أفادت أنباء وشهود عيان وسكان إن عشرات الدبابات وناقلات جند مدرعة تابعة للحرس الجمهوري السوري تنتشر على الطريق الدائري السريع المحيط بالعاصمة دمشق وعلى مشارف مدينة الرستن القريبة من حمص وسط البلاد. وذلك في وقت تعهد ناشطون بمواصلة 'ثورتهم' وتنظيم مظاهرات مناهضة للنظام في أنحاء سورية.وكان آلاف السوريين خرجوا إلى الشوارع في شمال البلاد للمطالبة بمزيد من الحريات السياسية والاجتماعية. وشارك اكثر من الف طالب في تظاهرات في حلب.وقالت بعض الأنباء ان الشرطة استعملت الغاز المسيل للدموع واعتقلت العديد من المتظاهرين، لكن لم تؤكد ذلك جهة مستقلة.وشارك آلاف آخرون في تظاهرات نظمت في القامشلي إلى الشمال الشرقي من سورية. كما تفيد بعض الانباء بان السلطات السورية اعتقلت اعدادا كبيرة في الأيام القليلة الماضية، وقال المعتقلون انهم تعرضوا للتعذيب.وتقول الحكومة السورية ان 'عصابات ارهابية مسلحة' هي التي تقف وراء الازمة في البلاد، التي وصفتها بأنها 'مؤامرة خارجية' يحكيها اعداء سورية.يذكر أن الانباء تشير إلى مقتل اكثر من 500 شخص في الانتفاضة التي تشهدها سورية منذ بداية آذار/مارس الماضي.وأدان المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر استخدام الدبابات والقيام 'بحملة اعتقالات تعسفية واسعة في صفوف شبان في درعا'. وقال 'إنها فعلا تدابير همجية توازي عقابا جماعيا لمدنيين ابرياء'. وكرر المتحدث أن على الرئيس السوري ان 'يوقف اي عنف بحق المتظاهرين الابرياء'.من جانبه ناشد الصليب الأحمر الدولي السلطات السورية تمكينه من الوصول إلى المصابين والمعتقلين خاصة في درعا. وقد حددت السلطات 15 أيار/مايو موعدا نهائيا للأشخاص الذين ارتكبوا 'أعمالا مخلة بالقانون والنظام' لكي يقوموا بتسليم أنفسهم.وفي سياق متصل قال ناشط حقوقي في حمص لوكالة الصحافة الفرنسية إنه يخشى 'هجومًا وشيكًا' على التلبيسة والرستن القريبتين من المدينة، مشيرًا إلى وجود نحو خمسين دبابة للجيش على الطريق بين حمص وحماة.وعى ذلك تعهد ناشطون سوريون بمواصلة 'ثورتهم' عبر تنظيم مظاهرات في جميع أنحاء البلاد، رغم استمرار الجيش في محاصرة عدة مدن ومراكز لحركة الاحتجاج.ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن بيان أصدرته لجان تنسيق المظاهرات في عدة مدن سورية قوله 'مستمرون في ثورتنا وفي مظاهراتنا السلمية في كافة أرجاء سورية حتى تحقيق مطالبنا بالحرية'.ودان الناشطون قمع النظام والاعتقالات الواسعة في صفوف المعارضين مؤكدين أن النظام 'عمد خلال الأيام الأخيرة إلى تكثيف عمليات الاعتقال بشكل فاق كل حد، بحيث أصبح متوسط عدد الاعتقالات يوميًا لا يقل عن 500 شخص'.وتحدث الناشطون عن 'حملات مداهمة مكثفة تستهدف كل يوم مناطق بعينها'، كما أكدوا أن السلطات 'تستخدم أبشع الأساليب في عمليات الاعتقال التعسفي تلك حيث يقوم عشرات العناصر الأمنية المسلحة باقتحام المنازل والتعرض لأهلها بالإهانة والترهيب'.وقد تظاهر مئات في مدينة الحارة الواقعة في محافظة درعا احتجاجا على الحصار المفروض على أهالي درعا. وهتف المتظاهرون بعبارات تطالب بفك الحصار وإطلاق سراح المعتقلين، كما طالبوا بإسقاط النظام.كما تظاهر مئات في مختلف مدن وبلدات محافظة القنيطرة والجولان في ساحة الحريّة بمنطقة جاسم في الجنوب الغربي من سورية، ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بالحرية وبرفع الحصار عن دَرعا، ورددوا شعارات تنادي بإسقاط النظام.وقد تظاهر آلاف السوريين أمس الثلاثاء في عدة مدن للمطالبة بفك الحصار الذي تفرضه قوات الأمن على مدينة درعا ولتأكيد الاستمرار في الاحتجاج على النظام خاصة بعد حملة الاعتقالات الواسعة.من جانبه قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مئات المواطنين أحيلوا إلى القضاء بتهمة إثارة الشغب والإضعاف من هيبة الدولة، والتي تبلغ عقوبتها السجن ثلاث سنوات. من جانبه، قال الرئيس السوري بشار الأسد إن وحدات الجيش التي دخلت درعا في ال25 من الشهر الماضي ستنهي مهمتها قريبا جدا، وسعى للتهوين من شأن الأحداث الأخيرة حيث قال إن كل بلد في العالم من الممكن أن يتعرض للأحداث التي تعرضت لها درعا. وجاءت تصريحات الأسد خلال لقاء مع وفد يمثل الفعاليات الأهلية في مدن محافظة دير الزور بشرق البلاد، وفقا لما ذكرته صحيفة الوطن السورية.في هذه الأثناء، تواصل الضغط الدولي على النظام السوري حيث نصحت فرنسا المقيمين في سورية بمغادرتها إلى حين عودة الوضع إلى طبيعته، كما حثت الأشخاص الذين كانوا يعتزمون زيارة سورية على تأجيل رحلاتهم، مع إقرارها بأن الرعايا الأجانب لم يتعرضوا حتى الآن إلى تهديد مباشر.في الوقت نفسه، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الأربعاء إن بلاده تريد أن يتخذ الاتحاد الأوروبي عقوبات بحق الرئيس السوري بشار الأسد، معتبرًا أنه سيتم إسقاطه إذا استمر قمع المظاهرات.ويضاف الموقف الفرنسي إلى تصريحات أميركية شديدة اللهجة عبرت عن الانزعاج من العملية العسكرية السورية في درعا التي تشمل استخدام الدبابات والاعتقالات التعسفية، ووصفت هذه الأعمال بأنها 'إجراءات همجية'.ومن المنتظر أن يعلن الرئيس السوري بشار الأسد قريبًا عن تعديل المادة 8 من دستور البلاد والتي تنص على أن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع، مع التمسك بعدم السماح بقيام الأحزاب الدينية في سورية، وفق ما نقله موقع 'دي برس' 'D-press' الإخباري السوري.