دعا الرئيس المصري محمد مرسي مجددا المعارضة إلى الحوار لمحاولة تخفيف التوتر المتزايد في البلاد، في حين طالب رئيس حزب الدستور المعارض محمد البرادعي الرئيس بالاستقالة، وذلك بعد مظاهرات مؤيدة لمرسي استبقت مظاهرات دعت إليها المعارضة لمطالبة مرسي بالتنحي. وقال مرسي "يدي ممدودة للكل، وهذا الحوار مفتوح السقف، وما أسعى إليه هو الحوار المتوازن الذي يحقق أهداف الثورة وطموحات شبابنا وشعبنا"، مشيرا إلى أن قوى المعارضة رفضت مرارا دعوته للحوار، وأنها تربط إجراءه بشروط مسبقة. وأضاف مرسي، في حوار أجرته معه صحيفة "أخبار اليوم" المصرية نشر يوم السبت، أنه سوف يواصل محاولاته للتواصل مع المعارضة ويمكن الإسراع في الانتخابات البرلمانية لالتفاف الجميع حول طريق واضح متفق عليه لإدارة الخلافات. وردا على سؤال بشأن حديثه عن وجود مؤامرة وانتظار الناس لمعلومات للكشف عنها، أجاب مرسي "لا يمكن إنكار أن مصر دولة كبرى مؤثرة في المنطقة ولا بد أن تكون مستهدفة. وعندما أشير إلى قليل مما أعلمه يكون ذلك بدافع إعلام المواطن عن حجم التحديات والمقاومة التي ألقاها وأنا أحاول النهوض بهذا البلد". وفيما يتعلق بالمظاهرات التي تعتزم المعارضة تنظيمها يوم 30 يونيو/حزيران الجاري، قال مرسي "أقول لجميع أبناء مصر هذا حقكم ولكن عليكم أن تحرصوا على مصلحة مصر وأمن الوطن والمواطن ولا تلجؤوا للعنف". ودعا مرسي إلى "منع من يريدون العودة بنا إلى الوراء، إلى عهود الفساد والاستبداد وتزوير الانتخابات ونهب الأموال وإهدار الحريات". وطالب "القوى الوطنية بأن تتصدى للمخططات الشيطانية لهؤلاء لأنهم لا يريدون لمصر هدوءا أو استقرارا". وعن محاولات الوقيعة بينه وبين القوات المسلحة، قال الرئيس المصري "هذه محاولات مآلها الفشل لأننا نجحنا في تأسيس علاقات مدنية عسكرية متسقة مع الديمقراطية المصرية الوليدة الناشئة عن ثورة 25 يناير". دعوة للاستقالة من ناحيته دعا رئيس حزب الدستور ومنسق جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة محمد البرادعي اليوم السبت الرئيس مرسي إلى تقديم استقالته. وقال البرادعي، في كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر ما بعد رحيل مرسي المنعقد بأحد فنادق القاهرة اليوم، إنني أطالب الرئيس محمد مرسي بتقديم استقالته لمنح مصر فرصة تحقيق أهداف الثورة وبناء نظام جديد على جميع الأصعدة. وأعرب عن تقديره لحملة "تمرُّد" المعارضة، مشيراً إلى أن الحملة أعادت الثورة للشعب بعد أن سُرقت منه. وأضاف البرادعي أن جزءاً كبيراً الآن من الشعب يقول نريد انتخابات رئاسية مبكرة. وتدعو حملة معارضة لمرسي بعنوان "تمرد" إلى مظاهرة ضد الرئيس المصري أمام القصر الرئاسي يوم 30 يونيو/حزيران بمناسبة الذكرى الأولى لتولي مرسي الحكم، وذلك للمطالبة بتنحيه وإجراء انتخابات رئاسية مسبقة بعد أن تمكنت الحملة من جمع نحو 15 مليون توقيع لمواطنين مصريين يطالبون مرسي بالاستقالة، كما يقول منظمو الحملة. وفي المقابل يؤكد أنصار مرسي أنه يملك شرعية أخذها من صناديق الاقتراع في انتخابات ديمقراطية، ويتهمون المعارضة بالقيام ب"ثورة مضادة" بهدف الإطاحة بمرسي في الشارع ومنعه من تغيير بعض المسؤولين المتهمين بأنهم من بقايا مرحلة الرئيس المخلوع حسني مبارك. طوارئ بالمطارات وعلى صعيد متصل تشهد المطارات المصرية الأسبوع المقبل حال طوارئ قبل المظاهرات المقبلة. وقال مدير أمن مطار القاهرة اللواء مجدي اليسري إنه سيتم وضع خطة طوارئ من 28 يونيو/حزيران إلى الأول من يوليو/تموز المقبل، وستجري زيادة عدد دوريات قوى الأمن بمحيط المطار وتعزيز نقاط التفتيش ووضع كاميرات مراقبة لمواجهة أي حالة طارئة. أما رئيس قطاع الأمن في شركة مصر للطيران مجدي علوان فأكد أنه سيتم تعزيز الأمن في المطارات ومكاتب الشركة في المناطق المصرية كافة. وأضاف أن خطة الطوارئ تشمل "تفتيش الركاب بنسبة 100% وزيادة تأمين حراسة الطائرات على أرض المهبط". وأوضح مسؤول ملاحي أن موظفي الأمن سيكونون مزودين بأسلحة وتجهيزات لازمة لحماية هذه المرافق الحيوية، وأوضح المسؤول أنه تم بحث كافة الاحتمالات المتوقعة ومنها احتمال مواجهة نزوح جماعي من الجاليات الأجنبية للسفر خارج البلاد عبر المطار كما حدث خلال أحداث ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011.