في خطوة غير مسبوقة بالمرة و تطرح العديد من التساؤلات لدى الشارع الجزائري و المتتبع العربي، أعلن الحزب الحاكم في الجزائر عن إعادة ترشيح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها ربيع 2014 ، قرار يأتي و الجزائر الشقيقة تعيش على إيقاع صفيح ساخن بعد الإطاحة بأسماء وازنة في المشهد السياسي الجزائري بعد أن تبث تورطها في قضايا فساد مالي و سياسي و كذا في ظل استمرار الغموض الذي يلف صحة الرئيس الجزائري الذي دخل على ما يبدو في غيبوبة سياسية لم يعد فيها قادرا على ممارسة مسؤولياته على رأس الهرم السلطوي في بلاد المليون و نصف المليون شهيد و الذي ظهر جليا من خلال الصورة التي تناقلتها وسائل إعلام عربية و غربية في حفل تنصيب الحكومة الجزائريةالجديدة برئاسة عبد المالك سلال و التي أظهرت الرئيس الجزائري و هو مقعد على كرسي و كذا غيابه المتكرر عن احتفالات الوطنية و الدينية ، ادخل معها الجزائر في متاهة البحث عن رئيس بديل منتخب بشكل ديمقراطي و عبر الإرادة الشعبية يستطيع قيادة الجزائر إلى بر الأمان و يقطع مع السياسات العدائية التي ظل ينهجها معظم القادة الجزائريون الذين تعاقبوا على حكم الجزائر مع بلدان عربية شقيقة و على رأسها المغرب بدلا من الزج بالجزائر في نفق مظلم لا أحد من المحللين و لا حتى المنجمين يستطيع التنبأ بنتائجها . هو مسلسل جديد في وأد الديمقراطية التي يريدها الجزائريون واقعا ممارسا على الأرض و ليس شعارا للاستهلاك الإعلامي، و ذبح الإرادة الشعبية لأبناء الجزائر و شبابها الطامح إلى الحرية و الكرامة و إلى التخلص من هيمنة حزب حاكم أعاد الجزائر إلى سنوات من حكم العسكر و إلى القطع مع كل ممارسات الماضي السحيق و إلى المساهمة و المشاركة الفعالة و الحقيقة في اختيار رئيس منتخب عبر انتخابات حرة و نزيهة يستطيع معها تحقيق مطالبه و إخراجه من براثين الفقر و الجهل و البطالة و الأمراض السياسية و الاجتماعية التي تنخر المجتمع الجزائري و الأهم من هذا و ذاك إعادة الجزائر إلى الجزائريين بعد أن سرقت منهم في لحظة من لحظات العهر السياسي الذي كان سائدا في مرحلة من مراحل التاريخ السياسي الجزائري و يعمل البعض اليوم على تكريسه عبر إعادة انتخاب رئيس مريض و منهك و الذي أضاع على الجزائر فرصا حقيقية في التقدم و البناء بدلا من حشر انفه في أمور لا تهم لا الفلاح و لا العامل البسيط ولا العاطل عن العمل. فمن غير المنطقي أن يستمر هذا العبث السياسي و يستمر معه عبد العزيز بوتفليقة في قيادة البلاد و شعبه لا يعرف أي شيء عن حقيقة مرضه ، و من العار أن يستمر أسلوب الاستبداد الذي يمارسه الحزب الحاكم ممثلا في جبهة التحرير الوطني و أن لا يأخذ العبر و الدروس من الرجة التي أحدثتها الثورات العربية في كل من اليمن ، مصر ، ليبيا و تونس و أطاحت بأنظمة عربية عمرت حتى شاخت و في الأخير سقطت صرعى بعد أن لفظتها شعوبها و تقاسمت المصير نفسه و إن بأساليب مختلفة تفرقت بين القتل و الاعتقال و التنحي ثم الفرار و أخرى لازالت تمارس لعبة القتل و التقتيل في أبشع صورة تعرفها الإنسانية، على الحزب الحاكم و زبانيته في الجزائر أن لا يستهين بأبناء وطنه الذين استطاعوا أن يدحروا القوى الاستعمارية الفرنسية و يقدم التضحيات في سبيل نيل الحرية و الاستقلال و الاتجاه إلى بناء الدولة العصرية قبل أن يسقط في حكم عصابة من السياسيين استغلت ثروات و خيرات البلاد لتكديس الأموال و عقد صفقات سلاح مشبوهة فضحتها الصحافة الدولية و التي كانت تعقد بمبررات عدوانية أنتجها النظام الجزائري و جنرالاته و حولها إلى عقيدة لدى كل من يلج قصر المرادية عنوانها البارز العداء الدفين للمغرب و المغاربة و التي تتواصل بالرغم من الأوضاع المزرية التي يعيشها المواطن الجزائري و كذا تدهور الوضع الحقوقي . إن الوضع اليوم لا يحتمل المزيد من انتظارية قاتلة يعيشها أبناء الجزائر التي يستحق قيادة جديدة و الجزائر حبلى بالعديد من الوجوه الوطنية التي لم ترضخ في يوم من الأيام لاملاءات الحزب الحاكم و تستطيع تحمل مسؤوليتها كاملة في قيادة البلاد إلى مرحلة جديدة تقطع مع كل السياسات الماضوية التي كان المستفيد الوحيد منها هم جنرالات الجزائر الذين فضل البعض منهم المنفى في الخارج على مواجهة الشعب الجزائري الذي تقع عليه هو الأخير مسؤولية تصحيح هذا السمار في الانتخابات الرئاسية المقبلة و التي ستعيد لا محالة رئيسا مريضا إلى دولة منهكة.