف طفل صومالي قضوا خلال تسعين يوما، بسبب سوء التغذية الذي فاقمته أمراض كالكوليرا والحصبة والإسهال الحاد.