وأنا أشاهد أحد البرامج التلفزيونية بإحدى قنواتنا الخاصة أثارت انتباهي مداخلة أحد الشباب و هو يتكلم عن واقع السجون المغربية و بعض مشاكل الشباب، جرأة الخطاب بعيدا عن لغة الخشب جعلتني أتابع باهتمام تلك الدقائق المعدودات التي خصصت له للتعبير على الهواء .فجأة و في لحظة شرود تطايرت لمسامعي أحد العبارات ، نعم لقد استطاع أن يقولها بصريح العبارة ً القرقوبي هو السبب ً فتركني منبهرا أمام قوة شخصيته و شجاعته في التعاطي مع موضوع حساس يثير فضول الرأي العام نظرا لأهميته في المجتمع . مما لا شك فيه أن مشاكل شباب بلادنا معلومة عند العادي و البادي و مكامن الداء واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ، فلا داعي إذن لتغطيتها بالغربال المطلوب في كل مرة هو النظر للنصف المملوء من الكأس و لا للنقطة التي تفيضه ، لكي نكون متفائلين بمستقبل مشرق في مغرب أفضل للجميع. عن أي تفاؤل نتحدث و "القرقوبي هو السبب" ؟ .. أي مستقبل مشرق لدولة تصنف في طليعة مصدري "الحشيش" في العالم ؟ ليس من السريالي في نظري المتواضع الحديث على أن حبوب الهلوسة أو المخدرات بصفة عامة هي السبب في إخفاقاتنا ومشاكلنا ، قد يكون لهذا دخل في إخفاق المنتخب الوطني و قد يكون له دخل في فشل الحوار الوطني حول إصلاح العدالة... كل شيء وارد و يبقى القرقوبي بريئا حتى ثبوت إدانته إنها تنخر أجسام و تذهب عقول عماد المجتمع و ركيزته ... إنها تصل من ريف المملكة إلى مقهى بوسط الدارالبيضاء بلا حسيب و لا رقيب... تباع مستلزماتها بكل شفافية عند بائع التبغ ...لكن الجميل في الأمر أن القانون يعاقب عند حيازتها ....... إنه الاستثناء المغربي سيداتي آنساتي سادتي. حملت همومي و أسئلتي و ذهبت لأتبرع بقطرات من دمي لتأدية الواجب الوطني والنظر بتفاؤل للنصف المملوء من الكأس ، للأسف عدت أدراجي خائبا فلم أجد أجوبة شافية لأسئلتي ولم أستطع التبرع بدمي و السبب أنه يغلي على حال وطن مستعد أن يكون فداء له.